
اعتلال الكلية السكري هو نوع من أمراض الكلى، ينتج عن الإصابة بمرض السكر المزمن، ويؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم مع مرور الوقت إلى تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، مما يؤثر على قدرتها على تصفية الفضلات والسوائل من الدم، ويُعد اعتلال الكلية السكري أحد أكثر مضاعفات داء السكر شيوعًا، والسبب الرئيسي للفشل الكلوي (ويُسمى أيضًا مرض الكلى في مرحلته النهائية)، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
وتُصيب هذه الحالة ما يقرب من واحد من كل ثلاثة مصابين بداء السكري، وتتطور ببطء على مدى سنوات عديدة، فإذا لم تُكتشف وتُعالج مبكرًا، فقد تتطور إلى غسيل الكلى أو الحاجة إلى زراعة كلية.
لماذا يعتبر مرض اعتلال الكلية السكرى خطيرًا؟
لأن اعتلال الكلية السكري مرض صامت في مراحله المبكرة، وقد لا تظهر عليك أي أعراض لسنوات عديدة بينما تتضرر الكلى ببطء، ولا يكتشف معظم الناس إصابتهم بمرض الكلى إلا عندما يتقدم المرض، وتكون الكلى قد فقدت جزءًا كبيرًا من وظيفتها، ومع ظهور الأعراض مثل تورم القدمين والكاحلين، والتعب، وضعف الشهية، أو انخفاض إنتاج البول، غالبًا ما يكون الضرر غير قابل للإصلاح لأن المرض قد وصل إلى مراحل متقدمة.
كيف يمكن اكتشاف مرض اعتلال الكلية السكرى مبكرًا لتجنب المضاعفات؟
لا يمكن تشخيص المرض إلا بعد الخضوع لفحوصات وتحاليل دورية.. وتشمل:
فحص البول للكشف عن تسرب كميات صغيرة من البروتين (يُسمى الألبومين) في البول، وهو غالبًا ما يكون أول علامة على تلف الكلى.
فحص الدم لقياس وظائف الكلى، ويُسمى معدل الترشيح الكبيبي المُقدّر (eGFR).
وينصح الأطباء بإجراء هذه الفحوصات مرة واحدة على الأقل سنويًا خاصة إذا كنت مصابًا بداء السكري، حتى لو كنت تشعر أنك بخير ولم تظهر عليك أي علامات.
هل هذا المرض يتطور؟
مرض اعتلال الكلية السكرى يتطور ووقتها لا يوجد له علاج، حيث يتفاقم مع مرور الوقت.. وعادةً ما يتطور المرض عبر المراحل التالية:
المرحلة الصامتة - تبدو الكلية طبيعية، لكن عملية الترشيح تبدأ بالتأثر.
بيلة ألبومينية دقيقة - وجود كميات قليلة من البروتين في البول.
بيلة ألبومينية كبيرة - فقدان كميات أكبر من البروتين.
تراجع وظائف الكلى - انخفاض معدل الترشيح الكبيبي المقدر تدريجيًا.
الفشل الكلوي - توقف الكلى عن العمل، مما يتطلب غسيل الكلى أو زرعها.
لكن التدخل المبكر يمكن أن يبطئ أو حتى يوقف هذا التطور.
هل يمكن الوقاية منه أو السيطرة عليه؟
يمكنك حماية كليتيك وإبطاء تلفهما من خلال:
التحكم في سكر الدم، من خلال الحفاظ على مستويات الهيموجلوبين السكري (HbA1c) ضمن المستوى الموصى به من قِبل طبيبك.
الحفاظ على ضغط دم طبيعي (أقل من 130/80 مم زئبق).
تناول أدوية محددة مثل:
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs) حتى لو كان ضغط دمك طبيعيًا.
أدوية أحدث مثل مثبطات SGLT2 ومنبهات مستقبلات GLP-1، والتي لها تأثيرات وقائية على الكلى.
اتباع نظام غذائي صحي قليل الملح ومفيد للكلى.
الإقلاع عن التدخين.
ممارسة الرياضة بانتظام.
ما يجب عليك فعله:
إذا كنت تعاني من مرض السكري، قم بإجراء اختبارات الكلى كل عام.
لا تنتظر ظهور الأعراض - فالتلف المبكر للكلى لا يحمل أي علامات تحذيرية.
اتبع العلاج وخطة نمط حياتك عن كثب.
تحدث إلى طبيبك بانتظام حول صحة كليتيك.