عند الحديث عن الحساسية، يتبادر إلى الذهن فورًا الفول السوداني، أو الغبار، أو وبر الحيوانات، لكن الحقيقة أن هناك حالات نادرة تصيب البعض بحساسية تجاه أشياء غير متوقعة تمامًا. تخيّل أن يصاب شخص بطفح جلدي لمجرد ملامسة الماء، أو أن يسبب له العرق رد فعل جلدي مزعج، هذه ليست مبالغات، بل حقائق طبية موثقة.

وفقًا لتقرير نشره موقع health، فإن الحساسية لا تقتصر على المسببات المعروفة، بل تشمل قائمة طويلة من المحفزات النادرة التي قد تمر دون أن نلاحظها. القهوة، وحتى البرودة أو أشعة الشمس قد تكون وراء أعراض مزعجة لا نجد لها تفسيرًا إلا بعد فحوصات دقيقة.

حساسية غير تقليدية: أمثلة
 

هناك بعض الأمثلة التي توضح بعض أنواع الحساسية غير الشائعة ولكنها موجودة بالفعل:

1. الماء (الشرى المائي)

رغم أن الماء يشكل الجزء الأكبر من أجسامنا، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من حساسية جلدية عند ملامسة الماء، بما في ذلك مياه الشرب أو مياه الاستحمام. تظهر على شكل بقع حمراء أو حكة عنيفة.

2. القهوة

الحساسية تجاه القهوة لا تتعلق بالكافيين فحسب، بل ببعض المركبات الموجودة في الحبوب المحمصة. يُصاب المصابون بها بطفح جلدي أو تورم عند استنشاق أو ملامسة البن.

3. اللحوم الحمراء ومتلازمة ألفا-غال

بعد لدغات معينة من القراد، قد يصبح الجسم حساسًا لجزيء موجود في لحوم الأبقار والخنازير، ما يؤدي إلى أعراض قد تتراوح بين الحكة وصعوبة التنفس.

4. أشعة الشمس (الشرى الشمسي)

يتفاعل بعض الأشخاص بشكل حاد مع التعرض للشمس، ويصابون بطفح جلدي خلال دقائق من التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

5. العرق

نعم، هناك من يُصاب بحساسية تجاه عرقه! تُعرف هذه الحالة باسم "الشرى الكوليني"، وتُسبب بثورًا صغيرة تُشبه لدغات الحشرات بمجرد ارتفاع حرارة الجسم أو التعرق.

6. البرد

في حالات نادرة، قد تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى ظهور طفح جلدي أو حتى تورم خطير في الوجه والفم، وهي حالة قد تكون مهددة للحياة في حال تحولت إلى تفاعل تحسسي مفرط.

ما الفرق بين الحساسية وفرط التحسس؟
 

في حين أن المصطلحين يُستخدمان أحيانًا بشكل متبادل، إلا أن الحساسية تُعد نوعًا من أنواع فرط التحسس المناعي، والذي يتضمن عدة درجات وتفاعلات مختلفة. مثلًا، الحساسية الغذائية تُعد من النوع الأول، وتحدث خلال دقائق من التعرّض للمسبب.

متى يجب استشارة الطبيب؟
 

أي رد فعل جلدي غير معتاد أو صعوبة في التنفس أو انتفاخ مفاجئ في الوجه، يجب ألا يُؤخذ على محمل التساهل. حتى الأعراض البسيطة قد تكون مؤشرًا على حساسية نادرة. ينصح الخبراء بإجراء اختبارات الجلد أو اختبارات الدم لتحديد مسببات الحساسية بدقة. كما يمكن أن يُوصي الطبيب باستخدام مضادات الهيستامين أو حتى العلاج المناعي في الحالات المعقدة.

الحساسية، حتى وإن كانت تجاه أكثر الأشياء شيوعًا في الحياة، يمكن أن تُدار وتُعالج إذا تم اكتشافها في الوقت المناسب. فالفهم الجيد لحالة الجسم، والمتابعة مع مختص، هما السبيل لحياة أكثر أمانًا، حتى لمن يعاني من أكثر أنواع الحساسية غرابة.