
يمكن أن تتسبب درجات الحرارة المرتفعة، خاصة في حالة استمرارها لفترة طويلة، في أضرار صحية، لكنها تشكل مصدر قلق خاص لكبار السن، مما يجعل فهم المخاطر المرتبطة بالحرارة المرتفعة، والتعرف على علامات وأعراض أمراض الحرارة أمر مهم بشكل خاص بالنسبة إليهم.
ووفقا لموقع "Harvard health publishing"، يوجد عدد من الخطوات التي يمكن أن تساعد على وقاية كبار السن من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة.
لماذا كبار السن أكثر عرضة للتأثر بالحرارة؟
مع التقدم في السن، تخضع أجسامنا لتغيرات قد تزيد من صعوبة التعامل مع التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، وارتفاع درجات الحرارة، وموجات الحر، كما تساهم عدة عوامل في زيادة قابلية التعرض للبرد، من بينها ما يلى:
انخفاض القدرة على التعرق: يمكن أن تكون آلية التبريد الطبيعية ، وهى التعرق، أقل كفاءة لدى كبار السن.
استجابات فسيولوجية أبطأ: قد لا يشير جسمك إلى العطش أو يتعرف على ارتفاع درجة الحرارة بسرعة.
الحالات الصحية المزمنة: يمكن أن تُضعف الحالات الصحية الشائعة، مثل أمراض القلب والرئة والكلى والسكر، استجابة الجسم للحرارة.
الأدوية: يمكن لبعض الأدوية الموصوفة طبياً والأدوية المتاحة دون وصفة طبية، أن تتداخل مع تنظيم درجة الحرارة أو الحفاظ على ترطيب الجسم بشكل كافى.
خلال فترات الحر الشديد أو موجات الحر الطويلة، قد تزيد هذه التغيرات من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة مما يجعل كبار السن يواجهون مشاكل في درجات حرارة أقل من تلك التي تُبث فيها تنبيهات الحرارة.
ما هو المرض المرتبط بالحرارة؟
تحدث الأمراض المرتبطة بالحرارة عندما يعجز الجسم عن تبريد نفسه بكفاءة، ويزيد التعرض للحرارة الزائدة من الضغط على الجسم، مما يؤدي إلى مجموعة من الحالات تتراوح بين الانزعاج المعتدل وحالات الطوارئ الشديدة، والتي قد تهدد الحياة.
هناك أربعة أمراض معروفة مرتبطة بالحرارة وهي:
طفح الحر : مجموعات من النتوءات الحمراء أو الداكنة، تشبه البثور الصغيرة، وتظهر غالبًا في تجاعيد الجلد، أو الرقبة، أو الصدر، أو الفخذ، يحدث الطفح الحراري نتيجة التعرق المفرط في الطقس الحار والرطب.
تشنجات الحرارة: آلام أو تشنجات عضلية، عادة في البطن أو الذراعين أو الساقين، ويمكن أن تحدث بعد القيام بنشاط شاق في درجات حرارة عالية.
الإجهاد الحراري: حالة أكثر خطورة قد تتطور بعد التعرض لدرجات حرارة عالية وقلة شرب السوائل، وتشمل أعراضه التعرق الشديد، وشحوب الجلد ورطوبة الجسم، والضعف، والدوار، والغثيان أو القيء، والصداع.
ضربة الشمس: تعد أشد الأمراض المرتبطة بالحرارة حالةً طبيةً طارئة، وتحدث ضربة الشمس عندما يعجز نظام التبريد في الجسم عن العمل بشكلٍ كاف، وتشمل أعراضها سخونة وجفاف الجلد، والصداع، والدوار، والغثيان، والارتباك، وفقدان الوعى، ويمكن أن تُسبب ضربة الشمس تلفًا في الدماغ وأعضاء حيوية أخرى.
علامات تحذيرية من الحرارة
الطفح الحراري: ابقَ في مكان بارد وجاف، حافظ على جفاف الطفح وارتدِ ملابس قطنية فضفاضة، مع استخدام منتجات مضادة للحكة.
تقلصات الحر: توقف عن ممارسة أي نشاط وانتقل إلى مكان بارد، اشرب الماء أو مشروبًا رياضيًا وانتظر حتى تزول التقلصات قبل ممارسة أي نشاط آخر، وإذا لم تتحسن التقلصات خلال 15 دقيقة أو لم تختفى خلال ساعة اطلب المساعدة الطبية فورًا.
الإجهاد الحراري: انتقل إلى مكان بارد، واخلع ملابسك، وارتشف الماء، استحم بماء بارد، أو رشّ جسمك بماء بارد، أو ضع قطعة قماش باردة ومبللة على جسمك، كذلك اطلب المساعدة الطبية فورًا إذا كنت تتقيأ، أو ساءت أعراضك، أو استمرت لأكثر من ساعة.
ضربة الشمس: تعد ضربة الشمس حالة طبية طارئة، انقل المصاب إلى مكان أبرد، وخفّض درجة حرارته بقطعة قماش باردة أو حمام بارد، ولا تعطى المصاب أي مشروب.
تأثير ارتفاع درجات الحرارة المرتفعة على أصحاب الأمراض المزمنة
ما يجب أن تعرفه عن الحرارة إذا كنت تتناول الأدوية
يمكن للعديد من الأدوية الشائعة أن تؤثر على استجابة الجسم للحرارة، فبعضها قد يقلل التعرق، أو يُغيّر الشعور بالعطش، أو يزيد التبول، مما يؤدي إلى الجفاف، ومن الأمثلة على ذلك:
بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم والقلب، مثل مدرات البول
بعض الأدوية المضادة للذهان ومضادات الاكتئاب
بعض الأدوية لمرض باركنسون
مضادات الهيستامين.
إذا كنت تتناول أدوية بانتظام، فناقش السلامة من الحرارة مع طبيبك لبحث إذا كانت أدويتك تزيد من خطر إصابتك، لكن لا تتوقف عن تناول الأدوية الموصوفة أو تغيرها دون الطبيب.
العلاقة بين الحرارة و مشاكل في القلب
إذا كنت تعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، فتوخَّ الحذر الشديد خلال الطقس الحار، لأن الحرارة تُسبب ضغطًا إضافيًا على القلب، و للحفاظ على سلامتك، اتبع الخطوات التالية:
تجنب الأنشطة الشاقة، وخاصة خلال الجزء الأكثر سخونة من اليوم، عادة من الساعة 10 صباحًا إلى 4 مساءً.
البقاء في بيئة مكيفة قدر الإمكان.
اشرب كميات كبيرة من الماء طوال اليوم حتى لو لم تشعر بالعطش، إلا إذا نصحك طبيبك بتقليل السوائل.
تأثير الحرارة المرتفعة على أمراض الرئة
يمكن أن تتفاقم حالات مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، بسبب الهواء الساخن والرطب وتلوث الهواء، والذي غالبا ما يزداد سوءا خلال موجات الحر، لذلك اتبع الخطوات التالية:
إنتبه إلى تنبيهات جودة الهواء.
إذا تم وصف جهاز استنشاق سريع المفعول لك لعلاج الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، فاحرص على أن يكون في متناول يدك.
تجنب الأنشطة الخارجية خلال ساعات الذروة الحارة.
العلاقة بين الحرارة المرتفعة وأمراض الكلى
يمكن أن تتأثر وظائف الكلى بالجفاف، وهو خطر شائع خلال الحر الشديد، الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى مسبقًا هم أكثر عرضة للخطر، وهو ما يعنى ضرورة الخطوات التالية:
اتبع توصيات طبيبك المحددة للبقاء رطبًا، حيث أن احتياجات السوائل يمكن أن تختلف باختلاف أمراض الكلى.
كن على دراية بعلامات الجفاف مثل البول الداكن، أو قلة التبول أو الدوخة، أو جفاف الفم.
تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو المشروبات المالحة أو السكرية جدًا، والتي يمكن أن تساهم في الجفاف.
أربع طرق للتغلب على الطقس الحار
ارتدى ملابس خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون.
تتبع أحوال الطقس عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية، لتجنب الخروج في ساعات الحر الشديد قدر الإمكان.
اقضِ ساعات حارة في أماكنَ باردة.
استخدم المراوح بشكل صحيح.
إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة أو تتناول أدوية بانتظام، اطلب من طبيبك مساعدتك في وضع خطة شخصية للطقس الحار.