عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، بعض الناس يُشيدون بجلسات التمارين الرياضية المكثفة، بينما يدّعي آخرون أن المشى قد حقق معهم نتائج جيدة، وقد خسروا كيلوجرامات بالفعل من وزنهم، إذن أيهما أفضل وهل الأمر كله يتعلق بطبيعة كل جسم ونمط الحياة، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

إنقاص الوزن لا يقتصر على اختيار النشاط "الأصعب"، بل على ما يمكنك المواظبة عليه باستمرار، وتساعد التمارين الرياضية على خلق عجز في السعرات الحرارية (حرق سعرات حرارية أكثر مما تستهلك)، مما يؤدي إلى فقدان الدهون مع مرور الوقت، ومع ذلك، ليست كل حركة تحرق السعرات الحرارية بنفس المعدل، وليست كل التمارين متساوية من حيث الوقت والطاقة والتعافي.

وتميل التمارين، وخاصةً التمارين عالية الكثافة مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT)، وتمارين الأثقال، وتمارين الدوران، وتمارين الدوائر، إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية في وقت أقل، كما أنها تبني العضلات، وتعزز عملية الأيض، وتُحسن صحة القلب والأوعية الدموية، ومن ناحية أخرى، يحرق المشي سعرات حرارية أقل في الدقيقة، ولكنه سهل المنال، ومنخفض التأثير، وأسهل بكثير للمواظبة عليه يوميًا.

لذلك فإن السؤال الأفضل ليس "أيهما يعمل"، بل أيهما يعمل بالنسبة لك.

فوائد المشي
 

أثبتت الدراسات أن المشي السريع خاصةً عند ممارسته بانتظام، يمكن أن يكون أداة فعّالة لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة، ويكمن جمال المشي في بساطته، فكل ما تحتاجه هو حذاء رياضي جيد وقليل من التحفيز، ولأنه خفيف التأثير، فهو ألطف بكثير على المفاصل، وهذا يعني أنه يمكنك المشي يوميًا دون القلق بشأن وقت التعافي.

عند المشي السريع، يمكن أن يحرق المشي لمدة 45-60 دقيقة ما بين 200 و400 سعر حراري، حسب سرعتك ووزنك، وليس المشي وحده، ولكن إذا مارسته يوميًا، مع اتباع نظام غذائي صحي، ستحقق نتائج مبهرة بشأن إنقاص الوزن، كما أنه يخفف التوتر.

تمارين الكثافة والعضلات
 

التمارين الرياضية الأكثر تنظيمًا، مثل تدريب القوة، ودروس الدراجات الثابتة، ودوائرHIIT، والجري، وغيرها ترفع معدل ضربات القلب، وتحرق هذه التمارين سعرات حرارية أكثر في الدقيقة من المشي، وإذا كنت لا تملك الوقت الكافي، فيمكن أن توفر لك المزيد من الفوائد.

ولا تساعدك التمارين الرياضية على حرق السعرات الحرارية أثناء الجلسة فحسب، بل إنها ترفع أيضًا معدل الأيض بعد ذلك من خلال ما يسمى "تأثير ما بعد الحرق" أو استهلاك الأكسجين الزائد بعد التمرين، وهذا يعني أن جسمك يستمر في حرق السعرات الحرارية حتى بعد انتهاء التمرين.

ويساعدك رفع الأثقال أو ممارسة تمارين المقاومة على بناء كتلة عضلية خالية من الدهون، وهو أمر أساسي لفقدان الوزن، لأن العضلات تحرق سعرات حرارية أكثر من الدهون حتى في حالة الراحة، لذلك كلما زادت عضلاتك، زادت كفاءة جسمك في حرق السعرات الحرارية طوال اليوم، حتى وقت الراحة.

الوقت مقابل الشدة.. كيف تلعب بذكاء
 

السر يكمن في فهم العلاقة بين الوقت والكثافة، فالمشي أقل كثافة، لذلك تحتاج إلى المزيد منه لتحقيق نتائج ملحوظة، أما التمارين الرياضية فهي أعلى كثافة، لذلك تحرق المزيد من الطاقة في وقت أقل، ولكنها تتطلب أيضًا المزيد من الطاقة والتحفيز والتعافي.

إذا كان لديك الوقت الكافي وتستمتع بالخروج أو الحركة الخفيفة طوال اليوم، فإن المشي يُساعدك بالتأكيد على إنقاص وزنك، ولكن إذا كان جدولك مزدحمًا وتحتاج إلى استغلال 30 دقيقة على أكمل وجه، فقد يُساعدك تمرين عالي الكثافة على تحقيق ذلك بشكل أسرع.

ويعتمد الأمر أيضًا على نقطة انطلاقك، فبالنسبة للمبتدئين أو من يعودون إلى الحركة بعد انقطاع طويل، يُعد المشي طريقة لطيفة ومستدامة للتأقلم، أما بالنسبة للنشيطين بالفعل أو الراغبين في تجاوز حدود طاقاتهم، فقد تُوفر التمارين المُنظمة التحدي الذي يحتاجونه.

دور النظام الغذائي
 

لنكن واقعيين، لا يمكنك التغلب على نظام غذائي سيء بالمشي أو التدريب، تساعد التمارين الرياضية، ولكن معظم تقدمك في إنقاص الوزن سيأتي من نوعية وكمية ما تأكله، فلن يؤدي المشي 10000 خطوة يوميًا إلى الكثير إذا كنت لا تزال تتناول طعامًا يتجاوز احتياجاتك من السعرات الحرارية بكثير، وبالمثل، فإن ممارسة التمارين الرياضية ثم تناول الوجبات السريعة سيلغي جهودك، النقطة المثالية هي عندما تكمل حركتك (سواء كانت المشي أو التمارين الرياضية) نظامًا غذائيًا متوازنًا واعيًا بالسعرات الحرارية، في كلتا الحالتين، لن تؤدي الحركة وحدها المهمة ولكنها شريك قوي عندما تكون تغذيتك في مكانها الصحيح.

من سيفوز المشى أم التمارين الرياضية؟
 

لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع، إذا كان هدفك هو فقدان الوزن بشكل مستدام، فإن أفضل نهج عادةً هو الجمع بين المشي بانتظام للحفاظ على الحركة، وإضافة التمارين بضع مرات في الأسبوع لبناء العضلات وحرق الدهون بشكل أسرع، اعتبر المشي أساس حركتك اليومية، فليس بالضرورة أن يكون التمرين سريعًا أو شاقًا أو مُرهقًا، سواء اخترت المشي أو التمارين الرياضية أو كليهما، المهم حقًا هو أن تتحرك، وأن تُغذي جسمك بالشكل الصحيح، وأن تستمر فيه على المدى الطويل.