
في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد فيه ضغوط العمل ومتطلبات الأسرة، باتت الصحة النفسية ضرورة لا ترفًا، خاصة مع بلوغ العقد الثالث من العمر، فبينما يركّز الكثيرون على اللياقة البدنية، يغفلون عن أهمية بناء روتين لياقة ذهنية يوفّر الدعم العاطفي والذهني اللازم لمواجهة تحديات الحياة اليومية، بحسب موقع تايمز ناو.
تُعدّ الثلاثينيات من العمر مرحلة مفصلية تتطلب مرونة عاطفية وقدرة أكبر على التحمّل الذهني، إذ تصبح فيها الضغوط النفسية خفية ولكن مؤثرة.
ويُشير الخبراء إلى أن الإشارات المبكرة للإرهاق الذهني — مثل القلق المزمن أو التوتر المفرط إذا لم تُعالج، قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة تشمل الاحتراق الوظيفي واضطرابات النوم وحتى الاكتئاب.
ويؤكد المختصون أنّ روتين اللياقة الذهنية لا يحتاج إلى تغييرات جذرية أو التزامات مرهقة، بل يمكن أن يبدأ بخطوات بسيطة مثل ممارسة تمارين التنفس، أو تدوين المشاعر في دفتر يومي، أو حتى قول "لا" دون الشعور بالذنب.
فكما نمرّن عضلات الجسد، علينا كذلك أن ندرّب عقولنا على الهدوء، والمرونة، واتخاذ قرارات صحية تحت الضغط.وأشار الخبراء إلى أن من لا يطور مهارات التأقلم في هذا العمر، قد يجد نفسه لاحقًا في مواجهة استجابات عصبية قديمة وغير فعالة تجاه الضغوط الجديدة. وهذا يجعل من الثلاثينيات فرصة ذهبية لإرساء قواعد الصحة النفسية والاتزان العاطفي.
إن بناء روتين للعافية الذهنية ليس مجرد ترف، بل هو ضرورة حيوية لضمان حياة متزنة، ومزاج مستقر، ونفس قادرة على العطاء.
عادات تساعدك على الوصول للياقة الذهنية
من الخطأ الاعتقاد أن اللياقة الذهنية تحتاج إلى علاجات معقدة أو جلسات نفسية أسبوعية بالضرورة.
يمكن بناء هذه اللياقة من خلال عادات يومية بسيطة، مثل:
ممارسة اليقظة الذهنية (Mindfulness) عشر دقائق يوميًا.
كتابة يوميات تُعبر فيها عن أفكارك ومخاوفك.
المشي في الهواء الطلق دون هاتف.
تخصيص وقت للراحة دون شعور بالذنب.
الحديث الصادق مع صديق موثوق.