في خطوة بارزة نحو استكشاف الفضاء، نجحت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) في إطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم، يُدعى “LignoSat”، إلى مدار الأرض، يهدف هذا المشروع إلى دراسة إمكانية استخدام الخشب كمادة مستدامة في بناء الأقمار الصناعية، من خلال اختبار أدائه في الظروف القاسية للفضاء، قد يُحدث هذا الابتكار تحولًا في مستقبل تكنولوجيا الفضاء عبر تقديم بدائل صديقة للبيئة للمواد التقليدية.

أهداف الاستدامة في تكنولوجيا الفضاء

تم تطوير "LignoSat" باستخدام خشب شجرة الماغنوليا اليابانية، المعروفة بمتانتها ومقاومتها للظروف البيئية القاسية، يبلغ طول القمر 10 سنتيمترات، وتم تصنيعه بدقة باستخدام تقنيات النجارة اليابانية التقليدية، يُمثل هذا المشروع جهدًا تعاونيًا لتقييم مقاومة الخشب للإشعاع الكوني، والتغيرات الحرارية، والإجهادات الفيزيائية في الفضاء.

الأهداف والتجارب الرئيسية

تم تجهيز "LignoSat" بمستشعرات لقياس مستويات الإجهاد على ألواحه الخشبية، وتسجيل التغيرات الحرارية، ورصد التعرض للإشعاع، ستُسهم البيانات المُجمعة في تحديد سلامة الهيكل وإمكانية استخدام الخشب في الفضاء، كما يدرس الباحثون قدرة المجال المغناطيسي الأرضي على اختراق هيكل القمر الخشبي، وتأثير ذلك على عملياته التقنية.

مستقبل الأقمار الصناعية الصديقة للبيئة

مع تزايد القلق بشأن التأثير البيئي للبعثات الفضائية، يكتسب تطوير مواد مستدامة لبناء الأقمار الصناعية زخمًا متزايدًا، وتعتمد المكونات التقليدية للأقمار الصناعية على معادن نادرة ومواد صناعية، مما يُسهم في زيادة الحطام الفضائي والتلوث البيئي. من المتوقع أن يمهد اختبار "LignoSat" الطريق نحو حلول أكثر وعيًا بالبيئة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية، وإذا نجح هذا المشروع، فقد يُشكل سابقة لاعتماد ممارسات مستدامة في صناعة الفضاء العالمية.