
الإنترنت ممتاز وسيئ في آنٍ واحد في نشر المعلومات والمجتمع، من ناحية يُمكنه أن يُتيح الوصول إلى العديد من الأشخاص ووجهات النظر التي لا تتوفر في الحياة اليومية للفرد ، وفي الوقت نفسه قد يكون مليئًا بالمعلومات المضللة وأشخاص يُسببون ضررًا أكثر من نفع.
وكشفت دراسة جديدة من صحيفة الجارديان، عن مدى تداخل هذين الأمرين، فقد وجد تحقيق أن 52 من أصل 100 مقطع فيديو مُوسومة بـ #نصائح_الصحة_النفسية تحتوي على بعض المعلومات المضللة على الأقل، وفقًا لفريق من أخصائيي الصحة النفسية، وناقشت هذه المقاطع حالات وتجارب مثل القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والصدمات والاختلاف العصبي وغيرها.
وقالت آمبر جونستون، عالمة النفس المعتمدة من الجمعية البريطانية لعلم النفس، والتي راجعت مقاطع فيديو عن الصدمات النفسية لصحيفة الجارديان: ينشر تيك توك معلومات مضللة من خلال الإيحاء بوجود نصائح وحقائق عالمية سرية قد تجعل المشاهد يشعر بشعور أسوأ وكأنه فاشل، فى حين أن هذه النصائح لا تعالج ببساطة.
وحدد الخبراء أربعة محاور رئيسية ضمن المعلومات المضللة وغير الدقيقة ، المحور الأول إضفاء طابع مرضي على المشاعر الطبيعية، ظهر فى مقاطع فيديو وصفت المشاعر اليومية، مثل التعب أو الشعور بالقلق تجاه التغييرات، كمؤشرات واضحة على اضطرابات نفسية محددة ، وبدا الأمر كما لو أن التعرض لأي أعراض لاضطراب في الصحة النفسية يعني أن المشاهد يجب أن يتعايش معه.
ثم كان هناك إساءة استخدام للغة العلاج، سواءً من خلال وصف اضطراب الصحة النفسية بشكل غير دقيق أو استخدام كلمات مثل الإساءة، لشرح أفعال معينة، دون سياق أو دلالات واضحة.
وأفادت التقارير، بأن الفئة الثالثة كانت الأكثر شيوعًا: العلاجات غير المثبتة والادعاءات الكاذبة، تتضمن هذه المقاطع ادعاءات بأن طريقة معينة يمكن أن تشفي الصدمة في ساعة واحدة فقط، وأن تناول بعض الأشياء يسبب الاكتئاب، وأن المكملات الغذائية المصنعة تخفف القلق.
وكان الموضوع الأخير الذي تم تحديده هو الأدلة القصصية ، وتضمنت مقاطع الفيديو في هذا المجال توصيات بالحصول على علاج داخلي تستند فقط إلى تجارب صانعيها الخاصة ، وأظهر مقطع آخر شخصًا يرتدي ثوب المستشفى وهو يلمح إلى أنه كان في وحدة الطب النفسي لكونه صريحًا جدًا مع معالجه.
وتُعدّ المعلومات المضللة مشكلةً كبيرةً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث لا تُحرّك العديد من الشركات ساكنًا حيالها، لنأخذ ميتا على سبيل المثال، التي أوقفت برنامجها للتحقق من الحقائق في الولايات المتحدة في أبريل الماضي ، وعوضًا عن ذلك، اختارت استخدام ملاحظات المجتمع التي تُتيح ردودًا جماعية على المنشورات.
وقدّمت تيك توك ادعاءاتٍ عديدة على مرّ السنين بأنها تُزيل المحتوى "الإشكالي" والفيديوهات غير الدقيقة ، وفي بيانٍ نُشر مع صحيفة الجارديان أشاد متحدثٌ باسم تيك توك بالتطبيق لكونه منصةً يُمكن للناس من خلالها مشاركة تجاربهم في الصحة النفسية والحصول على الدعم اللازم، وأضاف: "هناك قيودٌ واضحةٌ على منهجية هذه الدراسة، التي تُعارض حرية التعبير هذه، وتُشير إلى أنه لا ينبغي السماح للناس بمشاركة قصصهم الخاصة".
وأضاف المتحدث أن تيك توك تعمل مع منظمة الصحة العالمية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة لتوفير معلوماتٍ دقيقة، مُدّعيًا أن التطبيق يُزيل 98% من "المعلومات المضللة الضارة قبل إبلاغنا بها.