اخبار السياسه بعد 5 سنوات.. والد الطفل إيلان أشهر غريق: بشوف صورته في كل سوري

طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ.. بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ.. لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها.. وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ، كلمات رثى بها الشاعر العباسي الكبير "ابن الرومي"، ولده الذي توفاه الله طفلًا، لا تختلف كثيرًا عن لسان حال عبدالله الكردي، والد الطفل السوري الغريق "إيلان" التي أبكت ملايين الناس حول العالم.

5 أعوام مرت، على الوالد المكلوم، لم ينس خلالها صورة نجله التي هزت العالم، ما زال يعيش الصدمة الأولى، يبكي بغير دموع، فقد كانت الخسارة كبيرة، إذ انضم إلى "إيلان" والدته وشقيقه.

يعيش عبدالله في منزله وحيدًا، "لم أنساهم قط"، هكذا قال لـ"الوطن"، يتخيل صورة أسرته أمام عينه، ويتذكر ما حدث لهم، يعتصر قلبه على فراقهم، لكنه لا يملك شيئا سوى أن يعيش على ذكراهم، ويتذكر أجمل لحظاته معهم، والسعادة التي عاش فيها مع أسرته وصارت من الماضي، كيف كان إيلان لا يفارقه أبدا، ووجه زوجته الباسم حين تستقبله بعد يوم عمل شاق.

الألم الذي اعتصر قلب عبدالله، دفعه للعمل على حماية الأطفال من المصير المشئوم الذي لقيه نجله، فاتجه لمساعدة أطفال اللاجئين في مخيمات إقليم كردستان العراق مع شقيقته، من خلال جمعية مخصصة لهذا الغرض، تحمل اسم "إيلان وغالب كردي"، تقدم المساعدات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وسبع سنوات.

قبل 5 سنوات، دفعت الحرب التي مزقت سوريا أسرة إيلان للفرار إلى الجحيم، فاستقلت قاربًا متجهًا إلى اليونان، في مغامرة محفوفة بالموت بحثا عن حياة آمنة مستقرة للطفل الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره، لكن أمواج البحر لم تكتب لرحلتهم السلام، إذ غرق الطفل إيلان بعد أن انزلق من يد والده، وانقلب القارب في عرض البحر المتوسط، لم تتوقف فاجعة الأب عند هذا الحد بل فقدا أيضا في ذلك الحادث زوجته ونجله الأكبر.

لم تنته المأساة بانتشال عبدالله الكردي من أمواج المتوسط، فلا يزال يتخبط في بحر الحياة، وتحولت مدينته "عين العرب" في شمال سوريا إلى مستعمرة تركية.