لا يتقن صنعة، ولا يعمل فى وظيفة دائمة، ولا تكفيه الـ360 جنيها التي يحصل عليها من وزارة التضامن الاجتماعي، كمعاش لكبر سنه، تخبط يعيشه منذ سنوات طويلة، حين بدأ حياته كعامل في الفاعل، ثم حارسا لبعض المنشآت، وأخيرا كجزء من لعبة القط والفأر حيث يعمل كبائع لأكواب الشاى والفول النابت، عشة تحولت إلى حياته داخل قرية مزغونة بالجيزة، لكن يبدو أنها مزعجة جدا لمجلس المدينة الذي قام بهدمها حتى الآن أكثر من 7 مرات، لكن الرجل يعود ليبنيها من جديد فهي كل ما يملك.
يجلس سمير علي داخل «عشة» صغيرة، يحيطها ببعض البطاطين والستائر، بينما الجدران عبارة عن أحجار بيضاء متراصة فوق بعضها دون إسمنت، يحسبها الناظر من بعيد مكان لتربية بعض الفراخ، بينما هي في الواقع تضم بعض الأكواب وأنبوب غاز، وشاي وسكر وقدور لتجهيز الفول النابت الذي يأكله بعض سائقي الميكروباص بالقرية: «أنا مليش صنعة، ولما جيت المكان ده قلت للهيئة بتاعة السكة الحديد، أنا عايز آخد الحتة دي، وقالولي ماشي بس في الآخر لا خدت ورقة ولا عقد».
يحكي الرجل، الذي يوصل مجلس المدينة هدم مكانه مرة بعد أخرى باعتباره مخالف، أن إصراره ليس عن تجبر أو قوة ولكن عن "غلب" يقول: «أنا راجل غلبان، وعندي 4 صبيان و3 بنات جوزت 4 منهم ولسة الباقي، هعمل إيه؟» يتساءل المسن.
ينظر الرجل ذو الـ68 عاما إلى المكان حوله بأسى، يحكى عن كل مرة قام فيها بإعادة رص الأحجار، ووضع قطع القماش البالية حول المكان، ليقيه من هواء الشتاء: «أنا مش عاشق البهدلة، ومقدم على كشك من سنين فين هو؟ ولا هي البهدلة لراجل كبير في السن ومريض زيي أسهل من مساعدتي».
مشاكل في المسالك البولية، واستئصال للمرارة ثم الزائدة وأجزاء من الجهاز الهضمي، أمور مر بها الرجل، الذي أصيب بشظايا خلال مشاركته في حرب 73: «كنت مشارك في الحرب، وخدت كام إصابة في بطني لسة معملمين فيها لحد دلوقتي» يحكي الرجل بعدما رفع جلابابه، مشيرا إلى الجرح الكبير في بطنه، ثم ينظر لإصبعه الصغير: «الصباع ده مبيتحركش بسبب شظية برضه» مخرجا من جيبه عدد من الأوراق التي أرسلها لأكثر من جهة في انتظار الكشك المستحيل.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري
