اخبار السياسه في عيد الأضحى.. أزهري يروي قصة الذبيح وكيف فرض الله الأضحية

يعد عيد الأضحى، من أيام الفرح لدى المسلمين، وفيه يذبح المسلم أضحيته، لكن قد يتساءل البعض، عن سبب التضحية في هذا اليوم، وكيف فرض الله الأضحية، وما قصة الذبيح؟ كلها أسئلة يتم طرحها مع حلول عيد الأضحى كل عام، وتوضح «الوطن» في هذا التقرير، الإجابة عن كل هذه الأسئلة.

قصة فرض الأضحية

وفي هذا الصدد، كشف الدكتور محمود الصاوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، تفاصيل قصة الذبيح، وكيف فرض الله الأضحية؟ إذ أن سورة الصافات بينت قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام بن سيدنا إبراهيم هو الذبيح، وعندما قال الخليل إبراهيم عليه السلام لربه مناجيا، «

فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ 98 وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ 99 رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ 100 فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ 101 فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ 102 فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ 103 وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ 104 قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 105 إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ 106»

قصة الفداء

أوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن قصة ابتلاء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، ستظل من أعظم أنواع الابتلاء البشري علي الاطلاق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الامثل فالأمثل»، وقول صلي الله عليه وسلم أيضاً «يبتلي الرجل علي قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء».

وكان سيدنا إبراهيم شيخ كبير طاعن في السن ومع ذلك هو نبي كريم على ربه وتضرع اليه أن يرزقه الولد ويستجيب ربه له ويرزق بهذا الولد الذي كان أمنية عظيمة له وتحمل زوجته ويولد الولد ويكبر أمام عينيه وتشتد محبته في قلبه حتي إذا بلغ معه السعي وصار يذهب ويجئ معه حتي قيل انه بلغ ثلاثة عشر عاما، يري رؤيا تتكرر ثلاث ليال متواليات يؤمر فيها بذبح ولده فلذة كبده وثمرة فؤاده ورؤيا الأنبياء حق ولا يملك إلا أن يستجيب.

 قصة الذبيح

وتابع «الصاوي»: أن استجابة الأب مستوعبة لأنه نبي يوحي اليه فإن الاعجب منها استجابة الطفل الصغير لطلب ابيه دون تردد أو خشية قالها بكل قوة: «قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ»، ثم تدخل الله في اللحظة المناسبة لإنقاذ الموقف،  فليس المقصود هو إزهاق الأرواح البريئة لكن الاختبار الحقيقي في التسليم لأمر الله عز وجل والاستجابة التكليف الإلهي وقد حص: «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ  وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ  قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»، فقد أسلم الوالد لأمر ربه واسلم الولد لأمر ربه بكل رضا وتسليم بقضاء الله وقدره اذا فقد نجحا في الاختبار الالهي فكان الأمر الالهي والنداء الالهي.

سنة الأضحية

وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر، أن اعظم اختبار بشري يمكن أن يتعرض له مخلوق: «إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ»، وكان الجزاء من جنس العمل  حصل التصديق والتسليم الكامل فكان الفداء العظيم «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»، فصارت الأضحية من هذا التاريخ سنة سيدنا إبراهيم وسنة المسلمين الي قيام الساعة، وهكذا أصبحت الضحية واجبة أو سنة مؤكدة على كل قادر عليها، توسعة على الفقراء والمساكين والأهل والأقربين.