اخبار السياسه «طنطاوى».. القائد التاريخى للجيش.. وخدم البلاد أكثر من نصف قرن.. وأسس لمعركة تثبيت أركان الدولة

«طنطاوى».. القائد التاريخى للجيش.. وخدم البلاد أكثر من نصف قرن.. وأسس لمعركة تثبيت أركان الدولة

«المشير طنطاوى».. اسم من ذهب، يعرفه الصغير قبل الكبير، رغم ابتعاده عن مواقع المسئولية الرسمية منذ قرابة 10 سنوات بعد تركه موقعه كوزير للدفاع والإنتاج الحربى، وتصدر الراحل المشهد لـ21 عاماً كقائد عام للقوات المسلحة، ومسئول أساسى تصدى لأى تهديدات تمس أمن واستقرار الوطن، وتتلمذ على يديه العديد من القيادات الوطنية والعسكرية البارزة. خلَّد اسمه بأحرف من ذهب فى تاريخ العسكرية المصرية.

المشير محمد حسين طنطاوى، أحد أبناء حى عابدين الشعبى، ولد لأسرة نوبية، فى 31 أكتوبر 1935، وعاش فيه فترة الصبا والدراسة، لينمو فى ذهنه حلم الالتحاق بالكلية الحربية، وهو ما جرى، ليتخرج فيه فى الأول من أبريل عام 1956، أى منذ قرابة 65 عاماً، ليمضى فى الخدمة فى قواتنا المسلحة أكثر من نصف قرن، كأحد أكثر العسكريين المصريين خدمة، من حيث المدة، فى صفوف قواتنا المسلحة، وتحديداً لمدة 56 عاماً.

رجل «الحرب والسلام»: خاض «4 حروب».. وقاد تحركات قواتنا المسلحة لتكون «ضهر الشعب» لأكثر من 20 عاماً

خاض «القائد التاريخى للجيش المصرى» نحو «4 حروب» إبان فترة خدمته فى القوات المسلحة؛ ففور تخرجه وانضمامه رسمياً، كانت من أولى مهامه ضمن تكليفات القيادة السياسية والعسكرية مواجهة «العدوان الثلاثى» على مصر حين كان قائد «مشاة»، ثم شارك فى حرب يونيو 1967 كقائد لـ«سرية مشاة». عمل «المشير طنطاوى» فى فترة الستينات بالكلية الحربية، فى فترة يؤكد للمقربين منه بأنها إحدى أكثر المراحل اعتزازاً فى تاريخه العسكرى، رغم كثرة المواقف التى عاشها خلال خدمته، حيث شارك فى تدريب الكثير من الضباط، الذين تتلمذوا على يديه.

وحين ناداه القدر فى حرب أكتوبر المجيدة، لبى نداء الوطن، حيث كان قائداً لكتيبة مشاة، وخاض إحدى أكثر معارك حرب أكتوبر شراسة، التى عُرفت فيما بعد باسم «المزرعة الصينية»، حيث تكبد فيها الجانب الإسرائيلى خسائر كثيرة باعتراف موشيه ديان، وزير الدفاع الإسرائيلى حينها، وآرائيل شارون، قائد الفرقة التى واجه عناصرها فى هذا الوقت.

ولم يتوقف دوره عند هذا الحد، لكنه اختير ليعمل ملحقاً عسكرياً لمصر فى باكستان عامى 1977 و1978، قبل أن يعود ليتولى مهمة قيادة لواء مشاة ميكانيكى، ثم قائد لفرقة مشاة ميكانيكية، ثم قائد للجيش الثانى الميدانى، ثم قائد للحرس الجمهورى، ورئيس لهيئة عمليات القوات المسلحة.

وتركت المعارك والحروب التى خاضها «طنطاوى» أثراً كبيراً فى شخصيته، حيث تعود على الاستماتة فى الدفاع عن مصر وأمنها القومى مهما تعددت التحديات، وخير ما يعبر عن ذلك قوله لرجال الجيش الثالث الميدانى، حين زار قيادته فى عام 10 أبريل 2011: «أنا حاربت 4 أو 5 حروب من سنة 1956، وفى وقت من الأوقات كان نفسى استشهد والله العظيم تلاتة.. وربنا أراد أن أحيا.. الشظايا فى جسمى لحد دلوقتى، لكن أنا ماسك نفسى عشان مصر».

وفى لحظة فارقة فى عمره، وفى تاريخ العسكرية المصرية، وقع عليه الاختيار ليصبح وزيراً للدفاع والإنتاج الحربى، وقائداً عاماً للقوات المسلحة فى 20 مايو 1991، وهو المنصب الذى ظل فيه لمدة 21 عاماً، وتحديداً حتى 12 أغسطس 2012، فى فترة مرت خلالها المنطقة بتحديات جسام، كان من أخطرها التحديات والتهديدات التى واجهت مصر فى الأيام الأخيرة للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، لكنه تمكن باقتدار من مواجهة تلك التحديات، ليبدأ مهمة «تثبيت أركان الدولة»، حين تولى المسئولية كحاكم للبلاد، بعدما تخلى «مبارك» عن منصبه كرئيس للجمهورية وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة، عقب أحداث «25 يناير».

ونجح فى «العبور بمصر»، للمرة الثانية فى حياته؛ فالأولى كانت حينما عبر قناة السويس لتحرير سيناء من الاحتلال، والثانية حين احتوى الصدمات التى واجهت الدولة بحنكة، وفقاً لـ«خارطة الطريق»، وما استتبعه ذلك من إجراءات استهدفت تولى جيل جديد من القادة للمسئولية فى القوات المُسلحة.

وخلال توليه منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والقائد العام للقوات المسلحة، نجح «المشير طنطاوى» فى الارتقاء المستمر بالقوات المسلحة ومنظومة عملها قدر الإمكان، وتوسع فى المشروعات المختلفة التى نفذتها، ليس لتدعيم قدراتها فقط، ولكن لتكون «ظهراً للشعب»، حيث تدخلت فى حل مشكلات كثيرة للبنية التحتية، وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى بالمحافظات بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة وغيرها.

ولم يكن «المشير» محباً للظهور كثيراً للحديث للرأى العام، إلا أنه وجه «رسائل حاسمة» للشعب المصرى فى أعقاب موجة عدم الاستقرار التى حدثت خلال عام 2011 للبلاد، حيث قال خلال زيارة إحدى المنشآت العسكرية يوم 11 نوفمبر 2011، فى كلمة مُصورة أذاعتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة فيما بعد: «المراد هى مصر.. ومصر هتستمر شعلة الوطنية، والقومية، والأمن والأمان فى المنطقة كلها».

كما اعتاد «المشير» أن يتابع الأمور عن كثب، وكانت اللحظة التاريخية الحاسمة حين نزل للشارع المصرى فى أعقاب أحداث 25 يناير التى اندلعت لتغيير الواقع المصرى فى نهايات حكم «مبارك»، إلا أن إحدى أكثر اللقطات إنسانية لـ«القائد التاريخى للجيش»، حين ذهب للجنود فى الشوارع، حيث كان يعلم بحجم التحديات والأعباء التى كُلفوا بها، وقال لأحد المجندين: «مصر محتاجانا»، فى دلالة على المنهج الذى رسخه طوال خدمته بحرصه على التواصل مع القادة والجنود، وتوعيتهم بالتحديات والمخاطر التى تستهدف الوطن، وهو ما تزايد فى الفترات الأخيرة فى ضوء التهديدات والتحديات التى تواجه المنطقة.

وعقب خروجه من «الخدمة»، حين أُحيل لمنصب مستشار رئيس الجمهورية، حرصت القوات المسلحة على تكريمه أكثر من مرة؛ مثلما أطلق اسمه على خريجى الدفعة «112 حربية»، و«الدفعة 47» للمعهد الفنى للقوات المسلحة.

وخلال مسيرته العسكرية، نال «المشير طنطاوى»، قرابة 23 وساماً ونوطاً وميدالية عسكرية، أبرزها «نوط الشجاعة العسكرية»، و«نوط الخدمة الممتازة»، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ووسام تحرير الكويت، وغيرها.

دوره فى حرب أكتوبر تاريخى: «العدو ماكانش عارف يهاجم.. أو ينسحب»

12796007581632250840.jpg

فى شهادته عن حرب أكتوبر روى المشير طنطاوى ملامح دور الكتيبة «16 مشاة» التى كان يتولى مسئوليتها فى الحرب، مشيراً إلى أنّها من أولى الكتائب التى عبرت قناة السويس، وحتى قبل العبور، عبر عناصر «اقتناص الدبابات»، موضحاً أن رجاله من العناصر الرئيسية التى رفعت علم مصر قبل عبور «القوات الرئيسية» لاقتحام خط بارليف. واستشهد المشير، فى فيديو له أذاعته القوات المسلحة بعد الحرب، وكان وقتها برتبة «عميد»، بكتاب «عيد الغفران»، وهو كتاب أعده إسرائيليون عن سير الحرب وسجَّل شهادات لعدد من القادة الإسرائيليين، موضحاً أنه على بُعد بضعة كيلومترات من قناة السويس كانت هناك معركة دائرة داخل «المزرعة الصينية» وهى موقع شرق مدينة الإسماعيلية، حيث تعثرت القوة الإسرائيلية بعد 48 ساعة من مهاجمة الموقع، لتدفع بعناصر مشاة ومظليين.

وقال «طنطاوى» إن القائد الإسرائيلى ذكر فى الكتاب أنهم قالوا إن وحدته تضم تحصينات مضادة للدبابات وتعيق تنفيذ مهمتهم، وتقدمت ليلاً حتى بضع مئات من الأمتار، إلا أن وابلاً من الرصاص كان فى استقبالهم، والمعركة احتدمت طوال الليل، موضحاً أن إخلاء الجرحى استمر طوال الليل، حتى إن فرق الإغاثة القادمة لهم تعرضت لخسائر، وعملوا على إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر إرسال قوة مدرعة لإخلاء من تبقى على قيد الحياة.

ولفت إلى أنه لم يكن قد نام لمدة 48 ساعة، ليذهب للنوم قبل هجوم القوات الإسرائيلية، وعقب رؤية العناصر فى أجهزة الرؤية الليلية وهى تحاول عبور الألغام، وجَّه عناصره بتركيز النيران نحو منطقة ثغرة الألغام وعدم إطلاق النار إلا بإشارة منه، ووجهت أسلحة الكتيبة والمدفعية والهاون والأسلحة المضادة للطائرات تجاه الثغرة، ومن ثم لم يستطيعوا أن ينسحبوا أو يهجموا. وأوضح أن المواجهة استمرت على مدار ساعتين ونصف الساعة، ومن حسن حظ القوات الإسرائيلية أن الضباب ظهر نهاراً ليجعل تركيز النيران ليس بالكفاءة الكافية، ما مكّنهم من سحب خسائر وبعض من تبقى على قيد الحياة، مضيفاً: «كان همّى مارجّعش ولا فرد من اللى جم للموقع عايش». وأشار إلى أن الكتيبة التى تولى قيادتها لم تتكبد أى خسائر سوى شهيد واحد أثناء عبور قناة السويس.

وذكر قائد سرية فى كتيبته، وهو عبدالعزيز بسيونى، والذى طالبه «طنطاوى» يوم 14 أكتوبر وكانت المعركة محتدمة وقتها بـ«عدّ الدبابات المهاجمة لموقعه»، ليرد بسيونى عليه: «معنديش وقت أعدها يا أفندم»، ليرد طنطاوى بأنه سيعاونه بالمدفعية، و«مش عايز دبابة تعدى»، ليرد قائد السرية، قائلاً: «ماتخافش يا افندم، لن تعبر دبابة إلا على جثتى و100 واحد معايا».

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه تراجع أسعار الفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة
التالى اخبار السياسه الساعة كام الآن؟.. تقديم الساعات 60 دقيقة مع تطبيق التوقيت الصيفي