تصبح أكثر جوعًا.. الغطس في الماء البارد يُنعش الجسد ويُربك الشهية

تصبح أكثر جوعًا.. الغطس في الماء البارد يُنعش الجسد ويُربك الشهية
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: يونيو 20, 2025 مشاهدة: 65

لعقود، اعتُبرت حمامات الماء البارد طقسًا علاجيًا يَعِد بمزايا كثيرة: من تحسين الحالة المزاجية إلى تسريع الاستشفاء العضلي، بل وحتى تحفيز الجسم على حرق الدهون. لكن ما لم يكن في الحسبان، أن هذا الطقس "المنعش" قد يكون له أثر عكسي على الراغبين في خسارة الوزن.

دراسة حديثة من جامعة كوفنتري في المملكة المتحدة قلبت الصورة النمطية. التجربة كانت بسيطة لكنها كاشفة: مجموعة من المتطوعين جلسوا في مياه بدرجات حرارة مختلفة، ثم حصلوا على وجبة غير محدودة. المفاجأة؟ من جلسوا في الماء الأبرد تناولوا كميات أكبر من الطعام، بفارق يمكن أن يتجاوز مئتي سعرة حرارية عن أقرانهم في الماء الدافئ.

التفسير العلمي لذلك، بحسب الباحثة ماري جريج، يعود إلى أن برودة الماء تؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم، ما يدفعه إلى البحث عن مصادر طاقة سريعة، حتى لو لم يشعر الشخص بالجوع مباشرة. الجسم يستجيب بشكل دفاعي، كما لو أنه يحاول تعويض ما فقده، فيطلب طعامًا أكثر.

الغطس البارد

تلك الآلية توضحها المدربة المتخصصة ناتاليا أليكسيينكو بشكل عملي. برأيها، الجسم حين يغوص في البرد، يرفع من سرعة الأيض، لكن بمجرد انتهاء الجلسة، يهبط هذا النشاط فجأة. هذه القفزة ثم السقوط هي ما تولّد رغبة داخلية في الأكل، غالبًا دون وعي. وهنا يكمن التحدي: ما يُظن أنه محفز لحرق الدهون، قد يدفع البعض إلى استهلاك سعرات أكثر مما كانوا سيفعلونه من الأساس.

وتضيف أن كثيرين، بسبب هذا الجوع المفاجئ، يميلون لاختيار أطعمة مشبعة وسريعة، وهو ما ينسف أي فائدة محتملة للغطس البارد في ما يخص التحكم بالوزن. ولهذا توصي باختيار وجبات غنية بالبروتين والخضار، ومشروبات دافئة تُعيد للجسم توازنه.

الأمر لا يتوقف عند الشهية فقط. بعض خبراء اللياقة، مثل روندا باتريك، يحذرون من تأثير الغطس البارد على تعافي العضلات بعد التمارين. فخفض حرارة الجسم بسرعة قد يثبط عمليات إعادة البناء الخلوي، خاصة بعد تدريبات المقاومة مثل رفع الأثقال.

وهناك بعدٌ أكثر خطورة. فالأطباء يؤكدون أن الغمر المفاجئ في الماء البارد، خصوصًا للأشخاص غير المعتادين عليه، قد يؤدي إلى اضطرابات تنفسية حادة أو حتى توقف قلبي مفاجئ، نتيجة ما يُعرف بـ«صدمة البرد».

ورغم التحذيرات، لا يزال لهذا الطقس أنصاره. بل تشير دراسة كندية إلى أنه، عند ممارسته بشكل منتظم ومدروس، يمكن أن يساهم في تقليل الالتهابات وإبطاء مظاهر الشيخوخة، كما أظهرت تجربة على مجموعة صغيرة من الرجال مارست الغطس البارد يوميًا على مدار أسبوع.

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة