تقليص الإجازات في مصر.. هل هو الحل لتحسين الأداء الوظيفي؟ (الدراسات تكشف الحقيقة)

تقليص الإجازات في مصر.. هل هو الحل لتحسين الأداء الوظيفي؟ (الدراسات تكشف الحقيقة)
اخبار بواسطة: المصري اليوم المشاركة في: قد 04, 2025 مشاهدة: 65

أثار مقترح برلماني لتقليص الإجازات الرسمية في مصر مؤخرًا جدلًا واسعًا، بعد أن استند إلى ما وصفه بـ«التأثير السلبي للإجازات على الاقتصاد القومي»، ويأتي ذلك بعد نحو شهر من تصريح الفنان سامح حسين، الذي دعا خلاله إلى «إلغاء إجازات الأعياد» بدعوى أن «ورانا شغل كتير»، ولكن، هل تقليل الإجازات بالفعل يرفع من الإنتاجية؟ أم أن العكس هو الصحيح؟

إجازات أطول تعني إنتاجية أعلى

تشير البيانات والدراسات إلى أن الحصول على إجازات منتظمة ليس رفاهية، بل ضرورة لتعزيز الأداء المهني، والإبداع، والصحة العامة، وفي الدول الأوروبية، على سبيل المثال، يحصل الموظفون على إجازات طويلة ومنتظمة، دون أن يؤثر ذلك سلبًا على معدلات الإنتاج.

والنرويج وهولندا وفرنسا تتيح للموظفين عطلات صيفية جماعية لعدة أسابيع، ومع ذلك، تصدّرت هذه الدول قوائم الإنتاجية العالمية وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. في المقابل، الولايات المتحدة – التي لا تُلزم بإجازات مدفوعة الأجر – تحتل مرتبة أقل، رغم ساعات العمل الطويلة، وفقًا لتقرير نشرته CNBC.

وتقول كاتي دينيس، الباحثة في مشروع Time Off الأمريكي، إن «فكرة أننا نحقق تقدمًا من خلال تجاهل الإجازات غير صحيحة على الإطلاق»، وأشارت إلى أن العاملين الذين أخذوا أكثر من 11 يوم إجازة كانوا أكثر احتمالًا للحصول على ترقية أو مكافأة مقارنة بمن يعملون باستمرار دون راحة.

الراحة ترفع فرص الترقية والمكافآت

والأمر لا يتوقف عند حدود الإنتاجية، بل يمتد إلى الصحة النفسية والجسدية. فقد أوضحت كاثلين بوتيمبا، أستاذة التمريض بجامعة ميشيغان، أن الإجازات تُقلل من مستويات التوتر، وتقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، وتُحسن من جودة النوم والتركيز، وأشارت إلى أن الموظف بحاجة إلى انفصال حقيقي عن العمل أثناء الإجازة، ولو لفترة قصيرة، ليستعيد طاقته.

ورغم ذلك، لا يزال كثير من الموظفين يخشون الحصول على إجازة، خوفًا من تراكم العمل أو من التأثير السلبي على تقييمهم، وفي الولايات المتحدة، أظهر استطلاع أن 43% من العاملين لم يأخذوا إجازة خوفًا من العودة إلى ضغط العمل، فيما قال 32% إنهم لا يستطيعون تحمّل تكاليفها.

ولكن الخبراء يؤكدون أن الراحة القصيرة – ولو على فترات – تُحدث فارقًا كبيرًا، وتوصي دراسات عدة بأخذ إجازتين على الأقل سنويًا لتحسين الصحة وزيادة التركيز والإنتاج.

دول تقلّص أيام العمل بدل الإجازات.. ونتائج مبهرة

وفي الوقت الذي يدور فيه الجدل في مصر مؤخرًا حول تقليص الإجازات الرسمية، تتجه دول عدة حول العالم إلى منح الموظفين مزيدًا من الوقت للراحة، ليس فقط عبر الإجازات، بل من خلال تقليص عدد أيام العمل الأسبوعية نفسها.

ففي تجربة عالمية أجرتها منظمة «4 Day Week Global» غير الربحية بالتعاون مع باحثين من جامعات بوسطن ودبلن وكامبريدج، تم تطبيق نظام عمل من 4 أيام فقط أسبوعيًا دون تقليص الرواتب، على 33 شركة و903 موظفًا في الولايات المتحدة وأيرلندا. وبعد 6 أشهر، أظهرت النتائج أن:

  • 97% من الشركات قررت الاستمرار في هذا النظام وعدم العودة إلى العمل 5 أيام.
  • الموظفون أبلغوا عن تحسن في الصحة النفسية والجسدية، وانخفاض في التوتر والأرق والإرهاق.
  • الإنتاجية لم تنخفض، بل ارتفعت، وسجلت الشركات زيادة في الإيرادات بنسبة 38% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
  • التقييم العام للتجربة من قبل المشاركين كان 9 من 10.

والتجربة نفسها نُفذت في المملكة المتحدة على 70 شركة و3300 موظف، ونشرت نتائجها في صحيفة cnn، وأكدت على أن العمل 4 أيام فقط مفيد للغاية وجاء ذلك وسط إشادات واسعة من الموظفين الذين أكدوا أن اليوم الإضافي غيّر حياتهم، ومنحهم طاقة أكبر لأداء المهام وممارسة الهوايات.

وعدد من الدول، منها بلجيكا، اليابان، ألمانيا، وأيسلندا، بدأت بالفعل في تطبيق نظام الـ4 أيام عمل أسبوعيًا، استنادًا إلى قناعة متزايدة بأن العمل الذكي والراحة المنتظمة أفضل كثيرًا من الضغط المستمر.

ووسط هذه المعطيات، تبرز مفارقة مهمة: الإنتاجية لا ترتبط بعدد أيام العمل، بل بجودة الراحة التي يحصل عليها الموظف، وقدرته على الانفصال الذهني عن الضغوط، فهل يكون الحل في تقليل الإجازات؟ أم في إدارة وقت العمل بذكاء، وضمان فترات راحة منتظمة تعيد شحن طاقة الموظف وتُحفز أداءه؟

اقرأ هذا على المصري اليوم
  تواصل معنا
 تابعنا علي
خريطة الموقع
عرض خريطة الموقع
  من نحن

موقع موجز نيوز يعرض جميع الأخبار من المواقع العربية الموثوقة لكي تكون متابع لجميع الأخبار علي مدار الساعة