#اليوم السابع - #فن - ماجدة خير الله تكتب: مسلسل مليحة ترجمة فنية لأزمة وطن

ماجدة خير الله تكتب: مسلسل مليحة ترجمة فنية لأزمة وطن

لا تكف الصحافة عن طرح هذا السؤال، هل نجحت الدراما "أفلام ومسلسلات" فى التعبير عن القضية الفلسطينية وتعريف العالم بإبعاد هذا الصراع وكيف بدأ؟ الإجابة دائمًا تكون محبطة للسائل، لأن الفنون المصرية لم تعبر بالشكل المناسب عن مدى خطورة هذا الصراع الذى أحدث شروخًا فى روح وكيان العالم العربى ولا يزال، ولأن عدد الأعمال الفنية التى تناولت القضية الفلسطينية وتبعاتها لا تتناسب مطلقًا مع حجم المأساة التى قاربت على 80 عامًا، وأدت إلى تشريد آلاف الأسر الفلسطينية بعد الاستيلاء على أراضيهم، وقتل أعداد من الصعب حصرها منهم لإجبارهم على الرحيل، وترك الأرض للمعتدى الإسرائيلى.

وعلى غير انتظار، فوجئنا بأن خريطة رمضان لهذا العام تضم مسلسل مليحة الذى يقع فى 15 حلقة للمخرج عمرو عرفة، بطولة فريق من النجوم من مصر وفلسطين وعدة دول عربية أخرى، والمسلسل يقدم مزجا بديعا بين الطرح الوثائقى والدرامى لربط الماضى بالحاضر فى ضفيرة مجدولة بعناية وحرفة فنية فاخرة، أعتقد أنها سوف تسمح للأجيال المعاصرة، التى تجهل أصل الصراع، أن تتفهم طبيعة الأمر بعيدا عن الصخب الإعلامى الغربى المضلل، الذى يحاول طمس الحقائق وإظهار المعتدى بأنه ضحية، وصاحب القضية بأنه إرهابى.

مسلسل مليحة من تأليف رشا الجزار، التى تؤكد أن العمل أثار حفيظة الجانب الإسرائيلى المعتدى، الذى يحترف تزييف الحقائق، كما أكدت أنها فوجئت بأن المسلسل ترتفع نسبة مشاهدته مع كل حلقة يتم عرضها، وهذا يؤكد من وجهة نظرها أن العمل الصادق يصل إلى قلب وعقل المشاهد العربى بلا استئذان.

حلقات مسلسل مليحة تبدأ دائما بعرض جزء وثائقى بصوت الجد «سامى مغاورى» يقص لأحفاده كيف بدأ الصراع العربى الإسرائيلى، عندما منح بلفور رئيس الوزراء البريطانى، فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، وعدا لليهود بجعل فلسطين الأرض العربية وطنا بديلا لهم، دون الأخذ فى الاعتبار أن فلسطين أرض عربية يسكنها مواطنون عرب، ثم ننتقل مع الحلقات من حكايات الجد إلى أحداث الحاضر، حيث نتعرف على الفتاة الفلسطينية الشابة «مليحة» التى تعيش مع جدها وجدتها فى ليبيا وبعد اندلاع الأحداث يضطروا للخروج من ليبيا محاولين الذهاب إلى غزة عبر معبر السلوم، حيث تلتقى بالضابط المصرى «أدهم»، الذى يكاد يفقد حياته إثر محاولة خسيسة لتفجير الشاحنة التى تقل مجموعة الأسر الفلسطينية وبينها أسرة «مليحة».

تتوطد العلاقة الإنسانية بين جد الفتاة المصاب والظابط المصرى الشجاع، وتنقلنا الأحداث إلى أسرة الظابط «أدهم»، محمد دياب، ووالدته «ميرفت أمين» التى تنتظر عودته بكل لهفة، وشقيقه «أمير المصرى»، ومن خلال إلقاء الضوء على أسرة «أدهم» وجيرانه وعلاقتهم بـ«مليحة» يزداد الترابط الاجتماعى، والإحساس بالمسؤولية تجاه الفتاة الفلسطينية التى تسعى هى وجدتها للعودة إلى غزة، رغم كل الظروف المعقدة التى تحول دون ذلك.

الأحداث تسير فى عدة محاور بين السرد التاريخى وما حدث فى الماضى، وبين الحاضر بكل ما يحيطه من ارتباك ومحاولات مضنية كى يعود أصحاب الحق إلى أراضيهم، وبين محاولات نجدة العالقين فى غزة، وحصار القوات الإسرائيلية للمعابر لمنع دخول أى مساعدات غذائية أو طبية.

مسلسل مليحة رغم التزامه بالأسلوب الواقعى، فإنه يحمل فى طياته غلالا من الرومانسية والعلاقات الاجتماعية الدافئة، التى تجعلنا ننتظر مستقبل أكثر إشراقا مما مضى. يشارك فى بطولة المسلسل، أشرف زكى، حنان سليمان، مروة أنور، سيرين خاس.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر اليوم السابع وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى