بعد 7 سنوات من «ياسمين تونس».. ما مصير حاشية بن علي؟

[real_title] اليوم وبعد مرور 7 سنوات على "ثورة الياسمين" التونسية، يعي أبناؤها جيدًا أن بن علي لن يعود إلى تونس، ولن يتم تسليمه ليحاكم في بلدهم، على الأقل في الوقت الراهن؛ إذ يعيش في منفاه بالسعودية، التي هرب إليها في ليلة 14 يناير 2011.. فكيف تعيش حاشية بن علي بعد 7 أعوام من فراره بطائرته الخاصة؟. 

 

في ليلة الهروب التي رُسخت في التاريخ كانت طائرته الرئاسية التي تم شراؤها سنة 1999 من شركة بوينج بزنس جات، تغادر ساحة تونس للمرة الأخيرة وبدون رجعة، كان على متنها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وزوجته الثانية ليلي طرابلسي، واثنين من أولادهم وصهرهم، وبذلك طويت صفحة تونس الديكتاتورية لثلاثة وعشرين عاما، من استيلاء عشيرة قوية على جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

 

بعد 7 سنوات، ورغم الادانات الغيابية في تونس بتهم كثيرة، واختلاس المال العام، وحيازة الأسلحة، والفساد والاحتيال العقاري، تعيش عائلة بن علي والتي يقيم أغلب أفرادها كلاجئين بالمملكة السعودية وفق صحيفة "لوموند" lemonde بأريحية دون قلق بشأن العدالة، وكانت تونس قد قدمت مذكرة توقيف دولية وطلبات من أجل تسليم الرئيس السابق وعائلته، لكن السعودية وبحجة الضيافة رفضت تسليمهم.

 

بن علي يفضل السرية 

رغم حياة الرفاهية التي يعيشها زين العابدين وعائلته بجدة، فإن الرجل يحب أن تكون حياته الخاصة سرّية للغاية، فلا وجود لصور الحياة اليومية على ضفاف البحر الأحمر حيث تعيش إبنته حليمة وإبنه محمد. عام 2013 نشر إبنه على حسابه على الانستغرام صورة فوتوغرافية تبين الجنرال السابق ببدلة نوم مخططة، قبل أن يحذف الحساب لاحقا دون تفسير.

وفي عام 2011، قدم الرئيس التونسي السابق روايته عن فراره عبر محاميه، موضحا أنه كان ضحية مخطط وضعه المسئول عن أمنه الجنرال علي السرياطي الذي قال له إن هناك تهديدات باغتياله، ودفعه إلى المغادرة لنقل عائلته إلى مكان آمن، ثم منعه من العودة إلى البلاد.

 

ومنذ يناير 2011، لم يصدر عن الديكتاتور السابق ذو 81 عاما، أي تصريح رسمي، سوى تصريحات محاميه الأستاذ أكرم عزوري، ضد الاتهامات الموجهة إليه من قبل العدالة التونسية، حيث نفى قطعا أن يكون الجنرال السابق، أمر باستخدام القوة والذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

 

وتفيد حصيلة رسمية بأن 338 شخصا قتلوا في قمع الثورة التي قامت ضد حكم بن علي ، بحسب " أ ف ب". 

 

ومنذ انتقاله إلى السعودية، نادرا ما تتسرب معلومات عن الرئيس التونسي المخلوع. ويكتفي محاميه اللبناني بإصدار بيانات صحافية للرد على تقارير تتناوله، في حين أن لا معلومات على الإطلاق حول طريقة عيشه والموارد التي يستفيد منها لتغطية نفقاته.

وقال محاميه أكرم عازوري لوكالة الصحافة الفرنسية في يناير 2016 إن  بن علي لا يرغب بتقديم أي تفاصيل عن حياته في جدة.

 

وفي كل مرة تُنشر إشاعات في الصحافة التونسية حول نشر مذكرات الرئيس السابق بن علي، ووفقا لزوجة صاحب " الانقلاب الطبي" ضد الحبيب بورقيبة سنة 1987، فإنه يتمتع بصحة جيدة وفي كامل قواه العقلية. 

 

وفي 2012 نشرت زوجته ليلى الطرابلسي كتابا بعنوان "حقيقتي" ترفض فيه اتهامات الفساد والتوجه الدكتاتوري للنظام السابق. وللمرة الأولى منذ فرارهما، نشرت صورة لبن علي بشعره الأسود المصبوغ مبتسما إلى جانب زوجته وهي ترتدي الحجاب، لينفيا بذلك شائعات حول طلاقهما.

 

وفي مقابلة مع صحيفة فرنسية عبر سكايب، حرصت ليلى الطرابلسي أيضا على نفي إصابة زوجها بمرض خطير والتقارير التي تحدثت عن إصابته بغيبوبة ، بحسب " أ ف ب".

 

وزوجة بن علي كانت تلقب ب" المرأة الأكثر كرها في تونس"، كما كانت لها مقابلات وحوارات عبر السكايب سنة 2013.


عشيرة بن علي اللاجئة

ومن ضمن عائلة بن علي ، نسرين بن علي وهي الإبنة الكبرى لبن علي من زواجه الثاني، وزوجها رجل الأعمال صخر الماطري التي تقيم في سيشل، وحكم عليهما غيابيا بعدة أحكام بالسجن لفترات طويلة بتهم متعددة، الفساد والاحتيال، وغسل الأموال وحيازة الأراضي بطرق غير مشروعة.

 

ومنذ فترة طويلة يعتبر بلحسن طرابلسي، رجل الأعمال الثري وشقيق ليلى طرابلسي، زعيم العشيرة، والذي طلب اللجوء إلى كندا ولكن طلبه رفض، واختفى بعدها الرجل، فيما منحت اللجوء لزوجته وأولاده الأربعة على أنهم أجانب ضعفاء سياسيا، وفق ترجمة "هاف بوست عربي" لتقرير صحيفة " لوموند".

ومن جهة ثانية، رُفض طلبهم المقدم أمام المحكمة الاتحادية في مونتريال، للافراج عن أموالهم المحتجزة في البنوك، لتلبية احتياجاتهم، وكانت صحف كندية ذكرت أن تونس قد حذرت أوتاوا من أن الافراج عن الأصول العائلية لبن علي قد يضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

 

بناته بلا جواز سفر

وأخيرا لايزال جزء من النواة الصلبة لعائلة بن علي في تونس، بناته الأوائل الثلاث من زوجته الأولى، وهن غزوة ودرصاف وسيرين يعشن بتونس، إبنته الصغرى درصاف زوجة رجل الأعمال سليم شيبوب، كانت قد طلبت من السلطات التونسية السماح لها بالسفر خارج البلاد من أجل تلقي العلاج اللازم والرعاية الصحية نتيجة مرضها الشديد، لكن السلطات رفضت إعادة جوازات السفر التي صادرتها منذ 2011.

 

كما سجن زوجها والمتابع بتهمة استغلال النفوذ، بعد عودته أواخر 2014 من الامارات بعد إقامة استمرت 14 شهرا، وأطلق سراحه في  مايو 2017، وأعيدت أمواله المجمدة في سويسرا لصالح اتفاق التحكيم والتوفيق.

كما أجبرت سيرين بن علي على البقاء في تونس، حيث تمت محاكمتها في قضية غسل الأموال، وبقيت ابنة بن علي ممنوعة من السفر حتى فبراير 2015، فيما بقي زوجها رجل الأعمال مروان مبروك مديرا لمجموعات المبروك الكبرى في تونس.

 

عودة الحاشية للسيطرة

إذا كانت الإمبراطورية الإقتصادية لعائلة بن علي، والتي تمتد من التوزيع الكبير للعقارات التي تمر عبر الهاتف، ووسائل الإعلام أو السيارات، تم وضعها جزئيا تحت سيطرة إداريين معينيين من قبل الدولة، فإن الكثير من القطاعات الأخرى لا تزال تحت سيطرة العائلة أو الأشخاص المقربين لها.

 

و على المستوى السياسي لم يتولى أي من عائلة بن علي مناصب قيادية، ولكن من بين 43 وزيرا ووزير دولة في الحكومة الحالية، شغل واحد على الأقل من بين كل خمس مناصب وزارية في عهد بن علي، أو تقلد منصب ريادي في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي هو الحزب الوحيد السابق، ومشروع قانون الإقصاء الذي من شأنه أن يستبعد أنصار بن علي من الحياة السياسية وفي نهاية المطاف لم يتم التصويت عليه نهائيا.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى