اخبار السياسه حاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبكم الشعب

خيراً فعل نواب البرلمان عندما أصروا على زيادة مرتبات الموظفين، قبل زيادة مرتبات الوزراء ونواب الوزراء والمحافظين ونواب المحافظين، فهم أولاً يغسلون وجه مجلسهم الموقر الذى تشوه بفعل إحساس الناس بالغضب جراء شراء سيارات بملايين الجنيهات، فى وقت كان يتحدث فيه رئيس المجلس عن أن البلاد تمر بظروف اقتصادية حرجة، وأن المواطن مطالب بالتحمل، وهم ثانياً يصححون ذلك الوضع المعوج الذى يعكسه إقدام الحكومة على التقدم للبرلمان بمشروع لزيادة رواتب المسئولين، فى وقت يصدع فيه المسئولون رؤوس المواطنين بأحاديث لا تنتهى عن الإجراءات القاسية التى يجب أن يبتلعها الشعب وهو ساكت.

حاسبوا أنفسكم قبل أن يحاسبكم الشعب، تلك القاعدة تمثل قارب نجاة لكافة المسئولين فى كل المواقع. الشعب صبر حتى تعجب المسئولون أنفسهم من صبره، وليس أدل على ذلك من التصريحات التى تخرج على ألسنة مسئولين، لتؤكد أن الشعب تفهم الإجراءات الاقتصادية العنيفة التى اتخذتها السلطة خلال الأشهر الأخيرة. الشعب لم يتفهم ولا يحزنون، إنه فقط يراهن على أمرين: أولهما أن الصبر على الوضع السيئ الذى يعيشه، قد يكون أفضل له من الخيار الأسوأ الذى يمكن أن يترتب على تمرده على الأوضاع برمتها، وثانيهما العشم فى أن تحاول الحكومة ترميم أوضاعه الاقتصادية من خلال تحريك المرتبات والمعاشات بنسبة تساعد المواطن على التحمل، وتحميه من السقوط فريسة الفقر والمرض والعوز، لتتساوى كل الخيارات أمامه. الشعب يتفهم الأوضاع الاقتصادية الشاقة التى تمر بها مصر، لكنه يتوقع من المسئولين أن يستوعبوا هم الآخرون أن من الخير لهم وله وللوطن ألا يصلوا به إلى مرحلة «الخيار الشمشونى»، فعندما تتعادل الخيارات، تصبح معادلة المفاضلة بين الوضع السيئ والأسوأ لغواً وهزواً ولعباً.

المثير فى الأمر أن المسئولين عن مصر والمصريين لا يلتفتون إلى خطورة القرارات الاستفزازية التى يتورطون فيها، برفع مرتبات فئات دون فئات، وجلب السيارات للكبار بالملايين، والمطالبة برفع مرتبات كبار المسئولين. المواطن لم يعد يتحمل أن «يحك له أحد فى مناخيره»، لذلك أتعجب كل العجب من حالة الاستسهال التى يتم التعامل بها مع هذا النوع من القرارات التى يمكن أن تفجر غضب الناس، لتقلب أوضاعنا رأساً على عقب. زيادة المرتبات والمعاشات أصبحت واجب الوقت، لعلك تابعت مظاهرات أصحاب المعاشات، وصراخهم فى وسط القاهرة، بعد أن أصبح بعضهم عاجزاً عن شراء الغذاء والدواء، بسبب حالة الالتهاب التى أصابت الأسعار، نتيجة الإجراءات التى اتخذتها الحكومة، بالاتفاق مع صندوق النقد الدولى. لقد حكيت لك مرة عن الكلام الذى ردده «كريس جارفيس»، رئيس بعثة مصر لدى الصندوق، وذكر فيه أنه لم يكن يتوقع أن يؤدى تعويم الجنيه إلى هذا الانخفاض المرعب فى قيمته أمام الدولار، وأن المواطن الفقير يوشك على التحلل فى «خلاط الغلاء». ملف زيادة المرتبات والمعاشات لا بد أن يكون الأكثر أولوية على مكتب رئيس الجمهورية، لقد عبرت السلطة عن احترامها لشعور المواطن بها، وتفهمه للأوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد، وعليها فى المقابل أن تحترم معاناته، وتبدى من الخطوات ما يمنحه إحساساً بأن السلطة تشعر به، كما يشعر بها.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر الوطن وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اخبار السياسه كل ما تريد معرفته عن ترتيب صلوات جمعة ختام الصوم.. تحتفل بها الكنيسة
التالى اخبار السياسه الساعة كام الآن؟.. تقديم الساعات 60 دقيقة مع تطبيق التوقيت الصيفي