اخبار السياسه لماذا يستهدف "بيت المقدس" عمال النظافة في العريش؟

حريق هائل نشب في مقر شركة "كير سيرفيس" المجاورة لمستشفى العريش العام، نفذه مسلحون، فيما أكد شهود عيان أن الشركة بها 107 عمال، وأتبع نشوب الحريق، أصوات إطلاق رصاص، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى مقر الحريق.

وفي يناير من العام الماضي أيضًا، أقدم مسلحي تنظيم "ولاية سيناء" إلى إحراق مقر شركة النظافة بالعريش، بعد أن أجبروا العاملين في الشركة على الانبطاح أرضًا، وتهديدهم بالتقل إذا عادوا لجمع القمامة من شوارع العريش مرة أخرى، ما أدى إلى إتلاف 43 سيارة، ومعدات قيمتها نحو 20 مليون جنيه، بالإضافة إلى حالة الرعب، التي سيطرت على عمال النظافة في ذلك الوقت، وظهور أكوام القمامة في شوارع العريش.

وفي أغسطس الماضي، استشهد أربعة من عمال النظافة في انفجار عبوة ناسفة بجانب الطريق الدولي الساحلي بمنطقة بألم بلازا بالعريش، وأسفرت عن استشهاد 4 من عمال نظافة مدينة العريش، وهم "محمد رمضان" ( 15 عاما)، و"محمد سعيد مصطفى" ( 20 عاما)، و"رجاء على نمير" ( 60 عاما)، و"بسمة سعيد مصطفى" ( 22 عاما).

ويلجأ تنظيم "ولاية سيناء" إلى زرع العبوات الناسفة في أكوام القمامة، مستهدفًا بذلك مرور المدرعات والأقوال الأمنية، وهو الأمر الذي يكتشفه عمال النظافة في كثير من الأحيان، ويبلغون قوات الأمن به، والتي تبطل مفعول تلك العبوات دون أي خسائر.

ويأتي الهجوم على مقر شركة "كيرسيرفيس" القريبة من مستشفى العريش العام، وإحراقها اليوم، استكمالًا لمسلسل استهداف كل من يتعاون مع الجيش أو قوات الأمن ضد التنظيم الإرهابي في سيناء، فيما أكد شهود عيان، إن الشركة بها 107 عمال، لم يتمكن أفراد منهم من الخروج من المقر وقت الهجوم، وسمع بعد الحريق دوي إطلاق رصاص كثيف بالمكان.

العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني في مكافحة الإرهاب، يرى أن تنظيم بيت المقدس عمد إلى استهداف شركة النظافة، كنوع من أنواع الترهيب وإحداث قدر من الخسائر المادية، موضحًا أن التنظيم يرغب في إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في الممتلكات المادية الكبيرة، وإحداث رهبة لدى المقيمين في مدينة العريش.

وتابع عكاشة لـ"الوطن" أن تلك العمليات الإرهابية، التي تكون سهلة نسبيًا لعدم وجود تأمين كاف على مثل تلك الشركات، يعطي التنظيم تعويضًا عن عدم ارتكاب عمل إرهابي مباشر، مشيرًا إلى أن تلك الحادثة تدل على بحث التنظيم عن الأهداف السهلة.