#المصري اليوم -#اخبار العالم - رسائل الأرض.. أطفال «نيوجيرسى» يحاربون «كوفيد- ١٩» برسومات الأمل موجز نيوز

المكان «نيوجيرسى» فى أمريكا، الزمان شهر إبريل، الطقس ضبابى بارد، والشوارع هادئة، الصمت يعم المكان، تستطيع أن تسمع بوضوح وأنت فى منزلك صوت المار فيها، المدينة صارت موحشة، الوجوه عابثة يسكنها الخوف والقلق، والأحاديث قلّت، ولم يتبق على ألسنتهم فقط غير أخبار انتشار فيروس «كورونا المستجد» ولايتهم، والولايات المُجاورة.

وقبل يومين، وتحديدًا الجمعة الماضى، أمر حاكم ولاية نيوجيرسى، فيل ميرفى، بخفض جميع الأعلام بالولاية إلى نصف التنكيس إلى أجل غير مسمى، تكريمًا لأرواح من قضوا نحبهم جراء تفشى وباء «كورونا»، وقال، فى تغريدة عبر موقع التدوينات المصغرة «تويتر»: «هذه هى واحدة من أكبر المآسى التى تعرّضت لها الولاية على الإطلاق، وينبغى أن تكون ذكراها ماثلة أمام أعيننا باستمرار».

«نيوجيرسي» هى الولاية المُحاذية مباشرًة لمدينة نيويورك التى باتت بؤرة الإصابات فى الولايات المتحدة الأمريكية، فالإصابات بالفيروس وصلت فيها حتى الآن، إلى أكثر من 30 ألف إصابة مؤكدة، وفى أمريكا بصفة عامة، إلى 311 ألفًا و637 إصابة.

ورغم حديث «ميرفى» وعدد الإصابات والوفيات الذى يزداد يوميًا بالآلاف، إلّا أن تلك الولاية لم تفقد الأمل، حتى صار أطفالها يرسلون لجيرانهم رسائل ورسومات تحفيزية على الأرض والأرصفة، والتى أصبحت وسيلة التواصل الوحيدة بينهم مؤخرًا.

«لا تحزن.. كن سعيدًا، كن متفائلًا.. فى أمل.. غدًا تشرق الشمس»، تلك الكلمات، ورسومات مُبهجة رسمها أطفال الولاية على الأرض فى الطريق من منازلهم إلى «السوبر ماركت»، المشوار الوحيد المسموح لهم، حتى يطمئنوا بعضهم.

رسومات لأطفال نيوجيرسى تحمل رسائل مبهجة

وقالت تريزا سمير، مصرية مُقيمة فى «نيوجيرسي»، لـ«المصرى اليوم»: «للأسف الوضع هنا سيئ، كلنا خايفين ومرعوبين، وآخرنا بننزل نمشى أمام المنزل عشان أطفالنا، وبنروح نشترى مستلزماتنا من السوبر ماركت فقط، وطبعًا مع مراعاة اتباع الإرشادات وترك المسافات بيننا». ترى «تريزا» عند نزولها إلى الشارع - الوجوه القلقة الحزينة لجيرانها، والتى سرعان ما تغيرت فى اليومين الماضيين، بعد أن رسم أبناء المدينة التى تسكنها تلك العبارات والرسومات على الأرض، مستدركة: «ممكن يبدوا أمر بسيط ولكننا محتاجين أى أمل نتمسك بيه، ومن أول ما شوفت الرسومات دى، وكل ما أمشى ألاقى مكتوب باللغة الإنجليزية لا تحزن..الشمس هتشرق، حسيت بالأمل والانبساط وبترابط بيننا». وأضافت «تريزا»: «تابعت وجوه السكان وهما ماشيين فى طريقهم للسوبر ماركت كل ما يشوفوا الكلام ده على الأرض وشهم يبتسم لا إراديًا، ومشهد الأطفال وهما كل يوم واقفين بيرسموا رسمة مبهجة يوحى لنا بالسلام والطمأنينة، واثقين إن بكرة أحلى على رأيهم وفى أمل».