الطائرة الأوكرانية و«اللغز المعقَّد».. هل أسقطها الصاروخ؟

[real_title] لا تزال واقعة تحطم الطائرة الأوكرانية في إيران تلقي بظلالها في صدارة القضايا الدولية التي هزَّت الرأي العام العالمي.

البداية كانت مع الإعلان عن تحطُّم طائرة أوكرانية في إيران وقد كان على متنها 178 شخصًا، لقوا حتفهم جميعًا.

وسقطت الطائرة وهي من طراز "بويند 737-800" بعد دقائق قليلة من إقلاعها من مطار طهران.

وقال محققون إيرانيون إنّ الطائرة حاولت العودة إلى المطار لحظة السقوط، فيماكشف تحقيق أولي أنّ الطائرة واجهت مشكلة أثناء مغادرتها منطقة المطار وكانت "مشتعلة".

وفي وقتٍ سابق، أعلنت إيران أنّها لن تسلم تسجيلات الصندوق الأسود المسترجعة إلى "بوينج" أو الولايات المتحدة.

وبحسب قوانين الطيران العالمية، يحق لإيران الإشراف على التحقيق، لكن عادة ما تشارك فيها الشركة المصنعة.

الرواية الإيراني الرسمية تحدَّثت عن أنّ حريقًا اندلع في الطائرة ما أسفر عن تحطّمها على الفور، وقد لقي كل من كان على متنها حتفهم.

لم ترقَ الرواية الإيرانية إلى كثيرٍ من الأطراف على الصعيد الدولي، لا سيّما أنّ الحادثة جاءت بعد ساعات قليلة من شن إيران هجمات صاروخية على قاعدتين توجد بهما قوات أمريكية في العراق ردًا على اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري.

وسائل إعلام أمريكية رجَّحت أن وسائل الدفاع الجوي الإيرانية ربما ظنت أن الطائرة مقاتلة أمريكية تقوم بتنفيذ غارة انتقامية.

وقالت مجلة "نيوزويك"، نقلًا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ومسؤولين استخباراتيين أمريكيين وعراقيين بارزين قولهم إنّ الطائرة الأوكرانية قد انفجرت بعد إصابتها بصاروخ روسي الصنع.

كما نقلت شبكة "cbs" الأمريكية عن مسؤولين استخباراتيين قولهم إنَّ الأقمار الاصطناعية التقطت ومضتين متتاليتين من جهازي إطلاق صواريخ ثم وميضًا قويًّا لانفجار الطائرة.

وانتشر مقطع فيديو على مواقع الإنترنت، أظهر ما قِيل إنّه إطلاق صاروخ على الطائرة الأوكرانية، ما أدى إلى إسقاطها.

ونشرت هذا الفيديو، صحيفتا "ديلي ميل" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأمريكية، ونقلتا عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أنّ الطائرة الأوكرانية أسقطت بصاروخ من الدفاعات الإيرانية.

دولة أوكرانيا تحدّثت على الفور بأنّها تدرس كافة الفرضيات المتعلقة بحادث تحطُّم الطائرة، بما في ذلك احتمالية إطلاق صاروخ إيراني عليها.

كما أكّد مجلس الأمن القومي الأوكراني أنّ محققين أوكرانيين يريدون البحث عن حطام محتمل لصاروخ روسي في موقع سقوط الطائرة في إيران بعد ورود معلومات حول ذلك.

وصرّح سكرتير المجلس دانيلوف أولكسي، أمس الخميس، بأنّ بلاده تبحث في مختلف الأسباب المحتملة لتحطم طائرة الركاب الأوكرانية، من بينها هجوم صاروخي أو اصطدام أو انفجار محرك أو الإرهاب.

إلى جانب ذلك، كشف رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو أنَّ لديه معلومات استخباراتية تؤكد أنَّ الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني أرض- جو إيراني، لكنّه رجَّح في الوقت نفسه أنّ الأمر لم يكن متعمدًا.

في سياق متصل، صرَّح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنّ بلاده كانت تعمل بالتعاون مع كندا وأطراف دولية أخرى تأثرت بإسقاط الطائرة، مطالبًا بتحقيق كامل ويحظى بمصداقية وشفافية في الحادث.

نفت طهران كل هذه المعلومات، حيث أكّد رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية أن الطائرة الأوكرانية لم تصب بصاروخ، داعيًّا إلى عدم استباق نتائج تحليل الصندوق الأسود للطائرة.

ونقلت وكالات أنباء عن زاده قوله - اليوم الجمعة - إنّ قائد الطائرة تواصل مع برج المراقبة وطلب العودة لمطار طهران بعد الإقلاع، لكنه لم يفعل لأسباب لا تزال مجهولة.

وأضاف المسؤول الإيراني: "كان من لديهم ما يثبت إسقاط الطائرة بصاروخ عليهم أن يقدموه.. الحديث عن سقوط الطائرة بصاروخ مسألة سياسية وليست فنية".

وتوقعت منظمة الطيران الإيرانية أن يستغرق التحقيق في الحادث عامًا أو عامين، مشيرةً إلى أنّ تحميل وحدة الذاكرة من الصندوقين الأسودين اللذين جرى انتشالهما من موقع سقوط الطائرة قد يستغرق شهرًا أو شهرين.