[real_title] تكهنات عديدة لتحطم الطائرة الأوكرانية في إيران أمس الأربعاء، ربما بات أقربها إلى المنطق أن الطائرة بوينج 737 التي كانت متجهة من العاصمة الإيرانية طهران إلى كييف سقطت بفعل صاروخ أرض جو. أغلب الظن أن الصاروخ أطلق عن طريق الخطأ في وقت شغلت فيه إيران منظومة دفاعاتها المضادة للطائرات، عقب هجومها على قاعدين أمريكيتين بالعراق رداً على اغتيال واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني فجر الجمعة الماضية، يقول مراقبون. طهران التي لا تزال ترفض طهران تسليم الصندوقين الأسوديين لشركة بوينج أو واشنطن لفحص البيانات الواردة فيهما، تقول في المقابل إن الحادث الذي أسفر عن مصرع 176 شخصًا، بينهم 82 إيرانيا و63 كنديا، وقع "لأسباب فنية". بيد أن مصادر استخباراتية أمريكية قالت الخميس لمجلة "نيوزويك" إن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض - جو من طراز "روس إم - 1" روسي الصنع ، والمعروف لدى الناتو باسم Gauntlet. أحد المصادر الأمريكية قال إن الطائرة ربما أسقطت عن طريق الخطأ باعتبار مضادات الطيران الإيرانية كانت مفعلة في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري على مواقع عسكرية عراقية تضم جنودا أمريكيين. وفي سياق متصل، قال مسؤولون أمريكيون في تصريحات لشبكة "سي بي إس" الأمريكية إن إنهم على ثقة بأن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني، استنادا إلى بيانات أقمار صناعية ومسؤولين في الحكومة . وأوضحوا أن الاستخبارات الأمريكية رصدت عن طريق أقمار صناعية تستخدم الأشعة تحت الحمراء إطلاق صاروخين تلاها إنفجار أحدهما بالقرب من الطائرة الأوكرانية . كما نقلت الشبكة عن مسؤولين كبار في البنتاجون والاستخبارات الأمريكية فضلا عن مسؤول استخبارات عراقي، أنهم يعتقدون أن الطائرة الأوكرانية أسقطت بصاروخ أرض – جو أصابها بالخطأ. بعض هذه المصادر قالت إنه تم العثور بجوار موقع تحطم الطائرة على مكونات صواريخ تؤكد تلك الفرضية. وبعيداً عن التصريحات الأمريكية، التي يرى البعض أنها تأتي لأغراض سياسية في ظل تزايد التوتر بين واشنطن وطهران، صرحت مصادر أمنية أوروبية لسكاي نيوز مساء الخميس بأن الفرضية الأمريكية التي تقول إن صاروخاً أصاب الطائرة الأوكرانية "صحيحة". ومجددا نفت إيران الفرضية الأمريكية، وأعلن رئيس هيئة الطيران المدني الإيراني، علي عابد زادة، مساء الخميس أن إصابة عدد من الصواريخ للطائرة الأوكرانية غير ممكن من الجانب العملي. وأوضح "زادة" أنه "في الوقت الذي أقلعت فيه الطائرة الأوكرانية كان هناك العديد من الرحلات الجوية الداخلية والخارجية تحلق في فضاء إيران". ونقلت وكالة "تسنيم" عن المسؤول الإيراني قوله إن بلاده لا تعارض تسليم الصندوق الأسود الخاص بالطائرة للولايات المتحدة لتحليله، موضحاً "وفق القوانين الدولية وقوانين منظمة إيكاو، فإن إيران هي المسؤولة عن التحقيق في الحادث، وإذا كانت هناك حاجة لأجهزة معينة لا توجد في إيران لقراءة معلومات الصندوق الأسود، فيمكننا القيام بذلك في بلدان أخرى غير الولايات المتحدة". وأضاف "وقت تحطم الطائرة، كانت عشرات الطائرات الإيرانية والأجنبية تحلق في الفضاء الإيراني الآمن، وإذا لم يكن هناك أمن، فلن يكون هذا العدد من الرحلات الجوية". وفي وقت سابق الخميس، كشف تقرير مبدئي لمنظمة الطيران المدني الإيرانية أنّ الطائرة الأوكرانية المنكوبة استدارت للعودة إلى المطار الذي أقلعت منه في العاصمة الإيرانية طهران، بعد نشوب حريق بها ومواجهتها مشكلة. ويدرس المحققون الأوكرانيون عدة فرضيات من بينها ضربة صاروخية أو "عمل إرهابي" أو عطل تقني، فيما أكد وزير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا أوليكسي دانيلوف عدم وجود فرضية مرجحة أكثر من غيرها بعد. من جانبه، شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرضية أن تكون الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران قد سقطت نتيجة عطل فني، قائلا "ربما يكون شخص ما قد ارتكب خطأ". وتابع ترامب حسب قناة "سي إن بي سي" الإخبارية الأمريكية "لدي شعور بأن شيئا فظيعا جدا.. شيئا مدمرا للغاية، قد حدث"، مضيفاً "لدي شكوك بشأن سبب تحطم الطائرة، لكن لا أستطيع تقديم أدلة الآن".