[real_title] في واحدة من الأزمات التي باتت تلاحق المناطق السورية الشمالية في بداية العام الجاري، يأتي القصف الأسدي على تلك المناطق بمثابة "كابوس" يلاحق المدنيين. القصف على مناطق الشمال لم يتوقف طيلة الأشهر الأخيرة، والذي خلف مئات القتلى والجرحى ونزوح مئات الآلاف. ومؤخرا، اضطر أكثر من 31 ألفا من سكان محافظة إدلب السورية للنزوح باتجاه الحدود التركية، جراء قصف النظام والميليشيات الإيرانية الداعمة له. وبحسب تقارير إعلامية، فقد نزح عدد كبير من سكان مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها باتجاه المناطق القريبة من الحدود التركية. من جهته، أشار محمد حلاج، مدير جمعية "منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري" المعنية بجمع البيانات عن النازحين، أنّ الأيام الأربعة الماضية شهدت نزوح أكثر من 31 ألف مدني من مناطق سكناهم. وأعرب حلاج عن قلقه من نزوح 250 ألفا آخرين من منطقة "جبل الزاوية" جنوبي إدلب، مع تصاعد الهجمات من جديد. ولفت إلى أنّ إجمالي عدد النازحين من إدلب منذ نوفمبر الماضي وصل 359 ألفا و418 نازحا. وأكد حاجة الآلاف من النازحين للمأوى والمساعدات. وفقا للأناضول. وإدلب هي آخر منطقة كبرى خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة. وطلبت أنقرة مرارا من حلفائها دعمها في تمويل استضافة اللاجئين. وفي مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "منطقة خفض التصعيد" بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري. ويشن النظام السوري والروس هجمات برية وجوية ممنهجة ضد مناطق سكنية تقع على جانبي الطريق السريع (إم 4) الذي يربط حلب بدمشق و (إم 5) الذي يربط حلب بمدينة اللاذقية. وقتل أكثر من 1300 مدني جراء هجمات النظام وروسيا على منطقة خفض التصعيد، منذ 17 سبتمبر 2018. كما أسفرت الهجمات عن نزوح أكثر من مليون مدني إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية.