لغة «بذيئة» و«نوبة خرف».. ترامب وكيم يدخلان جولة جديدة من التراشق الكلامي

[real_title] في جولة جديدة من التراشق الكلامي، ندّدت كوريا الشمالية بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأخيرة، عازية ذلك إلى "نوبة خرف جديدة" تصيبه، واصفة إياه "بالرجل المسن الطائش ذي الوجهين"، في تصريح من شأنه أن يزيد التوتر بين واشنطن وبيونج يانج، ما يهدّد بعودة البلدين إلى الحرب الكلامية مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددتها بيونج يانج لواشنطن لاستئناف المفاوضات النووية.

 

ومنحت بيونج يانج واشنطن مهلة حتى نهاية العام، لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية المتأزمة، متوعدة بأنها ستتبنى "نهجاً جديداً" لم تحدّده، إذا لم يقدّم الجانب الأمريكي عرضاً مقبولاً.

 

ترامب: سيخسر كل شيء

 

وجاء الانتقاد بعد أن قال ترامب ،الأحد، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لديه الكثير جدا ليخسره إذا تصرف بطريقة عدائية، مضيفا "كيم لا يريد خسارة العلاقة الخاصة مع رئيس الولايات المتحدة، أو التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر".

 

وعبر حسابه على موقع "تويتر"، غرد "ترامب": "كيم جونغ أون ذكي للغاية، ولديه الكثير ليفقده، في الواقع كل شيء، إذا كان يتصرف بطريقة عدائية، فقد وقع اتفاقية قوية لنزع السلاح النووي معي في سنغافورة، وهو لا يريد إنهاء علاقته الخاصة برئيس الولايات المتحدة".

 

​وتابع الرئيس الأمريكي، في تغريدة أخرى: "كيم جونغ أون لا يريد التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2020، إن كوريا الشمالية تمتلك بقيادة كيم جونغ أون، إمكانات اقتصادية هائلة، لكن عليها أن تنزع الأسلحة النووية كما وعدت، إن حلف الناتو والصين وروسيا واليابان والعالم بأسره متحدون بشأن هذه القضية!".

 

وأصدر ترامب هذا التحذير بعد أن أعلنت كوريا الشمالية، يوم 7 ديسمبر، إجراءها اختباراً مهماً للغاية في موقع إطلاق الأقمار الصناعية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما زاد المخاوف من أن بيونج يانج قد تستأنف اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات.

 

كما جاءت تغريدات دونالد ترامب، ردا على تصريحات سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، كيم سونغ، الذي قال السبت، إن "نزع السلاح النووي غير مطروحا في المفاوضات مع الولايات المتحدة".

 

وقال السفير كيم سونغ، إن سعي الولايات المتحدة إلى "حوار مستدام وكبير" كان "خدعة لتوفير الوقت" للاستفادة من "أجندة سياسية محلية"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء.

 

 وتابع: "لسنا في حاجة لإجراء محادثات مطولة مع الولايات المتحدة الآن، ونزع السلاح النووي خرج بالفعل من طاولة المفاوضات".

 

وجاء بيان كيم سونغ، السبت، ردا على إدانة يوم الأربعاء من جانب 6 دول أوروبية لإطلاق 13 صاروخا باليستيا من كوريا الشمالية منذ شهر مايو.

 

كوريا الشمالية: ترامب "رجل عجوز ينفد صبره"

ومن جانبه، صرح المسئول الكوري الشمالي البارز والمفاوض النووي السابق، كيم يونغ تشول، في بيان بأن بلاده لن تستسلم للضغوط الأمريكية لأنه ليس لديها ما تخسره.

 

وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، أن تشول أكد في بيان، نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية،  أن "هناك الكثير من الأشياء التي لا يعرفها ترامب عن كوريا الشمالية ولم يعد لدينا ما نخسره".

 

وأضاف كيم يونغ-تشول في البيان"أن الموعد النهائي الذي حددته بيونج يانج  في نهاية العام لمفاوضاتها النووية يقترب، إذا كان ترامب لديه الإدارة والحكمة لإيقاف الصدام بين بيونج يانج وواشنطن فإن الولايات المتحدة عليها التفكير في كيفية منع نشوب الصراعات بين البلدين بدلاً من قضاء الوقت في اختيار التعبيرات السخيفة والتهديدية".

 

وأردف المسئول الكوري الشمالي: "رغم كل هذه العبارات المشينة، فإن الزعيم الكوري الشمالي لم يستخدم بعد أي كلمات قاسية ضد ترامب، في محاولة واضحة لمنع تطور الوضع إلى الأسوأ".

 

وقال المسئول الكوري الشمالي البارز"يبدو أن هذا الرجل العجوز الذي ينفد صبره سريعا (دونالد ترامب)، لم يجرب كيم جونغ أون حتى الآن، وكيف أنه عندما يغير وجهات نظره تجاه ترامب كيف ستكون ردة الفعل".

 

وأضاف إن زعيم بلاده كيم جونغ أون قد يغير رأيه في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا استمر في الإدلاء بتصريحات "غير مناسبة وخطيرة".

وتابع المسئول ، الذي كان شخصية محورية في ترتيب قمة ثانية بين ترامب وكيم باءت بالفشل، إن الولايات المتحدة تتجاهل موعدا نهائيا يحل في نهاية العام لإظهار المرونة فيما يتعلق بمحادثات نزع السلاح النووي المتوقفة.

 

وتعثرت المفاوضات النووية منذ قمة فبراير بين كيم وترامب في فيتنام، والتي انهارت بعد أن رفضت الولايات المتحدة مطالب كوريا الشمالية بتخفيف العقوبات على نطاق واسع مقابل التخلص الجزئي من قدراتها النووية.

 

 وحذرت كوريا الشمالية بأنها ستسعى إلى "طريقة جديدة" إذا فشلت في الحصول على تنازلات أمريكية كبرى بحلول نهاية العام.

 

لغة "بذيئة" ونوبة "خرف"

والثلاثاء، أشار ترامب إلى أنّ العمل العسكري لا يزال ممكناً، رداً على سؤال بشأن بيونج يانج على هامش قمة حلف الأطلسي في بريطانيا.

 

 وقال ترامب إنه "بالتأكيد يحب إرسال الصواريخ، أليس كذلك؟ لهذا السبب لقبته برجل الصاروخ".

 

وصرح ترامب، خلال قمة حلف الأطلسي، بأنه "لدينا أكبر قوة عسكرية على الإطلاق عبر تاريخنا، ونحن أقوى دولة في العالم بفارق كبير". وأضاف "نأمل ألا نضطر لاستخدامها، لكن إذا احتجنا فسوف نستخدمها".

 

وردّت بيونج يانج بقوة، الخميس، حيث قالت نائبة وزير الخارجية تشوي سون هوي، إنّ تصريحات ترامب تنم عن "قلة لباقة في كلامه عن القيادة العليا... لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية"، مستخدمة الاسم الرسمي للبلد الآسيوي المعزول.

 

وقالت، في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: "إذا كان المقصود من هذه التصريحات تذكيرنا بتلك الأيام قبل عامين فقط عندما اندلعت حرب كلامية عبر المحيط، فسيكون ذلك تحدياً خطيراً للغاية".

 

واستعادت تشوي توصيف كيم لترامب الذي ذكرته بالاسم، فقالت إنّ تكراره للتعابير "يجب فعلياً تشخصيه على أنه مؤشر نوبة جديدة من الخرف".

 

وتُعرَف الوكالة الكورية الشمالية باستخدامها لغة حادة ومهينة في وصف الخصوم السياسيين لبيونج يانج، إذ وصفت رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك غيون هاي، بأنها "عاهرة ماهرة"، والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بـ"القواد".

 

وكان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وترامب قد تبادلا شتّى أنواع الشتائم والإهانات الشخصية التي وضعت العالم على شفير الحرب خلال العام 2017، وسخر ترامب من كيم بوصفه بـ"رجل الصاروخ"، ليردّ عليه كيم بالتشكيك في الصحة العقلية للرئيس الأميركي ويتهمه بأنه "خرف ومختل عقلياً".

 

غير أنّ انفراجاً دبلوماسياً غير مسبوق سُجّل بينهما، وشهد تنظيم عدة لقاءات، لكنّ مفاوضات إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية تعثرت، مع فشل قمة في هانوي في فبراير 2019.

 

وراهن ترامب على قممه مع كيم، حتى يدفع كوريا الشمالية إلى التخلي عن برنامجها النووي والصاروخي، وأصدر الزعيمان بيانا يتعهد بنزع هذا السلاح من شبه الجزيرة الكورية، لكن واشنطن وبيونج يانج اختلفتا حول مسألة التوقيت، فالولايات المتحدة أصرت على أن تنفذ كوريا الشمالية كافة التعهدات قبل أن تستفيد من تخفيف العقوبات الاقتصادية الخانقة المفروضة عليها، لكن كيم أصر على رفع العقوبات قبل أن يمضي قدما في التخلص من ترسانته.

 

ويعتبر ترامب وقف كوريا الشمالية لتجاربها الصاروخية بمثابة إنجاز، ويقول إن المنطقة صارت أكثر أمنا، لكن بيونج يانج أعلنت، يوم الأحد الماضي، تجربة وصفتها بالاختبار المهم جدا في موقع صاروخي، ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة استعدادا لإطلاق صاروخ باليستي آخر قبل نهاية العام.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى