مؤتمر برلين.. «فرصة أخيرة» لإنقاذ ليبيا

مؤتمر برلين.. «فرصة أخيرة» لإنقاذ ليبيا
مؤتمر برلين.. «فرصة أخيرة» لإنقاذ ليبيا

[real_title] هل يمكن أن يقدم مؤتمر برلين المقرر عقده بالعاصمة الألمانية مطلع العام المقبل حلاً للأزمة الليبية المحتمدة والصراع المستمر الذي يشهده البلد العربي الغني بالنفط منذ عام 2011؟.

 

ترتبط الإجابة على هذا السؤال بعوامل عدة، أهمها رغبة طرفي النزاع وحلفائهما الإقليميين والدوليين في التوصل إلى حل على الأقل يجنب طرابلس كارثة الحسم العسكري فيها، مع استمرار هجوم يقوده اللواء خليفة حفتر قائد قوات الجيش في الشرق على العاصمة مقر حكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً منذ أبريل الماضي.

 

وتقول شبكة "دوتشيه فيلا" الألمانية واصفة الوضع على الأرض قبل انطلاق المؤتمر:" أطراف داعمة لحفتر سياسيا وعسكريا، وهي بدرجات متفاوتة: الإمارات، مصر، روسيا.. بينما تتفاوت أشكال الدعم لحكومة الوفاق الوطني، بين تأييد سياسي ينطلق من كونها حكومة فايز السراج المعترف بها من قبل الشرعية الدولية، وهو الموقف الذي تصطف فيه دول الجوار الأوروبي والمغاربي وراء الأمم المتحدة. بينما تقدم بعض الدول، وعلى رأسها تركيا، دعما عسكريا معلنا، وذلك لأسباب أيديولوجية وجيواستراتيجية".

 

وفي وقت سابق من اليوم الخميس، دعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، الخميس، إلى ضرورة مشاركة كافة الدول المعنية بالشأن الليبي في مؤتمر برلين.

 

وشدد السراج عقب لقاء جمعه في طرابلس، بسفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا "آلن بوجيا"، وسفير ألمانيا "أوليفر اوفتشا"، على ضرورة الالتزام بالاتفاق السياسي الليبي والأجسام المنبثقة عنه (حكومة الوفاق والمجلس الأعلى للدولة) كمرجعية أساسية لأي حوار أو اتفاق، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة.

 

والاتفاق السياسي الليبي أو اتفاق الصخيرات هو اتفاق شمل أطراف الصراع في ليبيا وتم توقيعه عام 2015 تحت رعاية الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات المغربية.

 

لكن اللافت، هو حالة التكتم الشديدة التي تفرضها ألمانيا حول المؤتمر فرغم تأكيد المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، منذ سبتمبر الماضي، نية بلادها استضافة مؤتمر دولي حول ليبيا، إلا أنه حتى الساعة لم يجرِ الإعلان عن موعده وأجنداته والأطراف المشاركة فيه.

 

إلا أن المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، سبق وأعلن عن ثقته في نجاح مؤتمر برلين، ودعا المجتمع الدولي إلى توفير مظلة لإنهاء النزاع الليبي والعودة إلى الحوار.

 

وكشف سلامة عن ست قضايا رئيسة تم الاتفاق عليها في اجتماع برلين التحضيري بخصوص الأزمة الليبية، والذي انعقد الأربعاء الماضي.

 

وأوضح أن هذه القضايا هي: العودة للاتفاق السياسي، وحظر السلاح، ووقف النار، وإطلاق حزمة اقتصادية، وإجراء ترتيبات أمنية في طرابلس، وتطبيق القانون الدولي الإنساني".

 

وأضاف في تصريحات تلفزيونية، إلى قناة "العربية" الجمعة الماضية أن هذه القضايا تحتاج إلى وقت للتنفيذ، مؤكدا أن "مؤتمر برلين يسعى إلى اتفاق دولي حول ليبيا عجز عنه مجلس الأمن... ونتمنى أن ينتهي الاجتماع بوقف للنار في الأراضي الليبية".

 

وتابع أن الأمم المتحدة تسعى إلى "إنشاء مظلة دولية لتنفيذ ما يتفق عليه الليبيون"، مشدداً على أن "الانقسام الدولي هو العقبة الكبرى أمام عودة الاستقرار في ليبيا".

 

ومضى سلامة بقوله "حاولنا وقف النار في ليبيا على المستوى المحلي وفشلنا. كان علينا التفكير بمظلة دولية للمساعدة بوقف الحرب".

 

وتسعى ألمانيا إلى التوصل إلى نقط محددة في مؤتمر برلين أبرزها وقف إطلاق النار غير المشروط في طرابلس، وتوحيد المواقف الإقليمية والدولية تجاه نقاط الخلاف في الأزمة الليبية وحسمها لتحقيق الاستقرار في إفريقيا وضفتي البحر الأبيض المتوسط.

 

تحديات

بيد أن ثمة تحديات تواجه ألمانيا في إنجاح المؤتمر، من بينها تقريب وجهات نظر الدول الأوروبية المتضاربة الأهداف والمطامح في ليبيا، وخصوصا فرنسا وإيطاليا، ولدى برلين ما يكفي من المؤشرات لإقناع الشركاء الأوروبيين بخطورة تداعيات الصراع الليبي على مصالح أوروبا، لاسيما فيما يتعلق بالهجرة الشرعية عبر ضفتي المتوسط.

 

وبرز مؤخراً دوراً روسياً كبيراً في دعم حفتر، ونقلت تقارير محلية ودولية معلومات عن انتشار مرتزقة تابعين لشركة "فاغنر" الروسية المقربة من الكرملين في مناطق القتال بطرابلس.

 

كذلك تعول ألمانيا على التوصل إلى تفاهم بين محوري الإمارات - مصر وتركيا - قطر، وهو ما إن حدث فسوف يشكل خطوة حاسمة نحو نجاح المؤتمر الذي يوصف بـ"الفرصة الأخيرة" للحل السلمي وإيقاف النزيف الليبي.

 

تجارب تدعو للتشاؤم

ولا يبدي الكثير من المراقبين تفاؤلاً شديداً حول المؤتمر، خاصة وأنه ليس الأول من نوعه، فقد سبقته العديد من المؤتمرات التي تناولت الأزمة الليبية وصدرت عنها العديد من التوصيات بدءاً من مؤتمر الصخيرات مروراً بمؤتمر باليرمو الأول والثاني وانتهاء بمؤتمر باريس.

 

ويشير هؤلاء إلى أن كل المقررات التوصيات التي صدرت سابقاً ذهبت أدراج الريح وحتى اتفاق الصخيرات الذي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني لم يعد مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق) يعترف به وقد أعلن مراراً أن "الصخيرات" مات وانتهى.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى