في الأسبوع الثالث للحملة الدعائية.. «ورقة الجيش» تشعل صراع  رئاسيات الجزائر

[real_title] عقب 24 ساعة من تأكيد الجيش الجزائري على أن المؤسسة العسكرية في البلاد لن تدعم أي مرشح خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، أشعلت ورقة "استغلال الجيش" الصراع بين المرشحين في اليوم الخامس عشر من عمر الحملة الدعائية لرئاسيات 12 ديسمبر.

 

وضاعفت اتهامات تبادلها مرشحان بارزان لرئاسة الجزائر، رغم أنهما من رموز نظام بوتفليقة، من الغموض بشأن مآلات الاقتراع المزمع إجراؤه في 12 ديسمبر المقبل، على خلفية إقحام ورقة الجيش علانية في الحملة الدعائية.

 

وهاجمت مديرية الحملة الدعائية للمرشح عبدالمجيد تبون غريمه عز الدين ميهوبي، الذي يُشاع أنه على وشك افتكاك دعم سياسي من كوادر حزب جبهة التحرير الوطني، صاحب الغالبية البرلمانية والمجالس المحلية المنتخبة مع آلاف المسئولين والموظفين.

 

وقالت حملة تبون وهو رئيس وزراء سابق، في بيان، إنها قدمت شكاية رسمية أمام السلطة المستقلة العليا للانتخابات، ضد مديرية حملة المترشح عز الدين ميهوبي، في محافظة "تيسمسيلت" الغربية.

 

وذكر البيان أن ذلك جاء ردًّا على "تجاوزات خطيرة تمثلت في التهديد والترهيب عن طريق الدعاية المغرضة بالترويج لأخبار مفادها أن عز الدين ميهوبي هو رئيس الجمهورية القادم وفق تعليمات فوقية، في إشارة إلى المؤسسة العسكرية".

 

ويأتي ذلك عقب 24 ساعة من بث تصريحات مصورة لنائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، قال فيها المؤسسة العسكرية في البلاد لن تدعم أي مرشح خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، ”مثلما تعهدت بذلك من قبل“.

ويترقب الجزائريون موقف الحزب الحاكم سابقًا، جبهة التحرير الوطني، من المرشحين الخمسة للرئاسيات، بعدما توغلت كوادرها في مهرجانات دعائية لصالح تبون الذي يرافع في برنامجه لفصل المال عن السياسة، ثم لوحظ انسحابهم استجابةً لتوجيهات مركزية من قيادة الحزب، تأمر بانتظار الموقف الرسمي.

 

وفي أول تعليق لآخر وزراء الثقافة في عهد بوتفليقة على هذه التهم التي تضاعفت بشكل علني وصريح منذ الهجوم الذي شنه عليه المرشح الآخر عبدالقادر بن ڨرينة، واتهمه فيه بتوظيف تقرير يتحدث عن صلته بقيادة أركان الجيش لانتخابه.

 

رد ميهوبي، ليل الأحد/الاثنين، على غريمه ، بأن حملته "نظيفة ولا تشوبها شوائب"، ملمّحًا إلى حادثة اعتقال رجل الأعمال البارز"عمر عليلات"بتهمة فساد مالي وسياسي، بعد أيام من إعلان دعمه لتبون.

 

وتلقى ميهوبي وابلًا من الانتقادات بشأن توظيف أنصاره ومسؤولي حملته الانتخابية لورقة الجيش الجزائري، وتقديمه بديلًا يحظى بدعم دوائر صنع القرار.

 

في المقابل، لم يتردد وزير الثقافة السابق في الغمز على وتر "المال السياسي"، الذي أطاح برجل الأعمال عمر عليلات.

 

وعلى إيقاعات توصيفات "مرشح الجيش" و"مرشح رجال الأعمال" و"مرشح العصابة"، تبادل أنصار ميهوبي وتبون "النيران الصديقة" على خلفية أن الرجلين ينتميان في الأصل لمرحلة الرئيس السابق وقد كانا من أدوات تنفيذ سياساته على مدار 20 عامًا.

 

وخلال الـ48 ساعة الأخيرة، خفتت أصوات المرشحين الثلاثة الآخرين (علي بن فليس وعبدالقادر بن ڨرينة وعبدالعزيز بلعيد)، وكادت المواجهة السياسية تنحصر بين عبدالمجيد تبون وعز الدين ميهوبي.

 

ويتخوف أنصار المرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة، من قرار "تاريخي" لحزب جبهة التحرير الوطني (قاده بوتفليقة لعقدين)، يرجح أن يتم الكشف عنه في غضون ساعات، بشأن دعم واحد من المتسابقين نحو قصر "المرادية" الرئاسي.

 

وتشهد مديريات الحملات الانتخابية لهؤلاء المرشحين، حرب كواليس تغذيها شائعات واسعة النطاق، لاستمالة المحافظين (ولاة الجمهورية) وملايين الموظفين بالقطاع العام، لغرض كسب المعركة في ربع الساعة الأخير.

 

ومن جانبه، أكد عضو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، رشيد بردان،  الاحد، أن الحملة الانتخابية تجري في "ظروف عادية" و لم يتم تسجيل أي تجاوزات، مضيفا الى ان الشكاوى التي تلقتها السلطة "تم التعامل معها في حينها".

 

وقال بردان خلال ندوة صحفية خصصت لتقييم الأسبوعين الأولين من الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة والتي دخلت الأحد أسبوعها الثالث ان الحملة تجري في "ظروف عادية"، مشيرا الى "أن الكثير كان يراهن على أشياء لم تقع".

وأضاف عضو السلطة ان "المترشحين يقدمون برامجهم عبر جولاتهم في مختلف الولايات بصفة عادية، حتى انهم يتحاورون مع بعض المعارضين للانتخابات وهذا امر إيجابي ينبغي تثمينه".

 

وبخصوص الآراء المعارضة، قال بردان انه "لا يمكن ان نلزم الكل برأي واحد و من الطبيعي وجود آراء مختلفة و يجب احترام كل الآراء"، مضيفا انه بفضل الحملة "هناك من تزداد قناعته بضرورة الذهاب الى الانتخابات اما الرافضون لها فمن حقهم ان يعارضوا لكن يجب ان تكون المعارضة في ظل احترام القانون و مبدأ السلمية".

 

كما أشار بردان الى أن قانون الانتخابات في جانبه الجزائي و كذلك قانون العقوبات "يعرض كل من يسلك سلوكا يكيف انه ذو طابع جزائي الى عقوبات".

 

وبخصوص الشكاوى التي بلغت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات منذ بداية الحملة، قال بردان ان "هناك بعض الشكاوى وصلت الى السلطة و التي تعاملت معها في حينها"، مشيرا انه "تم التدخل في الحالات التي استوجب التدخل فيها و توجيه بعض الإشارات و الرسائل الى الأطراف المعنية في بعض الحالات الأخرى".

 

ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية رسميا في وقت سابق من أكتوبر الماضي زاد التوتر في ظل المزيد من المظاهرات والاعتقالات وأحكام سجن طويلة فضلا عن وقوع مناوشات بين الشرطة ومحتجين في البلدات التي تشهد جولات انتخابية للمرشحين .

 

 وبدأت الاحتجاجات في فبراير بعدما اتضح أن الرئيس المخضرم بوتفليقة يعتزم الترشح لفترة رئاسية جديدة في انتخابات كانت مقررة في الأصل في يوليو تموز.

 

ومع خروج مئات الآلاف في مسيرات بأنحاء البلاد أجبر الجيش بوتفليقة على التنحي في أبريل  واحتجزت السلطات عشرات الشخصيات الكبيرة منهم رئيس سابق للمخابرات، وشقيق بوتفليقة، ووزراء، ورجال أعمال.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى