[real_title] 30 عاما مرت على إسقاط جدار برلين الذي كان بمثابة حدودا صارمة ورمزا فاصلا بين المعسكرين الشرقي والغربي والصراع المحتدم بينهما منذ عقود، وفي الوقت ذاته يمثل شاهدا على شاهدا على حقبة زمنية كان فيها سكان أوروبا الشرقية الشيوعية ممنوعين من السفر إلى الغرب، بينما تتجه أوروبا حاليا لبناء جدران جديدة. قادة أوربا وفي مقدمتهم أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية احتفلوا، اليوم السبت، بذكرى مرور 30عاما على سقوط جدار برلين كعلامة على نهاية الشيوعية وبروز نجم الرأسمالية في العالم كله، ومن ثم إعادة توحيد ألمانيا. تعود قصة تشييد جدار برلين إلى الحرب العالمية الثانية في فبراير 1945 عندمت انتصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، ونظموا مؤتمر "يالطا"، الذي قسم ألمانيا إلى 4 مناطق يسيطر عليها الحلفاء، الذين كان منهم الاتحاد السوفيتي. الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أسسوا في 23 مايو 1949 جمهورية ألمانيا الاتحادية التي عرفت فيما بعد باسم ألمانيا الغربية، لكن الاتحاد السوفيتي رد بتأسيس بتأسيس "ألمانيا الديمقراطية" في السابع من أكتوبر عام 1949، وعرفت لاحقا بـ"ألمانيا الشرقية". واستمر الاتحاد السوفيتي في إجراءاته، وأغلق الحدود بين ألمانيا الشرقية و ألمانيا الغربية في إبريل 1952، لكن الملايين فروا من برلين الشرقية إلى الجزء الغربي من المدينة حتى 12 أغسطس 1961 عندما قرررئيس ألمانيا الشرقية فالتر أولبريشت، البدء في بناء الجدار الفاصل بين برلين الشرقية وبرلين الغربية، ليصبح من غير المسموح لسكان برلين المرور من منطقة لأخرى دون تصريح. وكان للمعسكر الشرقي ما أراد، إذ تم بناء الجدار على امتداد 155 كلم، 43 كلم قطعت برلين من الشمال إلى الجنوب، في حين عزلت 122 كلم برلين الغربية عن بقية جمهورية ألمانية الديمقراطية، وكانت وكانت معظم أجزاء الجدار مكونة من الإسمنت المسلح، بارتفاع يفوق الـ3 أمتار، تم تحصينها بمراكز مراقبة وأسلاك شائكة وتسليط الإضاءة القوية عليها، لمنع محاولات التسلل، بحسب سكاي نيوز العربية. لكن هذا الجدار الذي كان يدل بشكل واضح على القبضة الحديدية للاتحاد السوفيتي تهاوت مع مؤشرات انهيارهذا الاتحاد وهزيمته العسكرية في أفغانستان، ففي أغسطس 1989 أعلنت بلغاريا إعادة فتح حدودها مع النمسا، ليفر ما يزيد عن 13 ألف من ألمانيا الشرقية، ويصلون إلى النمسا عبر بلغاريا، بحلول سبتمبر من العام نفسه. و في سبتمبر، وتزايدت فيه المؤشرات على "الانهيار القريب"، إذ انطلقت تظاهرات شعبية حاشدة ضد الحكومة في ألمانيا الشرقية، ما أدى إلى استقالة الرئيس الشرقي إريك هونيكر في أكتوبر، وفي نوفمبر 1989، تدفق عشرات الآلاف من الألمان الشرقيين نحو الجدار، ليعبروا الحدود باتجاه برلين الغربية، أمام أعين الحراس ورجال الجمارك، وهكذا انتهت أسطورة جدار برلين. ورغم تجربة أوروبا القاسية وتقسيمها إلى جانب شرقي وغربي إلا أنها أصبحت تقيم جدرانا وحواجز حديدة لمنع وصول المهاجرين إليها الذين يفرون إليها من ويلات الحرب، رغم ترحيبها السابق بحرية الحركة إبان الحرب الباردة لأن الطرف الغربي كان يخدم مواقفه السياسية. ولمنع وصول المهاجرين اليوم إلى أوروبا، شيدت المجر حاجزا مزدوجا لمسافة 155 كيلومترا، بطول حدودها مع صربيا، ومزود بأجهزة إنذار وكامرات حرارية، كما أقامت بلغاريا حاجزا لمسافة 260 كيلومترا، بطول حدودها مع تركيا. ورغم أن النمسا لم تعلن صراحة عن بناء الجدار، ففي إبرلي 2016، قال محافظ جنوب تيرول آرنو كومباتشير:"على حد علمي، ما تم بناؤه، هو منصة من الخرسانة مع سقف، يأوي إليه الأشخاص الذين تتم مراقبتهم على الحدود حتى لا يبقوا في العراء"، كما شيدت النرويج جدار فولاذي على حدودها مع روسيا، لمنع دخول اللاجئين إليها بحسب يورو نيوز. ونتيجة لارتفاع معدلات الهجرة، أقام الاتحاد الأوروبي جدار على طول الطريق السريع نحو مدينة كاليه، لمنع اللاجئين من العبور إلى بريطانيا عن طريق ركوب الشاحنات المتوجهة من فرنسا إلى بريطانيا. وبي المغرب وإسبانيا، شيدت إسبانيا جدار مليلة لمنع آلاف المهاجرين الأفارقة الذين يعبرونه كل سنة لغرض اللجوء إلى أوروبا، إذ تشكل مدينة مليلة الواقعة في أفريقيا تشكل نقطة عبور لآلاف المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين للوصول إلى أوروبا.