الكونجرس قلق.. ما هي معاهدة «السماء المفتوحة» التي يخطط ترامب للانسحاب منها؟

الكونجرس قلق.. ما هي معاهدة «السماء المفتوحة» التي يخطط ترامب للانسحاب منها؟
الكونجرس قلق.. ما هي معاهدة «السماء المفتوحة» التي يخطط ترامب للانسحاب منها؟

[real_title] في ظل الأزمة السياسية التي يمر بها البيت الأبيض ، يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يتوقف عن إثارة الأزمات والتساؤلات عن طبيعة قراراته التي أصبح يحقق فيها الكونجرس الذي يسعى لعزله.

 

فالرئيس الأمريكي يخطط للخروج من معاهدة دولية وقعت قبل نحو 27 عامًا تحت اسم "السماوات المفتوحة"، تهدف إلى متابعة ومراقبة المجال العسكري للدول، بشكل لا ينتهك السيادة، ويحقق منافع متبادلة لكافة الأطراف.

 

وأعلن رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، إليوت إنجل، الثلاثاء، أن واشنطن تخطط للانسحاب من معاهدة السماء المفتوحة، مشيرا إلى أنه أرسل احتجاجا بهذا الصدد إلى البيت الأبيض.

 

وقال إنجل في رسالته إلى البيت الأبيض: "أشعر بالقلق الشديد بسبب التقارير التي تفيد بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد تفكر في الانسحاب من معاهدة السماء المفتوحة، وأحثكم بشدة على الامتناع عن هذا الإجراء المتهور".

 

المعاهدة الدولية

تشير اتفاقية "السماوات المفتوحة"، أو "الأجواء المفتوحة"، إلى تلك المعاهدة التي تم إقرارها، في عام 1992، من قبل 27 دولة، في العاصمة الفنلندية "هلسنكي"، وذلك بهدف تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول الموقعة على الاتفاقية، بحيث تتمكن أي دولة من الدول الأعضاء من جمع المعلومات عن القوات المسلحة للدولة الأخرى، وفقًا لموقع "أرمز كنترول" الأمريكي.

 

فبموجب الاتفاقية، يُسمح بوجود طائرات مراقبة غير مسلحة للاستكشاف في أجواء الدول المشتركة في الاتفاقية.

 

كما تنص الاتفاقية على أن الدول الأعضاء يمكنها استخدام طائرات استطلاع مزودة بأجهزة رؤية تمكنها من رصد جميع أنواع الأسلحة المتواجدة على الأرض في الدول الأخرى أثناء تنفيذ مهمتها.

وتستطيع تلك الطائرات رصد الطائرات والمركبات المدرعات والمدافع.

 

ووفقًا للاتفاقية أيضًا، فإن الدولة التي تستضيف طائرات الدولة الأخرى تحصل على نسخة كاملة من المعلومات التي يتم جمعها خلال مهمتها الاستطلاعية، ويمكن لأي دولة من الدول الأعضاء الحصول على نسخة من تلك البيانات الاتفاق مع الدولة التي تملكها.

 

ورغم أن تلك الصور يمكن الحصول عليها بواسطة صور الأقمار الصناعية بتفاصيل أكثر، إلا الهدف من القيام بتلك المهام ضمن حدود الاتفاقية هو بناء ثقة متبادلة بين الدول الموقعة عليها.

 

وارتفع عدد الدول الموقعة على الاتفاقية إلى 34 دولة، فيما بدأ العمل بها فعليًا في 1 يناير عام 2002.

 

وعلى مستوى القوى العظمى، فقد كانت لروسيا زمام المبادرة في التنفيذ الفعلي للاتفاقية، حيث قامت موسكو بأول رحلة طيران استطلاعية في أغسطس عام 2002، بينما كانت أول رحلة استكشافية للطائرات الأمريكية في ديسمبر من ذات العام.

وفي عام 2008، احتفلت الدول الأعضاء في الاتفاقية بتنفيذ 500 رحلة طيران في الأجواء المفتوحة، ووصل عدد الرحلات عام 2012 إلى أكثر من 800 رحلة.

وفي عام 2010، جرت مراجعة الاتفاقية مرة ثانية في فيينا وسمحت باستخدام طائرات الاستطلاع لكاميرات رقمية في مهامها، ودعت إلى توسيع الاتفاقية لتضم دولا جديدة.

 

مناوشات سياسية

 

وشهدت الاتفاقية تجاذبات سياسية بين القوتين العظميين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

 

ففي أواخر 2018 قررت أعلنت روسيا، وضع قيود أمام الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يخص اتفاق "السماء المفتوحة".

 

وأوضحت الخارجية الروسية في حينها، أن قرار وضع القيود على أمريكا،  جاء ردا على "تصرفات واشنطن".

وأشار مصدر عسكري روسي، أن بلاده ستعيد النظر في قائمة المطارات التي فتحت أجواءها أمام الطائرات الأمريكية، وذلك في رد مواز على تدابير مشابهة أعلنت واشنطن نيتها اتخاذها تجاهنا، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تعتزم إغلاق أجواء عدد من المطارات في وجه المراقبين الروس فوق ألاسكا وهاواي والحد من مسافات التحليق المسموحة في الأجواء الأمريكية".

 

من جانبه، أكد جوني مايكل، ممثل وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، ردًا على التصريحات الروسية، بأن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل الناجح باتفاقية السماء المفتوحة، فيما دافع عن إجراءات بلاده بالإشارة إلى كونها تهدف لدفع روسيا إلى "تعاون بنّاء أكثر".

 

إلا أن الدولتين تجاوزتا هذه الخلافات وقامت الطائرات الروسية برحلة مراقبة فوق الأراضي الأمريكية في الفترة من 22 إلى 27 أبريل الجاري، بموجب الاتفاقية وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، وراقب الخبراء الأمريكيون على متن الطائرة الروسية استخدام معدات المراقبة والامتثال لأحكام المعاهدة.

وزعمت وزارة الخارجية الأمريكية في العام الماضي، أنها سجلت منذ عام 2004 خرق روسيا لشروط المعاهدة، وفي 20 يونيو من العام الماضي، تم تحديد مطالبات غربية رسمية بشأن ثلاث تهم، من بينها القيود المفروضة على الرحلات الجوية فوق منطقة كالينينغراد الروسية، والحظر على الرحلات الجوية على ممر طوله 10 كيلومترات على الحدود الروسية مع أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وكذلك الانحراف عن الطرق المتفق عليها تحت ذريعة القوة القاهرة.

 

واشنطن تجميد الاتفاقية

 

وفي أغسطس 2019 أعلنت واشنطن تجميد الاتفاقية ، وأعربت وزارة الخارجية الروسية، عن أسفها لتعليق أمريكا تمويل اتفاقية السماوات المفتوحة.

 

واعتبر وقتها نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف تجميد واشنطن التعاون مع موسكو فيما يخص معاهدة “السماء المفتوحة” طريقا نحو تسميم العلاقات الدولية عبر أساليب أحادية.

 

وأشار ريابكوف إلى أن مثل هذه الخطوات أحادية الجانب ليست مقبولة في العلاقات بين البلدين.

وقال للصحفيين: “بدلا من القيام بمناقشة هذا الموضوع في إطار اللجنة التشاورية حول “السماء المفتوحة” إننا نقرأ في القانون الجديد (قانون ميزانية الدفاع) أنه يتم وقف تمويل اتخاذ كل الإجراءات الهادفة لتنفيذه، إنه خيار أمريكي. وهذا طريق نحو مواصلة تسميم العلاقات الدولية عبر أساليب أحادية. ونحن نأسف لذلك”.

 

وأضاف ريابكوف أن واشنطن عملت لفترة طويلة على تعقيد الوضع حول معاهدة “السماء المفتوحة” (أو الأجواء المفتوحة)، دون النظر إلى مقترحات موسكو لحل القضايا العالقة.

وكان ترامب قد أمر بوقف تمويل الاتفاقية التي تفتح سماوات الولايات المتحدة وروسيا أمام طلعات جوية عسكرية استطلاعية متبادلة.

 

وجاء في نص ميزانية الدفاع، الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 13 أغسطس الماضي ، أن الولايات المتحدة جمدت التعاون مع روسيا بموجب اتفاقية السماء المفتوحة، ولن تستأنفه حتى تمتثل موسكو لجميع بنوده.

 

وأشارت الوثيقة إلى عدم إمكانية استخدام أي الصناديق للتمويل في عام 2019 ضمن إطار اتفاقية السماء المفتوحة، حتى يقدم الرئيس للجان الكونغرس المعنية شهادة بذلك.

 

وأوضحت الوثيقة أن المقصود بالشهادة هو رفع القيود المفروضة على روسيا بعد تقييم تنفيذها لاتفاقية السماء المفتوحة.

 

وتقع مسئولية تقييم هذا الشرط على عاتق وزير الخارجية الأمريكي.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى