[real_title]
لا تزال ردود الأفعال تتوالى حول الاعتداء على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية في محافظة بقيق وخريص شرق المملكة.
وردا على التقارير التي تداولتها وسائل إعلام محلية ودولية حول انطلاق الطائرات المسيَّرة "الدرون" التي استهدفت معملين الشركة من الأراضي العراقية، قال رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، ، أن هذا الأمر عار تماما من الصحة.
جاء ذلك في بيان نشره مكتب رئيس الوزراء العراقي على صفحته بـ"فيسبوك"، اليوم الأحد، حيث قال: "ينفي العراق ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية سعودية بالطائرات المُسيّرة، ويؤكد التزامه الدستوري منع استخدام أراضيه للعُدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه، وإن الحكومة العراقية ستتعامل بحزم مع كل من يحاول انتهاك الدستور، وقد شكَّلت لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة، لمتابعة المعلومات والمستجدات".
وأضاف: "يدعو العراق جميع الأطراف إلى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب في وقوع خسائر عظيمة في الأرواح والمنشآت. وتؤكد الحكومة العراقية أنها تتابع باهتمام بالغٍ هذه التطوُّرات، وتتضامن مع أشقائها، وتعرب عن قلقها من أن التصعيد والحلول العسكرية تعقّد الأوضاع الإنسانية والسياسية، وتهدّد أمننا المشترك والأمن الإقليمي والدولي".
وأردف البيان: "يجدد العراق دعوته إلى التوجُّه لحلٍّ سلمي في اليمن، وحماية أرواح المدنيّين، وحفظ أمن البلدان الشقيقة. ويدعو دول العالم، لا سيما دول المنطقة، إلى تحمُّل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية، والاضطلاع بمبادرات تضع حدّاً لهذه الحرب التي لا رابح فيها، والتي لا تسفر إلا عن خسائر بشرية عظيمة، وتدمير البنى التحتية، والحيوية".
سي إن إن تؤكد
وكانت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية أفادت بأن الاعتداء الذي استهدف أمس معملين كبيرين تابعين لشركة "أرامكو" في السعودية وتبنته جماعة الحوثيين اليمنية، نُفذ من العراق.
ونقلت الشبكة، اليوم الأحد، عن مصدر مطلع على مجريات التحقيق في الهجوم الذي أسفر عن توقف 50% من إنتاج الشركة الحكومية السعودية، قوله إن المعلومات الأولية تؤكد أن القصف نفذته طائرات مسيَّرة لم تقلع من اليمن، بل من العراق.
رواية كويتية
بدورها ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية، أن الأجهزة الأمنية المعنيَّة في البلاد تلقت بلاغاً يفيد بأن طائرة مسيَّرة من دون طيار (درون) اخترقت أجواء الكويت فجر السبت، وعندما وصلت إلى محيط دار سلوى (قصر أمير الكويت) هبطت إلى ارتفاع 250 متراً.
وبحسب الصحيفة الكويتية، فإن الطائرة المسيَّرة من النوع الكبير ويصل طولها إلى نحو 3 أمتار وحجمها بحجم سيارة صغيرة، وقد حامت فوق دار سلوى فترةً، مُشعلةً كشافاتها الأمامية ثم غادرت.
ويعد الهجوم الذي تبنته مليشيا الحوثي اليمنية على معامل تابعة لشركة أرامكو النفطية العملاقة في مدينتي بقيق وهجرة خريص، هو الأكبر منذ الحرب التي تقودها الرياض وأبوظبي في اليمن منذ العام 2015، حيث أدى إلى وقف نصف إمدادات المملكة من النفط الخام، كما أكد وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود.
جدير بالذكر أن التوتر بين إيران والولايات المتحدة ازداد بشكل ملموس في منطقة الخليج مؤخراً؛ على خلفية الهجمات على سفن تجارية وناقلات نفط خلال الأشهر الماضية.
إدانة التعاون الإسلامي
من جانبهم أدان وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، الاعتداء على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية في محافظة بقيق وخريص شرق المملكة.
وعلى هامش اجتماعهم الطارئ اليوم الأحد في جدة، والذي خصص لمناقشة "إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته ضم أراض من الضفة الغربية المحتلة"، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، إن الوزراء "عبروا عن إدانتهم للحادثة الإرهابية".
وأضاف العثيمين أن "الوزراء نوهوا بالبيانات الرسمية الصادرة من الدول الأعضاء وغير الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية التي دانت واستنكرت هذه الاعتداءات المؤدية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة، واستهداف إمدادات الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي".
وأوضح أن الوزراء "عبروا عن تضامن دولهم مع المملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من إجراءات لمواجهة الإرهاب والحفاظ على أمنها واستقرارها"، مشيدين "بما تقوم به من دور محوري في مكافحة الإرهاب"، كما طالب الوزراء "بوقفة جادة ضد هذا الاعتداء الآثم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه"، معتبرين أن "المساس بأمن المملكة هو مساس بأمن وتماسك العالم الإسلامي".
وطلب الوزراء، في اجتماعهم من الأمين العام إبلاغ الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بهذا الإجراء، وإعداد تقرير بشأنه للاجتماع الوزاري المقبل.
تبني الحوثي
وأعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيون)، في وقت سابق، أمس السبت، استهداف حقلي نفط بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، بـ10 طائرات مسيرة، وتوعدت بتوسيع نطاق هجماتها داخل العمق السعودي.
وذكر بيان صادر عن القوات المسلحة، التي تسيطر عليها الجماعة في صنعاء، إن "سلاح الجوِ المسيِر نفذ عملية هجومية واسعة بعشرِ طائرات مسيرة استهدفت مصفات بَقيقٍ وخريٍص التابعتينِ لشركة آرامكو في المنطقة الشرقية صباح يومنا هذا، وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة، وقد سميت هذه العملية بعملية توازن الردعِ الثانية"، وذلك حسب قناة "المسيرة".
وتابع: "نعد النظام السعودي أن عملياتنا القادمة ستتوسع أكثر فأكثر وستكون أشد إيلاما مما مضى طالما استمر في عدوانه وحصاره، ونؤكد أن بنك أهدافنا يتسع يوما بعد يوم وأنه لا حل أمام النظامِ السعودي إلا وقف العدوان والحصار على بلدنا".
وأصدرت المملكة العربية السعودية، بيانا حول حريق نشب في وقت مبكر اليوم بمعمل أرامكو في مدينة بقيق، مشيرة إلى أنه كان نتيجة استهداف بطائرات بدون طيار "درون".
وقال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية بأنه "عند الساعة الرابعة من صباح اليوم السبت، باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص"، لافتا إلى أنهما "نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار "درون".
وتقع بقيق على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران في المنطقة الشرقية بالسعودية. وتضم بقيق أكبر معمل لتكرير النفط في العالم.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم قوات الرئيس هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس 2015، ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وأدى النزاع الدامي في اليمن، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.
كما أسفر، بحسب إحصائيات هيئات ومنظمات أممية، عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين، فضلا عن تردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا، وتراجع حجم الاحتياطيات النقدية.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري