«صقر الحرب» منبوذ.. كيف تم إقصاء جون بولتون من اجتماعات ترامب للأمن القومي؟

[real_title] جذب إقصاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستشاره للأمن القومي جون بولتون ، الصحف الأمريكية التي تساءلت عن طبيعة صنع القرار في البيت الأبيض مع استبعاد مشورة الجهة التي أعتمد عليها أسلاف الرئيس الأمريكي لتحديد حجم الوجود المدني والعسكري الأمريكي في الخارج.

 

ومع سلك ترامب نهجاً خطيراً مع استقصاء مشورة مستشاره ، تُنذِر عملية صنع القرار بصدور إعلانات سياسة ذاتية وغير مُلِمَّة بالموضوعات يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة. هذا ما قالته سامانثا فينوغراد، محللة شئون الأمن القومي لدى شبكة " سي أن أن" الأمريكية  وعضوة مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق إبَّان إدارة أوباما.

 

غياب متكرر ومواقف متباينة

 

وحُرِمَ مستشار الأمن القومي جون بولتون من حضور نقاشاتٍ حساسة بشأن أفغانستان، بسبب مخاوف من أنَّه ربما يُسرِّب معلومات ويصطدم مع الرئيس.

 

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق ، إن ترامب يشعر بالانزعاج من ممانعة  بولتون، لجهود تسوية واشنطن في أفغانستان، ويحاول إبعاد مستشاره عن هذا الملف.

 

وفقا للصحيفة، فإن هذا الموقف، يثير مسألة نفوذ بولتون داخل إدارة ترامب، وخصوصا أنه لم يكن في قائمة كبار المسؤولين المدعوين لمناقشة آفاق إبرام اتفاق مع طالبان، مرجحة أن السبب في ذلك هو الخوف من أن يكون بولتون ومساعدوه ضد الاتفاقات وتسريب بنودها إلى الصحافة.

 

وأضافت الصحيفة أنه لم تتم دعوة بولتون لحضور هذا الحدث إلا بعد أن أثار أحد مساعديه هذه القضية مباشرة مع القائم بأعمال رئيس موظفي البيت الأبيض، مايكل مولفاني.

 

وذكرت الصحيفة حادثة حصلت مؤخرا عندما طلب بولتون نسخة من مسودة الاتفاق الذي تحاول الولايات المتحدة إبرامه مع حركة طالبان، إلا أن رد المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد رفض طلب بولتون هذا، موضحا أن "بإمكان بولتون الاطلاع على نص الاتفاق بحضور مسؤول أميركي رفيع المستوى من الإدارة الأمريكية" دون أن يحتفظ بالنسخة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه "الحادثة أثارت غضب بولتون الشديد". ومع ذلك ، فقد أكد  مصدر للصحيفة أن نسخة من المستند تم إرسالها في النهاية إلى مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.

 

ويقول المسئولون إن بولتون الذي طالما دافع عن وجود عسكري واسع في جميع أنحاء العالم أصبح عدوا داخليا قويا لاتفاق سلام ناشئ يهدف إلى إنهاء أطول حرب أميركية.

 

ويأتي هذا عقب تقارير تحدثت عن غياب بولتون عن لقاء ترامب الأخير مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وكذلك عن لقاء ترامب عام 2018 مع مسئول كوري شمالي كبير ، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست " الأمريكية.

 

والفجوة بين مواقف بولتون وترامب بشأن قضايا رئيسية أمرٌ معروف، إذ دعم بولتون توجيه ضربات عسكرية استباقية ضد كوريا الشمالية قبل أن يصبح مستشاراً للأمن القومي، وقال إنَّ المسار الدبلوماسي مع بيونغ يانغ «روَّعه».

 

وأثار بولتون غضب الكوريين الشماليين -وحجَّمه ترامب بعدها- بعدما أشار إلى النموذج الليبي لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية. (تخلَّت ليبيا عن أسلحتها النووية، ثُم أُطِيح بزعيمها القذافي وقُتِل).

 

ويرى مراقبون أن مواقف بولتون لا تؤثر على السياسة الأميركية، فلقد قرر ترامب الانسحاب من صفقة مع كوريا الشمالية في قمة هانوي باللحظة الأخيرة، في فبراير  الماضي، بينما كان بولتون لا يعارض اتفاق نزع جزئي للبرنامج النووي لبيونغ يانغ.

 

ثُمَّ هناك القضية السورية، إذ قال بولتون إنَّ الولايات المتحدة ستبقى حتى القضاء على الوكلاء الإيرانيين، ثُمَّ أعلن ترامب بعد بضعة أشهر انسحاباً مُخطَّطاً، في حين لم يُنفِّذ تعهُّد بولتون بصورة كاملة. وفي الوقت نفسه، يتعارض استعداد ترامب للقاء الرئيس الروحاني حسن روحاني مع دعوات بولتون في الماضي، إلى تغيير النظام في إيران.

 

وكان ترامب قد أكد في كلمة له في أغسطس الماضي أن بولتون "صقر بالتأكيد"، وتابع: "أختلف مع جون بولتون كثيرا، لا سيما في نهجه إزاء الشرق الأوسط والعراق، وهو أيّد التدخل في العراق، وأنا أعتقد أن هذا كان خطأ فادحا، وثبت أنني محق، وكنت دائما ضد هذا الأمر".

 

وأشار ترامب إلى أن مستشاره للأمن القومي يؤدي عملا جيدا جدا، لكنه يتخذ بشكل عام موقفا صارما، وشدد على أن الكلمة الحاسمة في جميع القضايا تعود له وحده.

وأوضح: "لدي أشخاص آخرون لا يشاركونه هذا الموقف، لكنني الشخص المهم الوحيد".

 

الدول تبتعد عن "صقر الحرب"

 

وعلى الصعيد الخارجي، يرسل إبعاد بولتون إشاراتٍ إلى نظرائه الدوليين بأنَّه ربما لا يستأهل الانخراط معه. وقد يقود هذا الدول الأخرى إلى التوجه مباشرةً نحو ترامب بدلاً من العمل عبر القنوات القائمة التي أوجدت عملية تدقيق ونقاش لتحديد الجدوى، كما تقول فينوغراد.

لكنَّ الحقيقة هي أنَّ ترامب كان يتجاهل بولتون ومعظم أعضاء فريقه للأمن القومي قبل حتى أن تتصدَّر قضية أفغانستان المشهد وتحتل المركز فيه.

 

وبصفة بولتون مستشاراً للأمن القومي، يجب أن تتضمَّن مسئولياته متابعة ما إذا كانت قرارات الرئيس متسقة مع استراتيجيته المُعلَنة بشأن قضايا بعينها.

 

استراتيجة مهندس الحرب

 

وبولتون، كان قد تولى منصبه فى أبريل من عام 2018، إذ يعد واحداً من صقور المحافظين، فضلاً عن كونه دبلوماسيًا متعصبًا، يؤيد استخدام الولايات المتحدة لقوتها بشكل منفرد، ورافض للدبلوماسية الدولية، كما يؤيد التدخل العسكرى الوقائى، سعياً وراء ما يعتبره مصالح أمريكا.

 

وكما يتضح من تتبع محاضراته ومقالاته لا يميل للحوار السياسي أو المؤامرات السرية ، فهو يصوت دائما للقوةٌ العسكريةٌ ، سواء كانت تلك القوة هي الجيش الأمريكي أو قوة داخلية في الدولة المستهدفة تُدبر انقلابًا عسكريًّا أو دستوريًّا، كما حدث في فنزويلا.

والمثير للتعجب أن بولتون الذي يدعو للحرب  يهرب منها !، حيث استخدم بولتون نفوذ عائلته الجمهورية لتفادي إرساله للقتال مع جيش بلاده في فيتنام، كما أقر هو بتلك الحقيقة في كتاب صدر احتفالًا بالذكرى الخامسة والعشرين لتخرج دفعته من جامعة «يال»، لكنَّه بتناقض غريب استطاع أن يُلقي باللوم على الديمقراطيين الذين رفضوا الحرب، قائلًا: «إنهم أقنعونا باستحالة الانتصار فلم يكن هناك داعٍ إذن ليذهب بولتون».

 

ومع إلقاء وسائل الإعلام الأمريكية الضوء على الخلاف بين بولتون وترامب يبدو أن الصراع المرتقب بين الرجلين لم يعد سرًّا أو تكنهًا، بل المرتقب هو موعد ظهوره للعامة .

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى