[real_title] اقترح مستشارون بارزون في البيت الأبيض توسيع وجود وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) سرًا داخل أفغانستان حال بدء انسحاب قوات دولية من البلاد، إلا أن مسؤولين من الوكالة وآخرين عسكريين أعربوا عن تحفظهم على هذه المقترحات، ما أثار جدالاً داخل صفوف الإدارة يمكن أن يزيد المفاوضات مع جماعة "طالبان" لإنهاء الحرب، تعقيدًا. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين حاليين وسابقين، أن هناك انقسامًا داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب حول مستقبل الوجود الأمريكي في هذا البلد، وأنّ الخلاف يدور خصوصًا حول الدور الذي يمكن أن تلعبه وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، التي تدعم ميليشيات أفغانية خاصة، بعد انسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن صحيفة "نيويورك تايمز" قولها إنّ هذا الانقسام قد يؤدي إلى تعقيد مهمة خليل زاد، وتعريض الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع ممثلين عن "طالبان" للفشل، في حين هو يستعد لعرضها على زعماء أفغانستان بهدف إنهاء الحرب. واقترح كبار مستشاري البيت الأبيض توسيع وجود "سي آي إيه" في أفغانستان بشكل سري إذا بدأت قوات التحالف الدولية بالانسحاب من البلاد، لكي يشكل وجودها ضمانة للولايات المتحدة بعد انسحاب قواتها من هذا البلد. ويشير الاقتراح إلى أن تعمل ميليشيات مدعومة من "سي آي إيه" بصفتها جزءًا من قوة مكافحة الإرهاب التي من شأنها أن تمنع عودة تنظيم "داعش" أو تنظيم "القاعدة"، بعد انسحاب القوات الأمريكية. وتوضّح الصحيفة أنّ البعض يشكِّك في أن تلك الميليشيات التي لا تعرف هويتها والتي يواجه بعضها اتهامات بالقيام بممارسات وحشية، يمكن أن تشكل ضمانة ضد الإرهاب، من دون دعم الجيش الأمريكي. وبحسب تقرير "نيويورك تايمز"، فإنّ مديرة "سي آي إيه" أثارت مخاوف لوجيستية حول الخطة؛ لأنّ عملاء الوكالة الذين يشرفون بشكل مباشر على تلك الميليشيات التي وجدت لملاحقة مقاتلي "طالبان" و"داعش" و"القاعدة" يعتمدون بشكل مباشر على القوات الأميركية في توفير الدعم الجوي والمراقبة والدعم الطبي وخبراء المتفجرات. ويقول خبراء "سي آي إيه"، إنّ تنظيم داعش وخطره لا يبرر زيادة هائلة في الموارد في ظل الموازنة المحدودة، ولا يشكل تهديدًا فوريًّا للغرب، رغم هجماته المتكررة على المدنيين الأفغان ومواصلة القتال مع "طالبان". كما أنّ الإبقاء على هذا الحضور قد يعرّض مستقبلاً الوجود الأمريكي ولو كان سريًّا إلى هجمات مستمرة، قد تتعاظم لاحقًا في ظل انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة الرئيسية. وبحسب التسريبات التي نشرتها الصحافة الأمريكية، فإنّ مفاوضي "طالبان" أصروا على انسحاب عناصر "ي آي إيه" مع القوات الأمريكية في الأشهر أو السنوات المقبلة، شرطًا لنجاح المفاوضات. وفي حين أعلن زلماي خليل زاد، أن الجانبين على عتبة توقيع اتفاق، نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول مطلع على المفاوضات قوله إنّ المحادثات غطت مصير قوات الأمن الأفغانية، لكنها لم تتعامل مباشرة مع الميليشيات التي تدعمها "سي آي إيه".