رغم الوساطة الدولية.. «قنبلة كشمير الموقوتة» فوق فوهة بركان خامد

[real_title] على الرغم من تدخل مجلس الأمن الدولي ومحاولات المساعي الدولية للوساطة بين الدولتين النوويتين لحل أزمة في كشمير.. لا تزال رياح  التصعيد العسكري، بين الهند وباكستان، تهب على الإقليم ، مما يدق طبول الحرب الرابعة بين البلدين .

 

تبادلت الهند وباكستان إطلاق نار كثيف عبر الحدود بينهما السبت، بعد ساعات من عقد مجلس الأمن أول جلسة بخصوص كشمير منذ نحو خمسين عاما؛ إثر إلغاء نيودلهي الحكم الذاتي في القسم الذي تسيطر عليه من الإقليم المتنازع عليه.

 

في تصعيد جديد للصراع، ينذر بالحرب الرابعة، بعد ثلاثة حروب خلال سنوات 1948 و1965 و1971، خلفت قرابة 70 ألف قتيل وعشرات آلاف المفقودين وملايين من النازحين.

 

كشمير الهندية، هي المنطقة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة في الهند، وهو واقع يزعج القوميين الهندوس في حزب «​بهاراتيا جاناتا» الحاكم والمتطرف، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي ​ناريندرا مودي​.. وكان فوز حزب مودي في ​الانتخابات​، التي أجريت الربيع الماضي، حافزا كبيرا للقوميين الهندوس لرفع صوتهم أعلى، والدفع باتجاه فرض السيطرة الهندية الكلية على هذا الجزء من كشمير.

 

 وتدور اشتباكات ومناوشات بشكل متقطع على خط المراقبة الذي يقسّم الإقليم المتنازع عليه منذ نهاية الاستعمار البريطاني عام 1947.

 

ردود فعل

 

وخلال جلسة مجلس الأمن، قال المندوب الصيني إن خطوة الهند سببت توترات في المنطقة، مشيرا إلى أن بلاده لا تعترف بها. لكن نيودلهي جددت تأكيدها أن كشمير مسألة داخلية ولا ينبغي أن تكون موضع تدخل دولي.

 

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكّد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أهمية خفض التوتر بين الهند وباكستان في كشمير من خلال الحوار.

 

وجاء في بيان رسمي أن خان أطلع الرئيس الأميركي على تطورات الأحداث في كشمير، وتحديدًا ما تشكله الممارسات الهندية من تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة، على حد وصف البيان.

 

وأضاف البيان أن عمران خان أطلع ترامب أيضا على أجواء الجلسة التشاورية التي يعقدها مجلس الأمن الدولي بشأن الموضوع.

وصعّد عمران خان -عبر حسابه على تويتر صباح الجمعة- قائلا "إن على حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي العنصرية الهندوسية الفاشية أن تعلم أنه بينما يمكن هزيمة الجيوش والمسلحين والإرهابيين على أيدي قوات متفوقة، يخبرنا التاريخ أنه عندما تتحد أمة وتناضل في سبيل الحرية ولا تخشى الموت؛ لا يمكن لأي قوة أن تمنعها من تحقيق هدفها".

 

وأضاف في تغريدة ثانية "لهذا السبب فإن العقيدة الإقصائية لحكومة مودي التي تسعى لتوطيد هيمنة الهندوس، مع أساليبها الفاشية في جامو وكشمير، ستفشل فشلا ذريعا في محاولتها إخماد نضال الكشميريين في سبيل الحرية".

 

وعقب جلسة مجلس الأمن قال عمران خان: "أرحب باجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع الخطير في منطقة جامو وكشمير"، مؤكدا أن "معالجة معاناة الناس في كشمير وضمان حل النزاع مسؤولية هذه الهيئة الدولية" في إشارة للأمم المتحدة.

 

من جهته، صرح وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في مؤتمر صحفي، السبت، في إسلام أباد، أن باكستان تقيم مراكز لكشمير في عواصم أجنبية "للضغط من أجل الكشميريين وحقهم في تقرير المصير".

 

وقال قرشي، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع المتحدث العسكري آصف غفور، إن القوات المسلحة الباكستانية ستكون مستعدة "للرد بحزم" على أي "عمل مغامر" قد تقوم به الهند في أعقاب اجتماع الأمم المتحدة، وفق ما نقلت "فرانس برس".

 

عودة حذرة للاتصالات

 

من جهة أخرى، بدأت السلطات الهندية  السبت إعادة خدمة الهواتف تدريجيا في المنطقة المضطربة، بعد أسبوعين تقريبا من انقطاع كامل للاتصالات تم فرضه قبل ساعات من قرار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بإلغاء الحكم الذاتي للإقليم.

 

وقال قائد الشرطة المحلية إن 17 من أصل مئة خط هاتفي أعيد تشغيلها السبت، لكن الهواتف النقالة والإنترنت ما زالتا مقطوعتين.

وبسبب خشية الحكومة المركزية من تنظيم احتجاجات واضطرابات، تخضع كشمير -التي باتت تابعة للإدارة الهندية المركزية- لإجراءات مشددة منذ الرابع من أغسطس الجاري، أي قبل يوم من حرمان نيودلهي من الحكم الذاتي.

 

ونُشر عشرات الآلاف من عناصر القوات الهندية الإضافيين، الذين انضموا إلى نصف مليون منتشرين هناك، مما حوّل أجزاء من مركز المنطقة (مدينة سريناغار) إلى حصن تنتشر فيه حواجز الطرق والأسلاك الشائكة.

 

«الحرب الرابعة» فوق فوهة بركان

 

ويرى خبراء عسكريون وسياسيون أن «الحرب الرابعة» أصبحت فوق فوهة بركان خامد، واندلاع حرب بين الهند وباكستان سيعني كابوسا عالميا كبيرا فالطرفان يمتلكان أسلحة نووية تقدّر بنحو 130 رأسا نوويا لكل منهما، ولن يترددا أبدا في استعمالها وهو ما سيعني دمارا هائلا وضحايا لا يمكن تخيّل اعدادهم.

 

وهو ما دفع المنظمات الدولية،الأخذ بزمام الأمور وإعادتها الى نصابها إما بالوساطة أو بجمع الطرفين من أجل حوار مباشر يجنب المنطقة ويلات الحرب.

 

البلدين الجارين والعدوين اللدودين النوويين يقفان تماما على فوهة بركان خامل قد يدفع تبادل لاطلاق نار مثل حادث السبت ، في اندلاع أول شرارة للمواجهة، وهو ما سيجعل منطقة جنوب شرق آسيا أمام نار ستحرق الجميع.

 

والتجربة التاريخية، تدفع المراقبين إلى التشاؤم: فبسبب كشمير بالذات، نشبت في الماضي عدة حروب واسعة النطاق بين الهند وباكستان.

والملاحظ في دائرة التصعيد أن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، استغل  خطاب الاستقلال يوم الخميس 15 أغسطس، ليتطرق إلى قضية إقليم كشمير وجامو، معلنا عن استحداث منصب جديد في الجيش في خضم التوتر مع باكستان.

 

وكشف مودي في إعلان ربما يكون الأكثر إثارة للجدل، عن منصب جديد لرئيس أركان الدفاع، لضمان التنسيق الأفضل بين الجيش الهندي والبحرية والقوات الجوية، على غرار القوات العسكرية الغربية، وهو منصب طالب خبراء الدفاع منذ العام 1999 به، بعدما اقتربت الهند من الحرب مع باكستان بشأن كشمير.

 

وزادت حدة الصراع الهندى الباكستانى مع بروز السباق النووى بينهما، فقد ربطت الدولتان هذا السباق بما يحدث في كشمير، وقامتا في شهر مايور من عام 1998، بإجراء تجارب تفجير نووية، وهكذا أصبح النزاع بينهما محكوما بسقف الردع النووي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى