[real_title] توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل التقارير الغربية الأخيرة عن لقاءات سرية وتعاون أمني بينهما. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد كشفت إن دولة الاحتلال الإسرائيلي والإمارات عقدتا اجتماعين سريين بترتيب من الولايات المتحدة، لتنسيق جهود التصدي لإيران. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المبعوث الأمريكي الخاص لإيران براين هوك هو من نسق الاجتماعين بين الإمارات ودولة الاحتلال ، وأن الاجتماع الأول عُقد في الربيع الماضي، بينما عُقد الثاني مؤخرا. وأضافت أن امتلاك الإمارات قناة دبلوماسية خلفية مع إيران يعقّد جهود الولايات المتحدة لتشديد المواقف ضد طهران. ونقلت عن مسئول أمريكي سابق قوله إنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى مساعدة إسرائيل والإمارات في حمل عدد من الدول العربية والأوروبية على اتخاذ مواقف متشددة تجاه إيران، فإن امتلاك الإمارات قناة دبلوماسية خلفية للتواصل مع طهران حول ما يتعلق بأمن الملاحة يُعقّد هذه المواقف. دفء العلاقات غير الرسمية وذكر إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أخرونوت" العبرية ، أن "أحد اللقاءات المهمة التي عقدت بين مسئولين إسرائيليين وإماراتيين تمت في مايو، والثاني أواخر يونيو، خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إمارة أبو ظبي، ولقائه بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، ثم التقى في يوليو مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، وأخذ معه صورة تذكارية بصحبة المبعوث الأمريكي لإيران بريان هوك". وأضاف في تقرير له أن "العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربي شهدت دفئا متزايدا في الآونة الاخيرة بصورة غير رسمية، خاصة لمواجهة المشروع النووي الإيراني، وتدخلات طهران في الحروب الأهلية التي شهدتها سوريا والعراق واليمن". وأكد أن "اللقاءات الإسرائيلية الخليجية الأخيرة تزيد من إمكانية رفع مستوى التعاون الدبلوماسي والأمني والعسكري بينهما، في ظل الجهود الأمريكية الجارية لتنسيق المواقف والسياسات في المجالات الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارية، لأن هذه الجهود أثبتت جدواها في منع وإحباط تهديدات السايبر والعمليات المعادية التي تخطط لها إيران في دول مختلفة". وأشار إلى أن "اللقاءات الإماراتية الإسرائيلية بصورة خاصة تهدف إلى إقناع دول أوروبية، وفي الشرق الأوسط لاتخاذ خطوات أكثر حدة تجاه إيران، مع العلم أن الإمارات لها قنوات سرية غير رسمية تستطيع إيصال رسائل إلى إيران عبرها". وختم بالقول بأن "تل أبيب رصدت رفض أبو ظبي طلب واشنطن مؤخرا اتهام طهران بالمسئولية عن مهاجمة ناقلات النفط في الخليج العربي، وفي الشهر الماضي أرسلت مبعوثين منها إلى طهران للبحث في الترتيبات الإقليمية لحماية طرق الملاحة البحرية". تبادل معلومات استخبارية ضد إيران غاي آليستر مراسل الشؤون الدولية في موقع ويللا الإخباري، قال إن "اللقاءات الإماراتية الإسرائيلية شهدت تبادل معلومات أمنية واستخبارية تتصل بالتهديد الإيراني، في ظل أن أبو ظبي وتل أبيب تريان في طهران تهديدا مشتركا على أمنهما". وأضاف في تقرير له أن "وزير الخارجية يسرائيل كاتس اتفق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على وضع هدف محدد للسياسة الخارجية الإسرائيلية، يسعى إلى تقوية عملية التطبيع الجارية مع الدول العربية، والعمل على إنجاز اتفاقات سلام بين إسرائيل والدول الخليجية خلال السنوات القادمة". إسرائيل والدول العربية في غرفة مشتركة تسفي يحزكيلي خبير الشؤون العربية قال لصحيفة معاريف، إن "اللقاءات الإماراتية الإسرائيلية الأخيرة تؤكد أنه في حال اندلاع مواجهة عسكرية في المنطقة، فإن إسرائيل والدول العربية ستجد نفسها في غرفة عمليات مشتركة". وأضاف في مقابلة أن "هذا الاحتمال يتزايد في أعقاب زيادة عمليات القصف داخل الأراضي العراقية ضد قواعد عسكرية إيرانية، ويتم نسبها لإسرائيل، ومع ازدياد سخونة الأوضاع في المنطقة، فإن انخراط إسرائيل مع الدول العربية القريبة منها بات احتمالا واردا". وأشار إلى أن "العراق دولة مستقلة ذات سيادة، لكن من الناحية العسكرية فهي مسيطر عليها من قبل الحرس الثوري الإيراني، وفي حال حدوث صدام عسكري، فإن حقائق أخرى ستتضح أكثر على أرض الواقع، لأن القائم فعليا أن الحرب ليس فقط بين إسرائيل وإيران، فهناك السعودية ومصر ودول الخليج" ، بحسب قوله. http://www.youtube.com/embed/qaXtEiV48eU وقبل أيام، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسئولين ومحللين قولهم إن هناك شكوكا بشأن مدى تعويل الولايات المتحدة على الدعم الإماراتي، إذا أدت التوترات الحالية في الخليج إلى حرب مع إيران. وقال مسئولون إماراتيون للصحيفة إن أبو ظبي -التي أيدت قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران- لم يكن في نيتها أن يؤدي هذا الانسحاب إلى مواجهة كتلك التي شهدها الخليج مؤخرا. وأضافت الصحيفة أن من شأن ذلك أن يثير تساؤلات عن قدرة أبو ظبي على أن تكون حليفا يمكن الاعتماد عليه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، لافتة إلى تراجع طموحها الإقليمي مع ارتفاع منسوب التوتر بين واشنطن وإيران. وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات سبق أن أرسلت وفدا من خفر السواحل إلى طهران لمناقشة الأمن البحري، مما وضعها على خلاف مع هدف واشنطن في عزل إيران. ونقلت الصحيفة عن مسئول إماراتي -اشترط عدم الكشف عن هويته- قوله إن الإمارات لا تريد الحرب، مضيفا أن أهم شيء هو الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في هذا الجزء من العالم. وعقدت اجتماعات في 1 أغسطس الجاري بين قائدي خفر السواحل الإماراتي والإيراني في طهران لتعزيز التعاون الحدودي بين البلدين. قائد قوات حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي وقع مع قائد خفر السواحل الإماراتية محمد الأحبابي مذكرة تفاهم لتعزيز أمن الحدود بين البلدين. وقال رضائي إن المذكرة خطوة من أجل حفظ المصالح بين إيران والإمارات، في حين أكد الاحبابي أن المذكرة تؤدي إلى الارتقاء بأمن الحدود لكلا البلدين. كذلك رئيس رابطة التجار الإيرانيين في الإمارات عبدالقادر فقيهي كان قد أكد في 4 أغسطس الجاري أن الإمارات ستعيد منح تأشيرة الدخول للتجار الإيرانيين الذين ألغيت تأشيراتهم في السنوات الأخيرة لأسباب سياسية، ولفت إلى أن هناك انفتاحاً جديداً للتجارة بين إيران والإمارات. وسبق أن أعلنت الخارجية الإيرانية أن مشاركة إسرائيل في تحالف ترعاه الولايات المتحدة في مياه الخليج هو تهديد صريح لأمن طهران القومي، مؤكدة أنها ستتعامل بقوة مع أي وجود إسرائيلي في مياه الخليج ضمن سياساتها الرادعة والدفاعية.