بعد الهبوط التاريخي لـ«اليوان».. ترامب يصنف الصين «دولة متلاعبة بالعملة»

[real_title] في خطوة تاريخية لم يقدم عليها أي من الإدارات الأميركية منذ عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون ، صنفت إدارة دونالد ترامب الصين كدولة تتلاعب بسعر صرف العملة،   في حين تتزايد المخاوف من تصعيد حاد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى هبوط عملات أخرى في المنطقة.

 

قالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان الثلاثاء : إن "وزير المالية ستيفن منوشين، وبرعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صنفا اليوم الصين دولة تتلاعب بسعر صرف العملة، وعلى خلفية هذا القرار[التصنيف]، سيجري الوزير منوشين مناقشات مع صندوق النقد الدولي لإزالة الميزة التنافسية غير العادلة التي أوجدتها الإجراءات الصينية الأخيرة".

 

وجاء القرار الرسمي - وهو الأول منذ قرار إدارة الرئيس بيل كلنتون في العام 1994 – بعد أن ندد ترامب الاثنين بالإجراء الذي اتخذته الصين، بشأن عملتها، إذ سمحت بكين لليوان بتخطي مستوى رئيسي عند سبعة يوانات مقابل الدولار، وذلك لأول مرة في أكثر من 10 سنوات، ما جعل "ترامب" يصف ذلك بأنه "انتهاك كبير".

 

وقال ترامب: "خفضت الصين سعر عملتها إلى مستوى تاريخي متدن تقريبا. هذا يسمى "تلاعبا بالعملة". هل تسمعونني يا مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)؟ هذا انتهاك كبير سيُضعف الصين بصورة كبيرة بمرور الوقت!".

 

الهبوط التاريخي

 

ونشرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، الإثنين، تقريرا حول ما وصفته بـ"الهبوط التاريخي" لعملة اليوان الصيني.

 

وأوضحت أن اليوان هبط بأكثر من 1%، وهو أقل مستوى وصلت له منذ 11 عاما، وسط تزايد المخاوف من تصعيد حاد للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

 

وعللت "فايننشيال تايمز" في تقريرها الهبوط التاريخي لعملة اليوان الصيني، إلى لجوء المستثمرين، بفعل قلقهم من الحرب التجارية، إلى الأصول، التي تعد بالنسبة لهم الملاذ الآمن.

 

وتخطى اليوان، صباح الإثنين، بشكل مفاجئ حاجز 7 يوان مقابل الدولار الأمريكي الواحد.

وتراجع سعر صرف اليوان الصيني في الأسواق الخارجية إلى 7,1085 مقابل الدولار بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة لفرض رسوم جمركية على سلع صينية جديدة بقيمة 300 مليار دولار، مما فاقم التوترات التجارية القائمة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

 

يوم الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء فرض رسوم إضافية بنسبة 10 في المئة على بضائع صينية مستوردة بقيمة 300 مليار دولار، اعتبارا من مطلع سبتمبر  المقبل.

 

والاحد حدد البنك المركزي الصيني سعر صرف اليوان مقابل الدولار عند 6,9225، أي أقل بـ0,33 في المئة مقارنة بيوم الجمعة.
 

وفي أحدث التعاملات نزل اليوان 1.5 في المائة إلى 7.0839 يوان للدولار في التعاملات الخارجية و1.3 في المائة عند 7.0319 مقابل الدولار في التعاملات في الداخل. وهذه المرة الأولى التي يجري فيها تداول اليوان فوق سبعة يوانات للدولار منذ مايو 2008.

 

الحفاظ على الاستقرار

 

وقال يي قانغ، محافظ «بنك الشعب الصيني» المركزي ان بكين لن تستغل عملتها كأداة للتعامل مع اضطرابات خارجية مثل النزاعات التجارية.

 

وذكر في بيان على الموقع الإلكتروني للبنك ان الصين لن تشرع في خفض قيمة اليوان لأغراض تنافسية، مضيفا ان السلطات ستحافظ على استقرار واستمرارية سياسات إدارة الصرف الأجنبي.

 

وأضاف ان سعر صرف اليوان عند مستوى مناسب حاليا يتماشى مع العوامل الاقتصادية الأساسية والعرض والطلب في السوق، مؤكدا ان البنك المركزي لديه الخبرة والقدرة للحفاظ على استقرار العمليات في سوق الصرف الأجنبي.
 

وأوضح المحافظ ان ضعف اليوان يعود إلى «التدابير الأحادية والحمائية»، إضافة إلى توقعات برسوم إضافية على السلع الصينية.
 

وأضاف «رغم تراجع سعر صرف العملة الصينية مؤخرا، إلا أن اليوان أصبح أقوى بنسبة 20 في المئة مقابل الدولار خلال العقدين السابقين، والأقوى بين العملات الرئيسية في العالم».

ورجَّح أن تصبح الصين نقطة ساخنة لرأس المال في العالم لكونها الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي يحافظ على سياسة نقدية طبيعية، بينما خفف الكثير من الاقتصادات المتقدمة سياساتها النقدية.

 

 

عقاب وردود انتقامية

 

وعادة ما يعتبر ترامب، تراجع اليوان أمام سلة العملات الأجنبية، أداة تتبعها الصين، لزيادة تنافسية منتجاتها بالنسبة للمستوردين مقابل السلع الأجنبية المماثلة.

 

وقال كين تشونغ، خبير استراتيجيات العملات في مصرف «ميزوهو» الياباني «يبدو أن زيادة الرسوم الجمركية تشكل مؤشرا لعودة ردود الفعل الانتقامية وتعليق المحادثات التجارية، وبالتالي لا يرى المركزي الصيني أي حاجة للإبقاء على استقرار سعر صرف اليوان على المدى القريب».

 

واتّهم الرئيس الأمريكي مرارا الصين بتعمّد تخفيض قيمة عملتها لدعم صادراتها، ما تنفيه بكين على الدوام.

 

وأحدث ترامب الأسبوع الماضي صدمة في الأسواق العالمية عندما هدد بفرض مزيد من الرسوم الجمركية غداة استئناف واشنطن وبكين المفاوضات الرامية إلى إنهاء النزاع التجاري القائم بين البلدين.

 

وإذا نفّذ ترامب تهديده بزيادة الرسوم بنسبة 10 في المئة اعتبارا من مطلع الشهر المقبل ستصبح عمليا كافة الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة البالغة قيمتها 500 مليار دولار سنويا خاضعة للرسوم.

 

وقال جوليان إيفانز بريتشارد، الخبير في شؤون الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميس» الاستشارية في لندن ان المركزي الصيني «يستخدم عمليا سعر الصرف سلاحا» عبر ربطه قيمة العملة بالحرب التجارية الدائرة مع الولايات المتحدة.

 

وأضاف «إذا افترضنا أن هدفهم هو تخفيف وطأة الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، فهم سيسمحون على الأرجح بمزيد من التراجع في قيمة عملتهم بما بين 5 و10 في المئة في الفصول المقبلة».

وكما هو متوقع وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التراجع الأخير في سعر صرف اليوان الصيني بأنه «تلاعب بالعملة» وألمح إلى أنه يريد أن يتدخل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي )الأمريكي لمواجهة الإجراء الصيني.

 

وتوحي تصريحات ترامب الأخيرة بأنه عازم على حث البنك المركزي على تخفيف السياسة النقدية لمواجهة هذا الإجراء وليس إعطاء توجيهات لوزارة الخزانة للتدخل لإضعاف الدولار.

 

وكان الاحتياطي الاتحادي قد خفض الأسبوع الماضي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في ظل ضبابية الوضع الاقتصادي العالمي وحالة الغموض التي تسببت فيها حرب ترامب التجارية. وألمح مجلس الاحتياطي إلى إمكانية إعلان المزيد من الخفض إذا تتطلب الأمر.

 

يذكر أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة أوجدت حالة من الغموض الذي أثر سلبا في الاقتصاد العالمي، حيث خفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.

 

وأفاد تقرير لوكالة "بلومبيرج" بأن الصين طلبت من الشركات المملوكة للدولة التوقف عن شراء منتجات المزارع الأمريكية، في مؤشر إضافي إلى تصاعد التوتر، بحسب "الفرنسية".

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى