لغز ناقلة النفط المحتجزة لدى إيران.. القصة الكاملة

[real_title] يوماً بعد آخر، تتصاعد التوترات في منطقة الخليج العربي، بين إيران من جهة، وواشنطن وحلفائها من جهة أخرى، توترات اتخذت من "ناقلات النفط" عنواناً جديداً لها.

 

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت طهران أن قوات الحرس الثوري "أوقفت" ناقلة نفط أجنبية، لم تكشف عن اسمها، على متنها طاقم من 12 شخصًا، بتهمة تهريب نحو مليون لتر من النفط الإيراني على يد مهربين محليين لبيعها لزبائن أجانب.

 

ولا يعرف تحديداً ما إن كانت إيران تقصد ناقلة النفط "MT Riah"، التي أبحرت من الإمارات في مياه الخليج، وفقد الاتصال بها في فجر الأحد الماضي، بعد جنوحها نحو المياه الإيرانية.

 

وكانت ناقلة نفط إماراتية اختفت الأحد عندما كانت تبحر عبر مضيق "هرمز" قبل فقدان الاتصال بها، وسط مخاوف بشأن مصيرها، وفق ما أفادت به الثلاثاء وكالة "أسوشييتد برس".

 

ونفت أبو ظبي على لسان مصدر إماراتي مسؤول أية صلة لها بناقلة النفط "MT RIAH " ، بحسب الوكالة الإماراتية للأنباء.

 

فيما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الثلاثاء، إن بلاده سحبت ناقلة نفط أجنبية إلى مياهها الإقليمية، جراء تعرضها لعطل تقني أثناء إبحارها عبر مضيق هرمز.

 

وبذلك يتعارض اعتراف الحرس الثوري اليوم الخميس، بـ "احتجاز" ناقلة النفط مع تصريحات موسوي التي قال فيها إن بلاده قدمت مساعدات لناقلة نفط أجنبية بعد تعرضها لعطل تقني.

 

 

غموض ورسائل

ولكن إن لم تكن الناقلة المفقودة أو المحتجزة على يد إيران إماراتية، فما هي الجهة المالكة لها؟ وإلى ماذا يشير التضارب الإيراني؟.

 

يقول أسامة الهتيمي الخبير في الشؤون الإيرانية إن تصريحات إيران المتضاربة بشأن الناقلة المختفية في مياه الخليج تضفي حالة من الغموض على الحادثة التي ورغم مرور عدة أيام عليها لم يعرف تفاصيلها بدقة، لدرجة أنه لم يتم حتى اللحظة الكشف عن الهوية الحقيقية لملاك الناقلة بعدما نفت الإمارات وبشكل رسمي أن تكون الناقلة تابعة لها.

 

ويضيف الهتيمي في تصريح لـ "مصر العربية" أن هذا الغموض "ربما هو ما يدفع البعض إلى التخمين بأن الناقلة بريطانية خاصة وأن عملية الاحتجاز أو الاختطاف الإيراني لها جاء في أعقاب تهديدات متعددة على ألسنة مسئولين إيرانيين لبريطانيا بالرد على احتجاز الناقلة الإيرانية العملاقة جريس 1 في مياه مضيق جبل طارق الخاضع لسيطرة بريطانيا".

 

كان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، أية الله علي خامنئي، قد هدد قبل يومين بأن بلاده سترد على "قرصنة" بريطانيا واحتجازها ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق.

 

 

واعتبر خامنئي أن بريطانيا "ارتكبت قرصنة وسرقت سفينتنا، مصورة ذلك على أنه قانوني. ولن تدع إيران، ومن يؤمنون بنظامنا، مثل تلك الأعمال تمر دون رد".

 

وفي 4 يوليو الجاري، احتجزت قوات البحرية الملكية البريطانية ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق للاشتباه في أنها كانت متجهة إلى سوريا بما تحمله من نفط، منتهكة بذلك عقوبات أوروبية.

 

 

ويرى الهتيمي أن الغموض والتضارب الإيراني بشأن الناقلة المحتجزة ورغم أنه يمكن أن يسبب حرجا لطهران عبر التقليل من مصداقية تصريحات مسؤوليها، إلا أنه يحمل رسالة مهمة لكل من واشنطن وحلفائها في المنطقة.

 

ويمضي موضحاً "هذه الرسالة مفادها أن لإيران نفوذا كبيرا وواسعا في مياه الخليج وأنه يمكن لها في حال شاءت أن تحدث حالة من الاضطراب في حركة الملاحة في مضيق هرمز وهو بالطبع ما يبعث برسالة سلبية عن مدى قدرة البحرية والقوات الأمريكية المتواجدة بكثافة في تلك المنطقة والتي يبدو أنها بدت عاجزة عن فعل شئ كما هو الحادث سابقا مع حادثتي ناقلات ميناء الفجيرة الأربعة وناقلتي بحر عمان خلال مايو ويونيو الماضيين".

 

وفي مايو الماضي أعلنت أبو ظبي عن  تعرض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة بالإمارات، ثم تأكيد الرياض الشهر الماضي، تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، في بحر عمان، قرب المياه الإقليمية للإمارات.

 

 

 

حرج بريطاني

وبحسب الهتيمي "في حال ثبت أن الناقلة بريطانية فستكون لندن في وضع حرج وستضطر في نهاية الأمر إلى أن تطلق سراح جريس 1 ومن ثم فإنها وفي قادم الأيام ستفكر مئات المرات قبل أن تقدم على تنفيذ مثل هذه العملية بحق ناقلات إيرانية حتى لو كانت متجهة بالفعل بنفطها ناحية الموانئ السورية وهو ما سيمنح إيران فرصة أكبر لإجراء المزيد من عمليات تهريب النفط والتحايل على العقوبات الأمريكية".

 

يشار إلى أن الحكومة البريطانية، كانت قد دعت السلطات الإيرانية  في وقت سابق اليوم الخميس لوقف التصعيد في منطقة الخليج بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة نفط بتهمة التهريب.

 

ونقلت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية عن متحدثة باسم الحكومة (لم تسمها) قولها: "نسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن تقارير احتجاز ناقلة في الخليج".

 

مستقبل التوتر

وتأتي حرب الناقلات هذه إن صح التعبير، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.

 

واتخذت طهران تلك الخطوة، مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.

كما تتهم دول خليجية، في مقدمتها السعودية والإمارات، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية، وهو ما نفته طهران.

 

مع ذلك، يؤكد الهتيمي أن التوتر في المنطقة "تجاوز النقطة الحرجة التي كان يمكن أن يقع فيها صدام مسلح وذلك بعد أن قرر (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب التراجع عن توجيه ضربة عسكرية تأديبة وانتقامية بعد إسقاط إيران للطائرة الأمريكية المسيرة".

 

واعتبر أن هذا التراجع "جاء استجابة لضغوط الإستراتيجيين الأمركيين الذين يتعاطون مع ملف إيران بالكثير من البراجماتية باعتبارها دولة وظيفية مهمة في المنطقة تحقق الكثير من المصالح الاقتصادية والسياسبية والأمنية للغرب في المنطقة".

 

وفي 21 يونيو الماضي أعلن ترامب، أن واشنطن كانت على وشك توجيه ضربات لإيران، لكنه قرر إيقافها قبل موعدها بـ 10 دقائق حفاظا على أرواح المدنيين.

 

وقال الهتيمي في ختام تصريحاته لـ "مصر العربية"، إن "ثمة مباحثات منتظرة بين إيران والأطراف الغربية تستهدف التوصل لصيغة تفاوضية تحفظ ماء وجه طهران المتزعمة لما يسمى بفريق الممانعة وتحقق في الوقت نفسه المصالح الأمريكية في المنطقة".

 

والثلاثاء الماضي أعلن الرئيس الأمريكي حدوث "تقدم كبير" في ما يتعلق بملف إيران.

 

وقال ترامب خلال اجتماع حكومي بالبيت الأبيض، إن "هناك تقدما كبيرا مع طهران"، لافتا إلى عدم سعيه لـ "تغيير النظام في ايران"، بحسب ما نقلت قناة "الحرة" الأمريكية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى