بعد تهديد الحرس الثوري.. هل يمكن لإيران إغراق حاملة الطائرات الأمريكية؟

[real_title] أثار تهديد قائد الحرس الثوري الإيراني حول إمكانية إصابة صواريخ إيران البالستية لحاملات الطائرات في البحر بدقة كبيرة التساؤلات حول إمكانية استهداف إيران لحاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس أبراهام لينكولن".. فهل تستطيع صواريخ طهران إغراقها؟ .

 

قال البريجادير جنرال حسين سلامي في كلمة بثها التلفزيون الإيراني "هذه الصواريخ يمكنها إصابة حاملات في البحر بدقة كبيرة... هذه الصواريخ مصنوعة محليا ومن الصعب اعتراضها وإصابتها بصواريخ أخرى".

 

وأضاف أن التكنولوجيا الإيرانية الخاصة بالصواريخ الباليستية غيرت ميزان القوى في الشرق الأوسط.

وجاءت تصريحاته في أعقاب هجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي مما زاد من التوتر المتصاعد بالفعل بين طهران وواشنطن التي عززت وجودها العسكري في المنطقة.

 

وكانت معلومات استخباراتية أمريكية كشفت مطلع الشهر الماضي أن صواريخ عابرة يمكنها التحليق على ارتفاع منخفض، جرى تحميلها في ميناء جاسك الإيراني على زوارق مدنية خشبية وتثبيتها على منصات إطلاق تشبه الصندوق، ما يؤكد أن طهران كانت تخطط لإطلاقها من تلك الزوارق.

وأضاف مسئول عسكري أمريكي أن زورقين محملين بالصواريخ أبحرا من ميناء جاسك لمسافة تقدر بنحو 200 ميل في المياه الإقليمية الإيرانية شرقا باتجاه ميناء تشابهار، بينما تمت تغطية منصتي الإطلاق خشية اكتشافهما.

 

ولفت المسئول إلى أن الغرض من نشر الصواريخ على متن زوارق مدنية هو نقلها إلى أي مكان في الخليج من دون لفت الأنظار، مؤكدا أن إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ عابر على امتداد سواحلها معدة لأغراض هجومية.

 

وذكرت معلومات استخباراتية لاحقا أن القوارب الخشبية أفرغت من الصواريخ في ميناء تشاباهار بعد نحو عشرة أيام من إعلان الولايات المتحدة عزمها إرسال حاملة الطائرات "يو-أس-أس أبراهام لينكولن" إضافة إلى قاذفات بي-52 الاستراتيجية.

 

وللنظام الإيراني قدرات عسكرية محدودة مقارنة بالأميركية، وبينها الزوارق السريعة والألغام وصواريخ بر-بحر، بقيادة الحرس الثوري، العمود الفقري للقوات العسكرية.

 

"هجوم النحل"

 

وعقب إرسال الولايات المتحدة حاملتي طائرات إلى منطقة الخليج برفقة أربع قاصفات من طراز B-52، الشهر الماضي، تداولت مواقع ناطقة بالفارسية مصطلح "هجوم النحل".

 

ونقل موقع "الحرة"الأمريكي عن "بصيرت" الإيراني تقريرا عن استراتيجية الحرس الثوري الإيراني في مواجهة حاملات الطائرات الأميركية في منطقة الخليج.

 

وقال الموقع الإيراني ان هذه الاستراتيجية ،التي أشار إليها خبراء أميركيون سابقا، تعتمد على تكتيك الحرب غير المتكافئة التي ستتبناها إيران أمام الولايات المتحدة.

 

والحرب غير المتكافئة، تعني استخدام تكتيكات وأساليب عسكرية غير معتادة من أجل تعويض العجز العسكري أمام قوة عسكرية نظامية تقليدية مثل الولايات المتحدة.

 

وتعتمد إيران على هذا التكتيك بحريا من خلال توظيف أسراب القوارب السريعة صغيرة الحجم من طراز "بليد رانر"، بالإضافة إلى الغواصات الصغيرة والصواريخ المثبتة على السواحل والطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات.

وكانت إيران قد اعلنت عام 2010، قدرتها على تصنيع نماذج من قوارب "بليد رانر" محليا، والتي يعتبرها البعض أسرع قوارب في العالم.

 

كما أعلن قائد البحرية بجهاز الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، عام 2017 عن انضمام قوارب من طراز "بافار-2" وهي قوارب سريعة مخصصة للاستطلاع.

 

وذكر فدوي حينها انضمام قوارب مخصصة للهجوم الصاروخي مثل ذوالفقار وطارق وعاشورا، المصممة على طراز قوارب C-14 الصينية.

 

ويعتقد أن هذه القوارب ستشارك في خطط الحرس الثوري للهجوم على حاملة الطائرات، والتي ستقوم بدور استطلاعي قبل انطلاق هجوم القوارب السريعة.

 

وجهزت القوارب السريعة بصواريخ مضادة للسفن، مثل صواريخ "كوثر" ذات مدى يصل إلى 20 كيلومترا، بالإضافة إلى طوربيدات بحرية من طراز "حوت" تصل سرعتها إلى 100 متر في الثانية.

 

 

المهمة المستحلة

 

وتعد حاملات الطائرات تعبيراً عن القوة العسكرية الأميركية، فلا يوجد أي نظام قتالي آخر يتيح للجيش الأمريكي الاستمرار في شن هجمات متواصلة لعدة أشهر بدون الحاجة إلى قواعد أرضية، لذلك فإن حاملات الطائرات العشر التي تمتلكها الولايات المتحدة أساسية في شن العمليات العسكرية عبر البحار.

 

وبتكلفة تزيد عن 10 مليارات دولار، تستطيع حاملة الطائرات أن تقل 5 آلاف بحار وعشرات الطائرات المتطورة، لكن نظريا قد تصبح هدفا سهلا للخصوم حيث من الممكن مهاجمتها في عرض البحر سواء عبر صواريخ أو هجمات جوية أو ألغام وطوربيدات بحرية تنطلق من غواصات ، بحسب "سكاي نيوز".

 

وبحسب لورين ب. تومبسون، المدير التنفيذي للعمليات في معهد ليكسينغتون غير الربحي، فإن احتمال قيام أي عدو بتحقيق ذلك فعليًا دون استخدام الأسلحة النووية يقترب جدًا من الصفر، للأسباب الخمسة التالية:

 

سريعة ومرنة

تهيمن حاملات الطائرات من طراز نيمتيز على الأسطول الحالي للولايات المتحدة، و هي مثل حاملات فورد التي ستحل محلها، تعد أكبر سفن حربية يجري بناؤها على الإطلاق.

 

ويصل ارتفاع حاملة الطائرات نحو 250 قدما، ولديها مقصورات مقاومة للماء وآلاف الأطنان من الدروع.

 

ومن غير المتوقع أن يتسبب تفجير ما أو لغم بحري في أضرار جسيمة.

 

ومع وجود المئات من المقصورات المقاومة للماء وآلاف الأطنان من الدروع، من غير المحتمل أن يتسبب أي نسف أو لغم تقليدي في أضرار جسيمة.

 

ولأن حاملات الطائرات تتحرك باستمرار عند نشرها بسرعة تصل إلى 35 ميلًا في الساعة - بسرعة كافية لتجاوز الغواصات - من الصعب العثور عليها وتتبعها.

 

استشعار ودفاعات

يتم تجهيز حاملات الطائرات في الولايات المتحدة بدفاعات نشطة وغير نشطة واسعة النطاق لمواجهة التهديدات مثل صواريخ كروز المنخفضة المضادة للغواصات.

 

وتشمل هذه مجموعة من أجهزة استشعار عالية الأداء، وصواريخ موجهة بالرادار ومدافع غاتلينج 20 ملم التي تطلق 50 طلقة في الثانية الواحدة.

 

ويتضمن الجناح الجوي للحاملة أكثر من 60 طائرة وسربًا من طائرات الإنذار المبكر التي يمكنها اكتشاف التهديدات القريبة (بما في ذلك مناظير الرادار) عبر مسافات شاسعة وطائرات هليكوبتر مجهزة للحرب المضادة للغواصات والحرب المضادة للأسطح والألغام.

وتتم السيطرة على جميع المستشعرات الدفاعية للأسلحة والأسلحة معًا من خلال مركز قيادة على متن الطائرة للقيام بعمل منسق ضد الخصوم.

 

وعادةً ما تنتشر حاملات الطائرات كجزء من "مجموعة ضاربة" تضم سفنا حربية مزودة بصواريخ موجهة متعددة المهام القتالية.

 

وتخضع هذه الصورايخ لنظام إيجيس، أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً في العالم، وهو قادر على ضرب كل تهديد محتمل، بما في ذلك الصواريخ الباليستية.

 

ويرتبط هذا النظام الدفاعي بأنظمة هجومية ودفاعية أخرى على متن المقاتلات الأميركية التي يمكنها ضرب الغواصات والسفن السطحية والألغام العائمة أو مهاجمة أجهزة استشعار العدو اللازمة لتوجيه الصواريخ الهجومية.

 

ويمكن لهذه السفن الحربية أن تتجنب بسرعة أنظمة العدو المستخدمة لتعقب المجموعة الضاربة.

 

وغالبًا ما تشتمل المجموعة على حاملة طائرات وغواصة هجومية شبحية أو أكثر من أجل التغلب على التهديدات البحرية والسطحية.

 

 فشل الإغراق

يشكك بعض الخبراء في قدرة إيران على تدمير حاملات الطائرات الأمريكية حتى باستخدام "تكتيك النحل"، كالباحث المتخصص في شؤون الأمن والدفاع، كايل ميزوكامي.

 

يقول ميزوكامي في مقاله بمجلة "ناشيونال إنترست"، إن البحرية الإيرانية تولي اهتماما خاصا في كيفية إغراق حاملة الطائرات، ففي يناير 2015، ادعى قائد البحرية الإيرانية بالحرس الثوري علي فدوي، قدرة قواته على إغراق حاملات الطائرات الأميركية.

 

وفي الشهر اللاحق، أثناء النسخة التاسعة من مناورات "النبي الأعظم" الإيرانية التي أجريت في مضيق هرمز، استخدمت أسراب من الزوارق وصواريخ مضادة للسفن وألغام، بالإضافة إلى إنزال قوات كوماندوز لإغراق مجسم ضخم يحاكي حاملة طائرات أميركية.

 

لكن الأمر ليس بهذه السهولة، إذ أن نطاق مرمى الأسلحة الإيرانية لا يصل لحاملات الطائرات الأميركية، فمدى صاروخ الدفاع الساحلي الإيراني "غدير" يصل إلى 186 ميلا فقط، أي أقل من مدى صاروخ مقاتلة F/A-18E/F أميركية، وينطبق الأمر على السلاح الجوي الإيراني أيضا، بحسب "الحرة" الأمريكي.

 

أما المشكلة الثالثة تتمثل لعدم اقتراب حاملات الطائرات الأميركية من القوات الإيرانية بشكل يجعلها هدفا لمرمى النيران.

 

والمشكلة الرابعة التي ستواجه إيران، هي مدمرات الصواريخ الموجهة من طراز "أرلي بورك"، التي تحوي نظام تصد للصواريخ البالستية، بالإضافة إلى نظام رادار "إيجيس" المتطور، وبذلك تكون الحاملة محمية من الصواريخ البالستية.


جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى