[real_title] مع انطلاق معركة انتخابات زعامة حزب المحافظين البريطاني خلفا لتيريزا ماي ، سيكون الرئيس الجديد هو رقم 27 في قائمة الزعماء المنتخبين للحزب منذ نشأته عام 1809.. فكيف سيتم اقتراعه؟ وما هو الجدول الزمني لتعيين رئيس وزراء بريطاني جديد؟. أعلن 11 مرشحا (9 رجال وامرأتان)، الاثنين ترشحهم لقيادة حزب المحافظين، حيث سيتولى الفائز من بينهم حكمًا منصب رئيس الحكومة، حتى انتهاء ولاية مجلس العموم الحالي العام 2022، إذا لم تقع ظروف طارئة تتم معها الدعوة لانتخابات مبكرة. وستكون مهمة رئيس الحكومة الجديد إنجاز خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح ماي في تحقيقه في الموعد الذي كان محددًا في 29 مارس، واضطرت إلى إرجائه إلى 31 أكتوبر. المرشح الأوفر حظًا مع بدء سباق الترشح هاجم العديد من المرشحين منافسهم الأوفر حظًا بوريس جونسون لجهة تصريحاته بشأن بريكست واعتراف مرشح آخر بأنه تعاطى الكوكايين. وبدأ العديد من المرشحين حملتهم بمهاجمة استراتيجية بوريس جونسون في ملف بريكست. واكد أحدهم وزير الخارجية جيريمي هانت الطابع "الجدي" لترشحه في مواجهة جونسون المعروف بارتكاب الاخطاء. وقال هانت الذي حظي بدعم وزيرة الدفاع الرافضة لبريكست بيني مورداونت إن الزعيم الجديد لحزب المحافظين عليه ان يتقن "فن التفاوض وليس فن الخطاب الفارغ من أي مضمون". وفي عطلة نهاية الأسبوع، أكد هانت أنه "واثق تماما من أنه إذا تبنينا الأسلوب الصحيح في هذا الشأن، فإن الأوروبيين سيكونون مستعدين للتفاوض"، مستندا في ذلك إلى حديث يقول إنه أجراه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. بدوره، اعتبر دومينيك راب الوزير السابق لبريكست واحد اشد المدافعين عن الخروج من الاتحاد الأوروبي "لن نحقق بريكست بثرثرات". http://www.youtube.com/embed/VGYlYNsEf-Y والترشح الجدي يراهن عليه ايضا وزير البيئة مايكل غوف. لكن مصداقيته باتت على المحك حين أقر بانه تعاطي الكوكايين مع تأكيده علنا انه ضد استخدام هذا المخدر. وهدّد جونسون نهاية الاسبوع في مقابلة مع صحيفة "صانداي تايمز"، بعدم دفع فاتورة بريكست، وهو مبلغ يقدر بما بين أربعين و45 مليار يورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده. وردت أوساط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إن "عدم تنفيذ موجبات الدفع، هو عدم احترام للالتزامات الدولية الموازي للتخلف عن سداد ديونها السيادية، مع عواقب نعرفها". وكررت الدول ال27 أنها لن تغير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه في نوفمبر بين لندن والمفوضية ورفضه النواب البريطانيون ثلاث مرات. ويعد جونسون أيضاً لخفض الضرائب للبريطانيين الذين يجنون أكثر من 50 ألف جنيه (56 ألف يورو)، في إجراء تُقدّر كلفته ب،9,6 مليار جنيه (10,8 مليار يورو) سنوياً وسيتمّ تمويله بشكل جزئي من مدخرات الحكومة لاحتمال حصول بريكست من دون اتفاق، حسب ما ذكرت صحيفة "التلغراف" الاثنين. وبوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي وبالعمل على توحيد بلده، يقدم جونسون نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين لهم هما حزب بريكست الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين في أكبر حزب معارض. http://www.youtube.com/embed/y7YU2-TpvH4 وحزب المحافظين يواجه في الواقع صعوبة كبيرة. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من يونيو، أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية وهي نتيجة مهينة، لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية، المرتبة الرابعة ولن يحصل على أكثر من 18 بالمئة من الأصوات. وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ بريكست بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في يونيو 2016 الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي. عملية الاقتراع ستمر انتخابات الزعيم الجديد لحزب المحافظين بثلاث مراحل، أولها يوم الخميس 13 يونيو الحالي، وهو يوم حرج للغاية لجميع المتنافسين، حيث يتم التصويت الأول للنواب. بناء عليه، يتمّ استبعاد المرشحين الذين حصلوا على أقل من 17 صوتاً. وإذا حصل جميعهم على أكثر من هذا العدد، يتمّ استبعاد المرشح الذي يحصل على أقل عدد من الأصوات. وفي 16 يونيو سيجري المرشحون المناظرة التلفزيونية الأولى على قناة "تشانل 4". وسيصوت نواب المحافظين مجدداً يوم الخميس 19 يونيو، وبعد ذلك ستتكرر العملية يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع لحين الوصول إلى مرشحين اثنين فقط. وبعد ذلك تختار القاعدة الأكبر التي تضم نحو 160 ألف عضو من أعضاء المحافظين بين هذين المرشحين في تصويت عبر البريد. وينبغي أن يكون الناخب المشارك في التصويت عضواً في حزب المحافظين لأكثر من ثلاثة أشهر. وفي 22 يونيو ستجري المناظرات الأولى أمام أعضاء الحزب المحافظ. وفي 28 و29 يونيو ، تعقد قمة مجموعة العشرين في أوساكا في اليابان التي يُفترض أن تشارك فيها تيريزا ماي كرئيسة للحكومة مستقيلة. وتحتفل ماي في 13 يوليو بالذكرى الثالثة لتولي تيريزا ماي رئاسة الحكومة البريطانية.وفي يوم 22 يوليو يتم الاعلان عن الفائز، حيث سيتولى منصب رئيس الحكومة، ويشارك في آخر جلسة لمجلس العموم التي عادة ما تخصص لتوجيه أسئلة لرئيس الحكومة من النواب وهي جلسة PMQs قبل انتهاء فترة العموم في العطلة الصيفية. ومن 25 إلى 27 أغسطس تعقد قمة مجموعة الدول السبع في بياريتز في فرنسا الذي يُفترض أن يشارك فيها رئيس الوزراء الجديد. ويجري من 29 سبتمبر إلى 2 أكتوبر المؤتمر السنوي للمحافظين في مانشستر، الذي يُفترض أن يلقي خلاله رئيس الوزراء البريطاني الجديد خطاباً. وتعقد في 17 و18 أكتوبر قمة أوروبية في بروكسل يحضرها رئيس الوزراء البريطاني في حال لم يكن بريكست قد نُفّذ. ويعتبر 31 أكتوبر هو موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ما لم يحدث إرجاء جديد. الحزب المحافظ حزب المحافظين، هو حزب بريطاني ينتمي ليمين الوسط، وكان نشأ رسمياً بعد سنّ قانون الإصلاح السياسي عام 1832 ليحل محل الحزب (التوري) الذي كان منذ إنشائه في القرن السابع عشر حزباً مؤيداً للملك. ويعتبر حزب المحافظين أفضل الأحزاب السياسية تنظيماً في بريطانيا وله لجان في جميع الدوائر الانتخابية. وينتهج الحزب سياسة تقليدية مُحافظة تعمل على تقليص دور الدولة في النشاط الاقتصادي، وتصفية القطاع العام، مع التشديد على مكافحة الجريمة ووضع ضوابط وقيود على الهجرة إلى بريطانيا، وخارجياً يؤيد الحزب الإبقاء على الإدارة البريطانية المباشرة لايرلندا واتباع سياسة دفاعية قوية ودعم الروابط مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعمل على تحقيق الوحدة الأوروبية من خلال خطوات تدريجية محسوبة. وسيطر الحزب على الحكم في بريطانيا في فترة ما بين الحربين العالميتين، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت السلطة متداولة بينه وبين حزب العمال لفترات تطول أو تقصر حسب درجة تمسك كل حزب ونوعيه قياداته.