«رفع المعاناة» و«تحرير القدس» دعاء معتكفي ليلة القدر في غزة

«رفع المعاناة» و«تحرير القدس» دعاء معتكفي ليلة القدر في غزة
«رفع المعاناة» و«تحرير القدس» دعاء معتكفي ليلة القدر في غزة

[real_title] سيطر الدعاء، بإنهاء معاناة وحصار قطاع غزة، ونصرة المسجد الأقصى، وتحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وحقن دماء المسلمين، على أجواء اعتكاف ليلة القدر في مساجد القطاع فجر السبت.

وأحيا مئات الآلاف من الفلسطينيين "ليلة القدر" في مساجد غزة التي تعيش في ظل ظروف معيشية واقتصادية وإنسانية قاسية جراء الحصار والانتهاكات الإسرائيلية.

وجرت العادة على تحري "ليلة القدر"، ليلة 27 رمضان، لكونها إحدى ليالي الوتر في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، التي ورد فيها حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنها الأقرب لأن تكون إحدى لياليها.

ولم تتسع المساجد للكم الكبير من المصليين الذين اضطروا للصلاة في ساحات وأروقة هذه المساجد والطرقات المجاورة لها.

وتوحد المعتكفون في غالبية مساجد القطاع على الدعاء بـ "اللهم احقن دماء المسلمين"، و"اللهم حرر المسجد الأقصى المبارك"، و"اللهم حرر الأسرى من سجون الاحتلال"، و"اللهم ارفع المعاناة عن أهل غزة".

وفي المسجد "العمري" بمدينة غزة، أكبر مساجد القطاع، تخلل الليلة الصلاة وقراءة الابتهالات والدعاء وتلاوة القرآن بالإضافة لتوزيع مشروبات على المعتكفين واختتام الليلة بطعام السحور.

ولم يختلف مسجد "السيد هاشم" الذي يعد من أقدم المساجد في مدينة غزة، كثيراً عن "العمري" إلا أن بعض العلماء شاركوا بدروس دينية وقراءة لابتهالات ومدائح نبوية أبكت العشرات من المعتكفين.

وكان مسجد "الحساينة" المطل على شاطئ بحر مدينة غزة، والذي بني قبل نحو عام وفق أحدث الطرز المعمارية الإسلامية، أحد أكثر المساجد التي اكتظت بالمصلين نظرا لما يتمتع به من جمال معماري، ولانخفاض درجات الحرارة فيه كونه قريب من البحر.

وخصص الشبان المنظمون لليلة الاعتكاف في معظم مساجد قطاع غزة برنامجا ومكانا خاصا للأطفال خشية من إزعاج بقية المعتكفين.

واستغل الدعاة والخطباء ليلة القدر بالحديث عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ العام 2006، وحث الناس على ضرورة التكافل والصبر والتضرع إلى الله بأن يرفع هذه الأزمة.

وتحدث بعض العلماء خلال دروسهم الدينية عن المخاطر التي يواجهها المسجد الأقصى ومدينة القدس بفعل الاحتلال الإسرائيلي.

وتعمل إسرائيل على تكريس احتلالها لمدينة القدس الشرقية، خاصة في ظل اعتبار الولايات المتحدة، القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة باحتلال المدينة، من عام 1967.

كما تناولت الخطب القصيرة التي شهدتها مساجد القطاع، التحذير من "محاولات الولايات المتحدة تصفية القضية الفلسطينية وانتهاك حقوق الفلسطينيين من خلال خطتها للسلام" المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، والتي يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع القدس وحق عودة اللاجئين.

ويقول الشاب محمود رضوان (29 عاما)، الذي كان معتكفا في المسجد "العمري" بمدينة غزة: "لم تصمت أصوات المعتكفين طوال الليل عن الدعاء برفع الحصار عن غزة وإنهاء معاناة أهلها وتحرير القدس والمسجد الأقصى من الاحتلال".

ويضيف رضوان لمراسل الأناضول: "سكان غزة يعيشون في ظروف قاسية وبائسة للغاية لم يعيشوها من قبل ولا يملكون سوى الدعاء لذلك تكتظ المساجد بالمعتكفين الذين يتمنون من الله أن يرفع عنهم هذه المعاناة".

وأعرب الشاب الفلسطيني عن أمله بأن تنعم غزة بالسلام، وتفشل الخطط الإسرائيلية والأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

وفي أحد زوايا مسجد "الحساينة" انهمك عجوز بالدعاء والبكاء وحيدا قبل أن يتوجه لتناول وجبة سحور خفيفة قدمها منظمو الاعتكاف بالمسجد.

ويقول العجوز جمال الحطاب (69 عاما): "على مدار حياتي لم تشهد غزة مثل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها. دعوت الله أن يفرج عن أهل القطاع ويحسن أحوالهم".

ويضيف الحطاب لمراسل الأناضول: "أكثر ما يلفت النظر في ليلة القدر هذا العام، هو اكتظاظ المساجد بالمعتكفين بشكل كبير خاصة من فئة الشباب والأطفال، نتمنى أن يستجيب الله دعائنا ودعاء هؤلاء الشباب والأطفال وينهي معاناتنا".

وتفرض إسرائيل حصارًا على سكان غزة، وهم أكثر من مليوني نسمة، منذ فوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية، يناير 2006، وشدّدته في العام التالي، إثر سيطرة "حماس" على القطاع، ضمن خلافات مع حركة "فتح" ما تزال مستمرة.

وتبلغ نسبة البطالة في غزة نحو 52 بالمئة، وتخطت نسبة الفقر الـ80 بالمائة، حسب أحدث الإحصائيات الصادرة عن كل من المركز الفلسطيني للإحصاء (حكومي)، واللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة (غير حكومية).

وفقا لتقرير أصدره برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن نحو 70 بالمئة من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي. -

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى