[real_title] رغم حلول شهر رمضان الفضيل،إلا أن الجزائريون رفضوا رفضًا قاطعًا "الصوم" عن الحراك والمسيرات السلمية والتظاهر، فرمضان الجزائريين سيكون مختلفًا تمامًا هذا العام ، بعد أن قرروا الاستمرار في حراكهم الشعبي، الذي انطلقوا فيه منذ ثلاثة شهور تقريبًا للمطالبة برحيل "النظام" بكل رموزه ومحاسبة الفاسدين.
ويطالب المتظاهرون بالتغيير الجذري للنظام، ورحيل عبد القادر بن صالح، الرئيس الجزائري المؤقت، ونورالدين بدوي، رئيس الوزراء ، كما يطالب المحتجون بشخصية توافقية لإدارة المرحلة الانتقالية والتحضير لانتخابات شفافة تمكن الجزائريين من اختيار رئيسهم بكل حر، مبدين رفضهم للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الرابع من يوليو.
"مافيا 4"
تجمع آلاف الطلاب الجزائريين مع أساتذتهم، كما كل يوم ثلاثاء، بوسط العاصمة الجزائرية، في أول مظاهرة خلال شهر رمضان، مؤكدين على استمرار الحراك والتجمع خلال شهر رمضان.
وبدأ التجمع بمئات الطلاب خرجوا من الجامعة المركزية غير البعيدة عن ساحة البريد المركزي، نقطة التقاء كل المتظاهرين منذ انطلاق الاحتجاجات في 22 فبراير، قبل أن يلتحق بهم الآلاف من مختلف الجامعات ، بحسب " أ ف ب".
وردّد الطلاب شعاراتهم المعتادة "ارحلوا جميعا" وكذلك "ماكنش انتخابات ياالعصابات" بمعنى (لا يوجد انتخابات يا نظام العصابات)، ردا على تمسك رئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، ورئيس الدولة الانتقالي، عبد القادر بن صالح، بتنظيم الانتخابات في الرابع من يوليو، كما جاء في خطاب للأخير الأحد، عشية أول يوم من شهر رمضان.
وجاءت تظاهرة الطلاب غداة اعتقال وسجن ثلاثة من أبرز وجوه نظام بوتفليقة المستقيل في 2 أبريل، وهم شقيق الرئيس ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة ومسؤولا الاستخبارات سابقا، الفريق محمد مدين واللواء عثمان طرطاق.
وأشار الطلاب إلى ذلك بلافتة كبيرة حملت صور الفريق مدين وسعيد بوتفليقة مع صورة قايد صالح، مع عبارة "مافيا 4".
وشرح إلياس، طالب الهندسة المدنية، ما رمت إليه اللافتة، بقوله إنها "تشير إلى أن قايد صالح جزء من النظام الذي يحارب عصابة سعيد بوتفليقة والجنرال توفيق (الفريق مدين)" أما "مافيا 4" فتشير إلى لعبة الفيديو المشهورة التي وصلت إلى "مافيا 3" وهؤلاء "أبطال النسخة الجديدة".
وغادر الطلاب ساحة البريد المركزي التي احتلتها قوات الشرطة المنتشرة بأعداد كبيرة، للسير في الشوارع المحيطة، حاملين لافتات تشير إلى تخصصاتهم، الطب والكيمياء والهندسة على وجه الخصوص، ثم تجمعوا مرة أخرى أمام الجامعة المركزية.
وقال خير الدين، الطالب سنة ثانية تخصص كيمياء، "سنواصل المسيرات والمظاهرات سواء في رمضان أو غير رمضان، حتى نتخلص من العصابة الحاكمة ونحاسب الفاسدين".
وبجانبه وقف أستاذه صدّيق آيت، وهو يحمل يافطة بالإنجليزية كتب عليها "إذا كنتم تعتقدون أننا تعبنا، فأنتم مخطئون"، وأوضح "صحيح أننا صائمون والجو حار نوعا ما لكننا نريد أن نمرّر رسالة للسلطة بأن التعبئة مستمرة ولن نصوم عن الحراك".
وجاء حراك الطلاب واستمرارهم في التظاهر لعطي مؤشر حول مصير التظاهرات والحراك خلال فترة الصيام في الشهر الكريم.
إفطار جماعي وسهرات رمضانية
واقترح "تجمع الشباب الجزائري" (المعروف بتسمية راج بالفرنسية) أساليب جديدة للتظاهر لإبقاء فتيل الاحتجاجات مشتعلا خلال شهر الصيام.
ويرى رئيسها عبد الوهاب فرساوي أن الحراك الشعبي لن يضعف ولن يتوقف. بل سيزداد كثافة ووتيرة.
وقال في حوار مع موقع "كل شيء عن الجزائر": "بالنسبة لي لن يكون هناك إضعاف للحراك ولا توقف. الشعب لن يعود إلى منزله بحجة أننا في شهر رمضان".
وأضاف: "المظاهرات ستستمر ولكن بطرق أخرى، مثل تنظيم عمليات إفطار جماعية في الشوارع والأحياء ومسيرات وتجمعات ليلية بعد الإفطار".
وأردف فرساوي عبد الوهاب: "شهر رمضان هو فرصة لفتح النقاش حول مفهوم الجمهورية الجديدة التي يريد أن يبنيها الشعب الجزائري. فلن يكون هناك تراجع للحراك أو توقف".
وأوضح :" أن عددا كبيرا من المظاهرات سيتم تنظيمها ليلا خلال هذا الشهر"، مشيرا "الشعب الجزائري سيحتل الساحات العامة بشكل حضاري ومدني وينظم نقاشات وحوارات تهدف إلى إعادة الاعتبار للسياسة".
وشرع بعض الناشطين في الجمعيات بالجزائر العاصمة في التفكير في حلول جديدة لإبقاء التعبئة الشعبية في شهر رمضان كما هي حاليا.
ففي حوار مع فرانس24، قال عبد النور باكور وهو ناشط في جمعية بنفس المدينة: "لغاية الآن لم نتفق على صيغة جديدة للمظاهرات. قررنا مع ممثلين آخرين في أحياء الجزائر العاصمة إبقاء موعد مظاهرة الجمعة المقبل بنفس التوقيت وسنرى بعد ذلك نسبة الإقبال".
وواصل: "إذا لاحظنا أن عدد المتظاهرين تراجع بشكل لافت مقارنة بالمظاهرات السابقة، سنشرع في تنظيم عمليات إفطار جماعية في أحياء العاصمة وندوات ليلية في الساحات العامة"، طالبا من سكان المدن الأخرى إلى القيام بنفس الشيء.
ودعا عبد النور باكور إلى "عدم ربط نجاح أو فشل المظاهرات بعدد المشاركين فيها، بل بالنقاشات والحوارات التي يمكن أن تنظم وبالمستوى العالي والراقي للمتظاهرين وقدرتهم على فهم رهانات وتحديات الفترة التي تمر بها الجزائر".
وإلى ذلك، أكد حسني عبيدي المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن مظاهرة الجمعة السابقة كانت بمثابة اختبار حول إمكانية الحراك الشعبي لمواصلة أم لا التعبئة خلال شهر رمضان وقدرته على احتلال المواقع العامة رغم المشاكل الأمنية التي يمكن أن تطرح خلال الليل.
من ناحيته، أكد عبد الكريم بودراع، الناطق الرسمي لتجمع "نبني" وهو تجمع يقترح حلولا سياسية واجتماعية ويقوم بتحليل الأوضاع في الجزائر، أن المظاهرات ستستمر خلال شهر رمضان لأن الشعب لا يمكن أن "يتراجع إلى الوراء" حسب تصريح لموقع "كل شيء عن الجزائر".
وأضاف: "لدينا معلومات أن جمعيات ومنظمات جزائرية ستنظم وستشارك في مسيرات شعبية يوم الجمعة المقبل. ربما طريقة التنظيم ستختلف مقارنة بالمظاهرات السابقة، لكن هناك تأكيد بأن هناك جزائريون سيخرجون إلى الشارع للقول لا للنظام الجزائري الحالي". وأنهى: "الجزائريون أكدوا أنهم ضد العنف واختاروا الطريقة السلمية، بالتالي سيخرجون إلى الشوارع للتظاهر لأن هذه هي الطريقة التي اختاروها للتعبير عن مواقفهم".
هذا، وفي خطابه الأحد، تمنى الرئيس الانتقالي عبد القادر صالح رمضانا كريما للجزائريين فيما دعاهم إلى التصويت خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 يوليو/تموز المقبل لتغيير الوضع.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري