يوم التهدئة الأول وتصعيد التهديدات.. تعرف على كواليس وبنود هدنة غزة المفاجئة

[real_title] رغم الوعيد والتهديدات الإسرائيلية لـ «حماس» وأهل غزة، فوجئ العالم بالإعلان عن وقف إطلاق نار في قطاع غزة ، بعد يومين من المواجهات العنيفة، فيما يعتقد محللون أن جولة المواجهات الأخيرة هي "بروفة" لحرب مقبلة..  فما هي بنود الاتفاق .. ولماذا استجابت إسرائيل لطلبات حماس؟.

 

 بعد عدة أيام من قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة؛ رداً على الصواريخ التي استهدفت الساحل الاسرائيلي، صرح  أبو مجاهد البريم، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، بأن جهوداً مصرية وأممية ووساطة قطرية نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ صباح أول أيام شهر رمضان المبارك، بعد أن استُشهد 31 فلسطينيًا ومقتل 4 إسرائيليين.

بنود الاتفاق

 

نشرت قناة "كان" الإسرائيلية مساء الإثنين، ما قالت إنها بنود اتفاق التهدئة بين قطاع غزة ودولة الاحتلال، مشيرة إلى أن الأخيرة وافقت على إدخال 30 مليون دولار لصالح حركة حماس في غزة.

 

وقالت القناة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "وافق على إدخال 30 مليون دولار من قطر لصالح لحركة حماس في قطاع غزة، ضمن بنود اتفاق التهدئة بين الطرفين".

 

وأشارت إلى أن من بين بنود اتفاق التهدئة،"التزام حركة حماس بكبح جماح حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي تتهمها إسرائيل بمحاولة افتعال مواجهة عسكرية معها بإيعاز إيراني".

 

وتضمن الاتفاق، "تخفيض حركة حماس لأنشطة مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة، مع التزام إسرائيل بعدم استهداف المتظاهرين المشاركين في هذه المسيرات".

ويشمل الاتفاق أن يكون وقف إطلاق النار «متبادلا ومتزامنا»، يلتزم به الجميع بما ورد من بنود في تلك التفاهمات التي جرى التوصل إليها في نوفمبر الماضي، وجرى خرقها من قبل إسرائيل أكثر من مرة، إضافة إلى وقف استهداف الصيادين والمزارعين والمتظاهرين في المسيرات السلمية شرق القطاع.

 

وبموجب الاتفاق الجديد تعهدت إسرائيل في نهاية المطاف، كما جرت العادة كل مرة، بتنفيذ التفاهمات الخاصة بتخفيف إجراءات الحصار المفروض على القطاع خلال أسبوع، وفق ضمانات الوسطاء، بعد رفض المقاومة، بمبدأ «الهدوء مقابل الهدوء» وترك تنفيذ بنود التفاهمات لـ «التقييم الإسرائيلي» للظروف والميدان.

 

ولم تعقب حركة حماس على التقارير الإسرائيلية، إلا أنها حذرت في وقت سابق، من أن مماطلة إسرائيل في إدخال الأموال القطرية لغزة، والتنصل من استحقاقات التهدئة سيدفع المنطقة إلى التصعيد.

 

لكن دولة الاحتلال الإسرائيلي ترى أن وقف إطلاق النار بهذه الصيغة ليس كافياً؛ إذ تريد من القاهرة لعب دور أكبر من ذلك، بحسب تحليل كتبه تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط بصحيفة "هأرتز" الإسرائيلية.

 

وقضى رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، ثلاثة أيام مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيى السنوار، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، من أجل التوصل إلى هدنة بين غزة وإسرائيل والتي تم الاتفاق عليها بالفعل بوساطة قطرية ودور مصري.
 

وكانت رحلة كامل تهدف إلى دفع حماس والجهاد الإسلامي إلى التنسيق والالتزام بالاتفاقات التي توصلتا إليها قبل ثلاثة أشهر والوقف الفوري لإطلاق النار على إسرائيل، والحد من مسيرات الاحتجاج على طول السياج الحدودي، ووضع أسس المرحلة المقبلة من التهدئة الأطول أجلاً وإعادة التأهيل الاقتصادي لغزة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

 

أما على الجانب الآخر، يتعين على مصر أن تتعامل مع تراجع إسرائيل عن –أو عدم التزامها الكامل بتطبيق- الاتفاقات، واستئناف توصيل المعونات الخارجية لقطاع غزة، والعودة إلى حدود الـ15 ميلاً (24 كيلومتراً تقريباً) لمنطقة الصيد وتخفيف الحصار بصورة كبيرة.

 

لكن بحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن المجال الزمني أمام إسرائيل ضيق. فهناك مناسبات مقبلة تتمثَّل في ذكرى قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الذي يوافق ذكرى النكبة (للفلسطينيين)، ناهيك عن مسابقة يوروفيجن الغنائية المرتقب إقامتها في إسرائيل والتي تحاول الفصائل الفلسطينية استغلالهما لتحقيق تنازلات من قبل تل أبيب.

 

 

الهدوء لن يدوم

 

وفي المقابل ، أشارت تقييمات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن الهدوء في قطاع غزة لن يدوم طويلا، وأن القتال قد يستأنف خلال الأيام القادمة إن لم يتم إحراز تقدم في ما يخص التفاهمات بين إسرائيل وحماس.

 

وأشارت تقييمات الجيش إلى أن حماس و"الجهاد الإسلامي" كانتا "على استعداد لإنهاء القتال صباح يوم الأحد، لكن الجيش الإسرائيلي لم يرغب في نقل رسالة مفادها أن إسرائيل تخشى الدخول في القتال خلال مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن).

ويفيد تقييم المؤسسة الأمنية الذي تم تقديمه إلى المستوى السياسي بأنه "دون تعزيز الجهود الإقليمية لتحسين الوضع الإنساني في غزة، فإن الهدوء الذي تحقق لن يدوم طويلا".
 

وقال متحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "معركة غزة لم تنته ونستعد للمراحل المقبلة، وهدفنا توفير الأمان لسكان الجنوب".

 

وقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صباح الاثنين، إن المعركة في قطاع غزة مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي لم تنته بعد، مؤكدا أنه يستعد للمراحل القادمة بهدف توفير الأمان لسكان الجنوب.
 

ونقل المتحدث باسم نتنياهو أوفير جندلمان تصريحات رئيس الوزراء، حيث قال: "ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين، ضربنا أكثر من 350 هدفا واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراج الإرهاب".

وأضاف نتنياهو: "المعركة لم تنتهِ بعد وهي تتطلب الصبر والرشد، نستعد للمراحل القادمة، كان الهدف ولا يزال ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب".

 

ويتمثل موقف مؤسسة الأمن، الذي يدعمه تقييم مسئولين في الاستخبارات، في أنه من دون إحراز تقدم في التفاهمات الثنائية بين غزة واسرائيل، من المتوقع أن يعود القتال خلال أيام أو أسابيع.

 

 بروفة الحرب المقبلة

 

تفجرت جولة القتال العاشرة بين الفصائل الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، منذ انطلاق مسيرات العودة قبل نحو عام، مساء الجمعة، ووصلت ذروتها الأحد.

 

وبدوره، قال المحلل السياسي، خليل شاهين، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن الجولة الأخيرة من التصعيد حملت مؤشرات مختلفة هذه المرة، من حيث مدى وصول الضربات وعمقها وقوة النيران والدمار الذي لحق بالطرفين

 

ورأى أن الإسرائيليين يميلون إلى أن الجولة الأخيرة بين دولة الاحتلال والفصائل "بروفة" قبل الحرب القادمة، مستندا في تقديراته إلى العديد من التحليلات الإسرائيلية القريبة من أجهزة الجيش والأمن.

 

وأوضح أن الوضع القائم في قطاع غزة لا يمكن أن يستمر وفقا لمعادلة "هدوء مقابل الهدوء" التي سادت في السابق.

فمن وجهة نظر الإسرائيليين، فإن هذه المعادلة غير قابلة للاستمرار، ذلك أنها تؤدي لاستمرار الفصائل في مراكمة القدرات العسكرية، وخاصة الصاروخية، وهو أمر لا تحتمله دولة الاحتلال ، وفق شاهين.

 

وأضاف أن هذه المعادلة لم تعد مقبولة أيضا للفلسطينيين في غزة، لأنها لا تحمل معها تحسينات جوهرية في الأوضاع المعيشية لسكان القطاع المحاصر.

 

ولفت المحلل السياسي خليل شاهين إلى أن الاحتلال قد يلجأ في المرحلة المقبلة إلى زيادة منسوب الهجمات على غزة وإطلاقها على فترات متقاربة، حتى يؤدي ذلك إلى تجفيف المخزون العسكري لدى الفصائل الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى