بمسابقة معمار دولية وقانون ضريبي.. فرنسا تسعى لأعمار «نوتردام»

[real_title]  أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إطلاق مسابقة دولية لمهندسين معماريين لإعادة بناء كاتدرائية نوتردام التي انهار برجها خلال الحريق، وأطلقت الجمهورية "قانون نوتردام" للحث على دفع التبرعات وجمع المبلغ الهائل الذي يتطلبه إعادة أعمار الكاتدرائية .


وأوضح فيليب في ختام اجتماع مجلس الوزراء المكرس حصرا لإعادة بناء الكاتدرائية أن المسابقة "ستسمح بحسم قضية ما إذا كان يجب بناء برج مطابق" لذاك الذي دمر، أو "برج جديد يتلاءم مع تقنيات ورهانات عصرنا".

 

ويبلغ ارتفاع البرج العائد إلى القرن التاسع عشر، 93 مترا وهو مصنوع من الخشب المغطى بالرصاص.

 

قانون "نوتردام"

 

وتندرج المسابقة ضمن مشروع قانون "نوتردام" الذي يوفر إطارا قانونيا للتبرعات لإعادة بناء الكاتدرائية وينص على خفض الضرائب.

 

 وسيمنح مشروع القانون الأفراد الذين يقومون بتبرعات "تخفيضا في الضريبة على الدخل بنسبة 75% حتى حدود ألف يورو و66% فوق هذا المبلغ".

وأوضح رئيس الوزراء أن الشركات ستستفيد من الخفض الضريبي الاعتيادي الذي يمنح لها في إطار أعمال رعاية الفنون.

 

وأشار إلى أن الكلفة الاجمالية لإعادة بناء الكاتدرائية لم تقوّم بعد في حين يريد رئيس البلاد إيمانويل ماكرون أن تنجز الأعمال في غضون خمس سنوات .

 

ممثل حكومي

 

وعين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ممثلًا خاصًا له لإعادة إعمار الكاتدرائية .

 

وقال قصر الإليزيه في بيان: "بعد الحريق الذي اندلع في "كاتدرائية نوتردام دو باريس" اتخذ رئيس الجمهورية (ماكرون) عددًا من القرارات. وطلب من الحكومة اتخاذ جميع التدابير لضمان المشاركة الوطنية في أسرع وقت ممكن من أجل العمل على استعادة إعمار الـكاتدرائية".

وأشارت إدارة الزعيم الفرنسي إلى أن الرئيس عين ممثلًا خاصًا له، لكي يتفاعل مع جميع الوزارات المعنية، لا سيما مع وزارة الثقافة.

 

ووفقا للبيان "عين ماكرون، الجنرال جان لوي جورجيلينا، ممثلا خاصا له لإعادة إعمار "كتدرائية نوتردام دو باريس".

 

مليار دولار خلال يومين

 

وصل حجم التبرعات التي رصدت لإعادة إعمار كنيسة نوتردام إلى نحو مليار دولار خلال أقل من يومين، وقدمت من قبل شركات عالمية كبرى ورجال أعمال ومتبرعين عاديين.

 

وقال مبعوث التراث الثقافي الرئاسي الفرنسي ستيفان بيرن لمحطة "فرانس إنفو" الأربعاء إن 880 مليون يورو (995 مليون دولار) تم جمعها خلال يوم ونصف فقط منذ اندلاع الحريق.

 

وسارع بعض أصحاب الثروات الطائلة والشركات إلى تقديم وعود بالتبرع لتمويل أعمال ترميم الكاتدرائية.

 

 مجموعة "لوريال" تعهدت بمبلغ (200 مليون يورو-225 مليون دولار). وشركة "توتال" التي قالت إنها تعتزم تقديم 100 مليون يورو (112 مليون دولار).

 

آخر أنباء التحقيقات

 

تتواصل التحقيقات بشأن الحريق الذي اندلع في الكاتدرائية، فيما تعهد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير بكشف كل "الحقيقة" حول هذا الحريق الذي تسبب بأضرار جسيمة.

 

وأعلن المدعي العام في محكمة باريس الاثنين فتح تحقيق بتهمة "التدمير غير المتعمد عبر حريق" لكشف ملابسات هذا الحادث .

 

وأكد المدعي العام ريمي هيتس أن المحققين يعملون على فرضية الحريق العرضي وليس المتعمد.

 

وأضاف: "لا شيء يشير إلى أنه (يعني الحريق) كان عملا متعمدا"، موضحا أن "العمال في موقع الكاتدرائية تم استجوابهم بخصوص الحريق".

وواصل: "تم إطلاق إنذار أول في حدود السادسة و20 دقيقة مساء بدون أن يتم الكشف عن وجود حريق. لكن الإنذار الثاني الذي أطلق في السادسة و34 دقيقة مساء، هو الذي مكننا من معرفة أن هناك حريق"، فيما طمأن بأنه "سيتم توفير جميع الإمكانيات والوسائل لمعرفة المصدر الحقيقي للحريق".

 

من ناحيته، روى أوليفييه دو شالوس، وهو مسئول مرشدي الكاتدرائية الذين يعملون بشكل مجاني، كيف اندلع الحريق في هذا المعلم الديني التاريخي.

 

وقال: "كنت قريبا من الكاتدرائية. رأيت النيران. في البداية كنت أعتقد أن فندق "الإله" هو الذي يحترق. لكن بعد لحظة وجيزة، تأكدت أن الأمر يتعلق بكاتدرائية نوتردام. عندما وصلت إلى عين المكان، بدأ الرماد يتساقط".

 

وإلى ذلك، قال ريشار مارليه، المسئول السابق للشرطة العلمية بباريس وضواحيها والأستاذ في معهد علم الجريمة في حوار لجريدة "لوموند" الفرنسية إن فرنسا تملك الإمكانيات البشرية المتخصصة في مثل هذه الحوادث، معبرا في الوقت نفسه عن تفاؤله في إيجاد الأسباب الحقيقة التي أدت إلى نشوب الحريق في نوتردام.

 

وأضاف: "لحسن الحظ، نملك في باريس مختبرا مركزيا متخصصا في هذا النوع من التحقيقات. هذا المختبر يعود تاريخه إلى القرن 19 ويعمل فيه متخصصون في الحرائق والأسباب التي تؤدي إلى نشوبها".

 

 وحول الطريقة التي سيتم بموجبها التحقيق، أضاف ريشار مارليه: "موظفو هذا المختبر سيقومون بتوثيق الوضع الحالي للكاتدرائية، وذلك عبر أخذ صور وفيديوهات وتصاميم للكاتدرائية". هدف هذه الخطوة حسب هذا المسئول هي "معرفة مصدر الجريمة". أما رجال الشرطة القضائية، فسيقومون باستجواب الشهود والعاملين في الكاتدرائية لمعرفة مثلا الأدوات التي يستخدمونها في عملهم، إضافة إلى مواصفات صفارة الإنذار".

 

من ناحيته، تعهد وزير الداخلية كرستوف كاستنير بـ "كشف كل الحقيقة" حول الحريق الذي التهب أجزاء كثيرة من كاتدرائية نوتردام.

 

في حين أعلن رجل إطفاء على قناة "سي نيوز" أن الحريق ربما يكون قد اشتد في الأسقف العلوية قبل أن ينتقل إلى أماكن أخرى.

وحتى الآن، تم الاستماع إلى حوالى عشرين عاملا من الشركات المختلفة العاملة في إطار مشروع أطلق في 2018 لإعادة ترميم الجزء العلوي من كاتدرائية نوتردام... الجزء الذي يبدو أن الحريق اندلع منه.

 

وأضاف: "ما يمكن قوله في هذه المرحلة هو أن احتمالية الحادث عن طريق الخطأ هي المرجحة".

 

"من الممكن أن يكون الحريق قد اندلع في البداية في ركائز السقف وذلك بسبب أعمال الترميم الجارية... لا شيء اليوم يدعونا للاعتقاد بأنه حريق متعمد؟"

 

ويذكر أن خمسين شخصا يعكفون على التحقيق الذي من المتوقع أن يكون طويلا ومعقدا. فلن يتسنى للمحققين والشرطة العلمية دخول الكاتدرائية المحترقة حتى أن يتأكد الخبراء من أن جدرانها الحجرية تحملت حرارة الحريق وأن هيكل البناء متماسك.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى