[real_title] تتواصل التحقيقات بشأن الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام بالعاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الأول الاثنين، من أجل تحديد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى وقوعه. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، اليوم الأربعاء، أنّ وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير تعهد بكشف كل "الحقيقة" حول هذا الحريق الذي تسبب بأضرار جسيمة، فيما أعلن المدعي العام ريمي هيتس في محكمة باريس فتح تحقيق بتهمة "التدمير غير المتعمد عبر حريق" لكشف ملابسات هذا الحادث. وأكد هيتس أنَّ المحققين يعملون على فرضية الحريق العرضي وليس المتعمد، وأضاف: "لا شيء يشير إلى أن (الحريق) كان عملا متعمدًا"، موضحا أن "العمال في موقع الكاتدرائية تم استجوابهم بخصوص الحريق". وأضاف: "تم إطلاق إنذار أول في حدود السادسة و20 دقيقة مساء بدون أن يتم الكشف عن وجود حريق، لكن الإنذار الثاني الذي أطلق في السادسة و34 دقيقة مساء، هو الذي مكننا من معرفة أن هناك حريق"، فيما طمأن بأنه "سيتم توفير جميع الإمكانيات والوسائل لمعرفة المصدر الحقيقي للحريق". من ناحيته، روى أوليفييه دو شالوس، وهو مسؤول مرشدي الكاتدرائية الذين يعملون بشكل مجاني، كيف اندلع الحريق في هذا المعلم الديني التاريخي، وقال: "كنت قريبًا من الكاتدرائية.. رأيت النيران.. في البداية كنت أعتقد أنّ فندق الإله هو الذي يحترق.. لكن بعد لحظة وجيزة، تأكدت أن الأمر يتعلق بكاتدرائية نوتردام.. عندما وصلت إلى عين المكان، بدأ الرماد يتساقط". وإلى ذلك، قال ريشار مارليه، المسؤول السابق للشرطة العلمية بباريس وضواحيها والأستاذ في معهد علم الجريمة، في حوار لجريدة "لوموند" الفرنسية، إنّ باريس تملك الإمكانيات البشرية المتخصصة في مثل هذه الحوادث، معبرًا في الوقت نفسه عن تفاؤله في إيجاد الأسباب الحقيقة التي أدت إلى نشوب الحريق في نوتردام. وأضاف: "لحسن الحظ، نملك في باريس مختبرًا مركزيًّا متخصصًا في هذا النوع من التحقيقات.. هذا المختبر يعود تاريخه إلى القرن 19 ويعمل فيه متخصصون في الحرائق والأسباب التي تؤدي إلى نشوبها". وحول الطريقة التي سيتم بموجبها التحقيق، أضاف ريشار مارليه: "موظفو هذا المختبر سيقومون بتوثيق الوضع الحالي للكاتدرائية، وذلك عبر أخذ صور وفيديوهات وتصاميم للكاتدرائية". هدف هذه الخطوة حسب هذا المسؤول هي "معرفة مصدر الجريمة"، أما رجال الشرطة القضائية، فسيقومون باستجواب الشهود والعاملين في الكاتدرائية لمعرفة الأدوات التي يستخدمونها في عملهم، إضافة إلى مواصفات صفارة الإنذار. من ناحيته، تعهَّد وزير الداخلية كرستوف كاستنير بـ"كشف كل الحقيقة" حول الحريق الذي التهب أجزاء كثيرة من كاتدرائية نوتردام، في حين أعلن رجل إطفاء على قناة "سي نيوز" أن الحريق ربما يكون قد اشتد في الأسقف العلوية قبل أن ينتقل إلى أماكن أخرى. وحتى الآن، تمّ الاستماع إلى حوالي 20 عاملاً من الشركات المختلفة العاملة في إطار مشروع أطلق في 2018 لإعادة ترميم الجزء العلوي من كاتدرائية نوتردام، الجزء الذي يبدو أن الحريق اندلع منه. وأضاف: "ما يمكن قوله في هذه المرحلة هو أن احتمالية الحادث عن طريق الخطأ هي المرجحة".. من الممكن أن يكون الحريق قد اندلع في البداية في ركائز السقف وذلك بسبب أعمال الترميم الجارية... لا شيء اليوم يدعونا للاعتقاد بأنه حريق متعمد؟". يذكر أنَّ 50 شخصًا يعكفون على التحقيق الذي من المتوقع أن يكون طويلًا ومعقدًا، فلن يتسنى للمحققين والشرطة العلمية دخول الكاتدرائية المحترقة حتى أن يتأكد الخبراء من أن جدرانها الحجرية تحملت حرارة الحريق وأن هيكل البناء متماسك.