[real_title] أثار رفع الأردن لعلم إقليم كردستان دون وضع علم العراق بجانبه خلال استقبال الأمير فيصل بن الحسين للرئيس السابق لإقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، أزمة المملكة لتدراكها مؤكده انه "خطأ بروتوكوليا فرديا غير مقصود". وقالت الخارجية الأردنية، السبت، إن وضع علم شمال العراق أثناء استقبال الرئيس السابق للإقليم مسعود بارزاني «خطأ بروتوكولي فردي غير مقصود». جاء ذلك في بيان توضيحي، أصدرته الوزارة، عقب إثارة عدم رفع العلم العراقي أثناء استقبال بارزاني، ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية العراقية. "خطأ فردي" وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، في بيان إن "وضع علم إقليم كردستان العراق من دون العلم العراقي خلال استقبال الأمير فيصل بن الحسين للرئيس السابق لإقليم كردستان العراق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برزاني، الجمعة، كان خطأ بروتوكوليا فرديا غير مقصود". وأوضح أن "دعم الأردن لوحدة العراق وتماسكه موقف أردني ثابت لا يتبدل، تعبر عنه المملكة قولا وفعلا"ً. واكد القضاة "اعتزاز الأردن بالعلاقات المميزة والأخوة التاريخية التي تربطه بجمهورية العراق الشقيق، وحرصه على تطوير التعاون والتنسيق في شتى المجالات وبما ينعكس إيجابا على البلدين الشقيقين". وشدد على "موقف الأردن الثابت في دعم أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه"، مشيرا إلى أن "العراق الذي حقق نصرا تاريخيا على العصابات الإرهابية بتضحيات جسام هو ركن أساس من أركان استقرار المنطقة". وعبر القضاة عن "اعتزاز المملكة بعلاقاتها مع جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق في إطار الدولة العراقية الموحدة، وفي سياق الموقف الأردني الثابت في الوقوف إلى جانب العراق لإعادة البناء وتثبيت الاستقرار". "اعتزاز بالأخوية" من جانبه، عبر العراق في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف، عن اعتزازه العميق، وتمسكه بالعلاقات الأخوية والوثيقة، التي تربطه مع المملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدا على أنها ترتكز على الاحترام المتبادل، والإيمان المطلَق بأن قوة البلدين تكمن في الحفاظ على هذه العلاقات، والبناء عليها لتحقيق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين. وجاء في البيان: "يعرب العراق عن تقديره لما يحققه الجانبان من إنجازات على صعيد التعاون الثنائي في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية". والجمعة، وصل بارزاني إلى الأردن للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي انطلق السبت، بمنطقة البحر الميت غربي البلاد، وكان في استقباله الأمير فيصل بن الحسين (شقيق العاهل الأردني). وأظهرت لقطات وصور عدم وجود علم العراق إلى جانب علم إقليم كردستان في قاعة استقبال كبار الضيوف في المطار. "خرق للأعرف" وفي وقت سابق السبت، طالب «ائتلاف النصر» العراقي بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، في بيان، الحكومة الأردنية ببيان موقفها من عدم رفع العلم العراقي عند استقبال بارزاني. على النحو ذاته، قالت عالية نصيف، النائبة عن ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، في بيان، إن وضع علم إقليم شمال العراق بدلاً من العلم العراقي أثناء استقبال بارزاني في الأردن «خرق» للأعراف الدبلوماسية، معتبرة أنه «كان الأجدر بالأردن أن ترد الجميل على الاتفاقية التجارية المبرمة معها». وقالت في بيان لها :" ان استخدام علم اقليم كردستان الذي يعبر عن ثلاث محافظات (مع قضاء حلبجة الذي يعتبره الاقليم محافظة رابعة) خلال استقبال رئيس الاقليم بدلاً من استخدام علم جمهورية العراق المعتمد رسمياً في الأمم المتحدة هو مخالفة بروتوكولية وخرق للأعراف الدبلوماسية، وقد قامت الدنيا ولم تقعد عندما لم تظهر النجمة البيضاء التي في العلم الأردني على الشاشات الألكترونية في شوارع بغداد فأصبح علم الأردن شبيها بعلم فلسطين التي كلنا نتشرف بعلمها الذي نرسمه على الجدران وعلى دفاترنا منذ طفولتنا، في حين تم استبدال علمنا بعلم (محلي) بوجود أعلى سلطة في المملكة الأردنية ". http://www.youtube.com/embed/u4On6DFwSnQ وتابعت :" كان الأجدر بالأردن أن ترد الجميل على الاتفاقية التجارية المبرمة معها بدلا من مجازاتنا بهذه الطريقة، ورغم ذلك لن نطلب اعتذاراً من أية جهة، فالحدث قد حصل والصور نشرت في كل وسائل الاعلام، لكننا نعتب على مثقفي العراق والناشطين والكتّاب والنخب الوطنية الذين يجدر بهم ان يرفعوا أصواتهم للمطالبة باحترام العلم العراقي أسوة بكل الدول التي تحترم اعلامها وتجعل لها هيبة وتقديراً ". حقائق عن كردستان العراق أقر دستور العراق الصادر عام 2005 بالحكم الذاتي لإقليم كردستان في شمال البلاد وتديره حكومة الإقليم. وجاء ذلك ثمرة عقود من العمل السياسي والعسكري من قبل الأكراد الذين يقدر عددهم بنحو عشرة ملايين نسمة ويمثلون ما يتراوح بين 17 و20 بالمئة من سكان العراق. http://www.youtube.com/embed/uRZm3LTsqrg يلاصق الإقليم حدود ثلاث دول هي سوريا في الغرب، وتركيا في الشمال، وإيران في الشرق . ويمر عبره، وهو منطقة يغلب عليها الطابع الجبلي. ويقطن الاقليم العرب والتركمان والسريان والكلدان والآشورييين. معظم سكان الإقليم من المسلمين وهناك أقليات دينية كالايزيدية و الشبك والكاكائيين والمسيحيين. مدينة أربيل هي عاصمة الإقليم، واللغات الرئيسية فيه الكردية والعربية، أما العملة الرسمية فهي الدينار العراقي. ومع عودة العنف الطائفي إلى العراق عام 2013، والذي وصل ذروته باجتياج ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية لمساحات شاسعة من غربي البلاد عام 2014 باتت وحدة العراق على المحك. وقد شاركت قوات البيشمركة الكردية إلى جانب القوات العراقية المختلفة في مواجهة التنظيم. في يوليو عام 2014 أعلن رئيس الإقليم مسعود البرزاني عزمه إجراء استفتاء على الاستقلال في وقت لاحق من ذلك العام مما أثار قلق جيران العراق. ولكن مع خروج نوري المالكي من الحكم وتولي حكومة عراقية جديدة بقيادة حيدر العبادي مقاليد الامور في بغداد تحسنت العلاقات بين بغداد وأربيل، حيث اتفق الطرفان على العمل سوية لهزيمة العدو المشترك وهو تنظيم الدولة وتم إرجاء الاستفتاء على الاستقلال.