[real_title] وجَّه الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة رسالةً إلى الشعب، طالب من خلالها الجزائريين والجزائريات بـ «المسامحة والمعذرة والصفح عن كل تقصير» ارتكبه في حقهم. وجاءت رسالة بوتفليقة بعد يوم من إبلاغه المجلس الدستوري الجزائري، باستقالته رسميا، بعد تجديد الجيش دعوته لتطبيق المادة 102 من الدستور. http://www.youtube.com/embed/r-hpiZ2VSQI الرئيس الجديد وقال بوتفليقة في نصّ الرسالة التي نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية: «وأنا أغادر سدة المسئولية وجَبَ عليَّ ألا أُنهي مساري الرئاسي من دون أن أوافيكم بكتابي الأخير هذا، وغايتي منه ألا أبرح المشهد السياسي الوطني على ثناء بيننا يحرمني من التماس الصفح ممن قصرت في حقهم من أبناء وطني وبناته، من حيث لا أدري، رغم بالغ حرصي على أن أكون خادماً لكل الجزائريين والجزائريات، بلا تمييز أو استثناء». وأضاف الرئيس المستقيل قائلاً: «عما قريب، سيكون للجزائر رئيس جديد، أرجو أن يعينه الله على مواصلة تحقيق آمال وطموحات بناتها وأبنائها الأباة، اعتماداً على صدق إخلاصهم وأكيد عزمهم على المشاركة الجادة الحسية الملموسة، من الآن فصاعداً، في مواصلة بناء بلادهم بالتشمير على سواعدهم وبسداد أفكارهم ويقظتهم المواطنية». وشدَّد على أنه «رغم الظروف المحتقنة، منذ 22 فبراير2019″، ما زال كله أمل أن المسيرة الوطنية لن تتوقف، وسيأتي مَن سيُواصل قيادتها نحو آفاق التقدم والازدهار، مولياً «رعاية خاصة لتمكين فئتي الشباب والنساء من الوصول إلى الوظائف السياسية والبرلمانية والإدارية». ذكرهم بإنجازاته وقال: "إن كوني أصبحت اليوم واحداً من عامة المواطنين لا يمنعني من حق الافتخار بإسهامي في دخول الجزائر في القرن الحادي والعشرين وهي في حال أفضل من الذي كانت عليه من ذي قبل، ومن حقي التنويه بما تحقق للشعب الجزائري الذي شرفني برئاسته، مدة عشرين سنة، مِن تقدُّم مشهود في جميع المجالات". واستطرد مشيرا في رسالته: "لما كان لكل أجل كتاب، أخاطبكم مودعا وليس من السهل علي التعبير عن حقيقة مشاعري نحوكم وصدق إحساسي تجاهكم، ذلك أن في جوانحي مشاعر وأحاسيس لا أستطيع الإفصاح عنها و كلماتي قاصرة عن مكافأة ما لقيته من الغالبية العظمى منكم، من أياد بيضاء ومن دلائل المحبة والتكريم". وأوضح: "لقد تطوعت لرئاسة بلادنا استكمالا لتلك المهام التي أعانني الله على الاضطلاع بها منذ أن انخرطت جنديا في جيش التحرير الوطني المجيد، إلى المرحلة الأولى ما بعد الاستقلال، وفاء لعهد شهدائنا الأبرار، وسلخت مما كتب لي الله أن أعيشه إلى حد الآن عشرين سنة في خدمتكم، والله يعلم أنني كنت صادقا ومخلصا". ولفت الرئيس المستقيل: "مرت أيام وسنوات كانت تارة عجاف وتارة سنوات رغد، سنوات مضت وخلفت ما خلفت مما أرضاكم ومما لم يرضكم من أعمالي غير المعصومة من الخطأ والزلل". أغادر غير حزين وختم بوتفليقة رسالته للشعب الجزائري بقوله: «لـما كان دوام الحال من الـمحال، وهذه هي سنة الحياة، و لن تجد لسنة الله تبديلا و لا لقضائه مردا وتحويلا، أغادر الساحة السياسية و أنا غير حزين و لا خائف على مستقبل بلادنا، بل أنا على ثقة بأنكم ستواصلون مع قيادتكم الجديدة مسيرة الإصلاح و البذل و العطاء على الوجه الذي يجلب لبلادنا الـمزيد من الرفاه و الأمن بفضل ما لـمسته لدى شبابنا، قلب أمتنا النــــابض، من توثب وإقدام و طموح و تفاؤل». http://www.youtube.com/embed/0PBkdl5P3jo ووجه بوتفليقة حديثه للشعب قائلا: "كنتم خير الإخوة والأخوات وخير الأعوان وخير الرفاق، وقضيت معكم، وبين ظهرانكم، أخصب سنوات عطائي لبلادنا. ولن يعني لزوم بيتي، بعد اليوم، قطع وشائج المحبة والوصال بيننا، ولن يعني رمي ذكرياتي معكم في مهب النسيان وقد كنتم، وستبقون، تسكنون أبدا في سويداء قلبي. أشكركم جميعا على أغلى ما غنمت من رئاستي لبلادنا من مشاعر الفخر والاعتزاز التي أنعمتم بها علي، وكانت حافزي على خدمتكم في حال عافيتي وحتى في حال اعتلالي". طلب السماح واختتم بوتفليقة رسالته بـ"طلب السماح" من الشعب، قائلا: "أطلب منكم وأنا بشر غير منزه عن الخطأ، الـمسامحة والـمعذرة والصفح عن كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل". وتابع: "أطلب منكم أن تظلوا موَفين الاحتفاء والتبجيل لـمن قضوا نحبهم، ولـمن ينتظرون، من صناع معجزة تحريرينا الوطني، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تكونوا في مستوى مسؤولية صون أمانة شهدائنا الأبرار". وقدّم عبدالعزيز بوتفليقة، الثلاثاء 2 أبريل 2019، استقالته من رئاسة الجزائر، في رسالة وجّهها للمجلس الدستوري، إثر حراك شعبي غير مسبوق انطلق في 22 فبراير وطالب برحيل النظام. http://www.youtube.com/embed/RyxrRryKafc والثلاثاء دعا قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح إلى تطبيق "الحل الدستوري" لإعلان الشغور الرئاسي فورا ، والأربعاء 3 أبريل ، أعلن المجلس الدستوري رسمياً، عن شغور منصب الرئيس، وأعلم بذلك البرلمان الجزائري.