بعد انتصاره الصادم.. من هو المعارض الذي انتزع إسطنبول من أردوغان؟

[real_title] مثلت خسارة حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان لمدينة إسطنبول والعاصمة أنقرة للمرة الأولى منذ 25 عاما، صفعة تاريخية للرئيس وحزبه.. فمن هو الرجل الذي اختارته إسطنبول لتعاقب أردوغان؟.

 

مع انتصاره "الصادم" في انتخابات بلدية إسطنبول، بدأ الحديث بالازدياد عن الرجل الذي "قلب الطاولة" على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الانتخابات البلدية التي أجريت الأحد.

 

ونجح مرشح المعارضة إكرام إمام أوغلو، بالفوز بالانتخابات البلدية لإسطنبول، متفوقا على رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم، الذي وضعه أردوغان ليحسم معركة العاصمة التجارية لتركيا.

 

وفاجأ إمام أوغلو أردوغان وحزبه، بعد حصوله على 4159650 صوتا مقابل 4131761 صوتا لمرشح حزب العدالة والتنمية يلدريم، لينتزع المقعد الأهم في الانتخابات البلدية.

وتربط محافظ إسطنبول الجديد والرئيس التركي، أوجه شبه عدة، قد تشكل تهديدا حقيقيا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية، بعد عدة أعوام من الآن.

 

من هو إمام أوغلو؟

 

ولد إمام أوغلو، الرجل الذي يتحلى بـ"كاريزما" عالية، في مدينة طرابزون شمال شرقي تركيا، عام 1970، وخاض مسيرة مشابهة بشكل كبير لمسيرة أردوغان.

 

وتخرج في جامعة إسطنبول حاصلا على بكالوريوس إدارة أعمال، مثله مثل الرئيس الذي درس إدارة الأعمال من جامعة مرمرة.

وللغريمين تاريخ مشابه في عالم كرة القدم، حيث مارس أردوغان هذه الرياضة كلاعب "شبه محترف"، ومثله لعب إمام أوغلو مع فرق كرة قدم على مستوى الهواة.

 

واستمر إمام أوغلو برسم طريق النجاح في عدة مجالات، منها إدارة شركة مختصة بأعمال البناء، بعدها بتأسيس وإدارة نادي طرابزون سبور لكرة القدم، الذي أصبح في فترة قياسية من أفضل الأندية في الدوري التركي الممتاز.

 

مسيرته السياسية

 

مسيرته الناجحة بعالم إدارة الأعمال دفعته للتوجه للسياسية، حيث أصبح إمام أوغلو عضوا بارزا في حزب الشعب الجمهوري المعارض عام 2008، عندما كان أردوغان رئيسا للوزراء.

 

وفي نفس عام تسلم أردوغان رئاسة البلاد، استمرت شعبية إمام أوغلو بالتوسع في إسطنبول، حتى اختير محافظا لبلدية بيليكدوزو، أحد أحياء القسم الأوروبي من إسطنبول.

 

وأثبت إمام أوغلو مساء الأحد أنه خصم لا يستهان به، بعد حصوله على مقعد محافظ إسطنبول، أكبر مدن تركيا، التي يقطن فيها أكثر من 15 مليون نسمة.

 

ومثل مرشح حزب المعارضة ابن مدينة طرابزون، صوت سكان إسطنبول لرجب طيب أردوغان واختاروه محافظا للمدينة عام 1994، واستمر عهده 4 أعوام، مهدت لقيادته البلاد لاحقا.

 

واليوم يتربع إمام أوغلو على رأس أهم المدن التركية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ولديه الوقت الكافي لتوسيع قاعدته الشعبية بحلول عام 2023، موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا.

 

تناقض النتائج

 

قال متحدث حزب العدالة والتنمية التركي، عمر جليك، الثلاثاء، إن محاضر نتائج الاقتراع متناقضة مع جداول عد وفرز الأصوات بصناديق أنقرة وإسطنبول.

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده جليك، في العاصمة أنقرة، حول نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد الأحد.

 

وأضاف جليك "هنالك عدم انسجام واضح بين محاضر نتائج الاقتراع وجداول عد وفرز الأصوات بصناديق أنقرة وإسطنبول".

وأكد المتحدث أنه من الطبيعي الطعن في نتائج الانتخابات لحل التناقض بين المحاضر وجداول الفرز، داعيا إلى احترام حق الاعتراض.

 

وشدد جليك أن حزب العدالة والتنمية يتابع كل صوت أدلي به في صناديق الاقتراع بالانتخابات، مؤكدا على ضرورة صون كافة الأصوات.

 

وأوضح أن حزبه سيحترم أي نتيجة تفرزها صناديق الاقتراع ، بحسب " الأناضول".

 

والإثنين، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، علي إحسان ياووز، إن 17 ألفا و410 أصوات فرزت من 309 صناديق في مدينة إسطنبول، سُجّلت في خانة أحزاب أخرى، بالانتخابات المحلية.

 

ووفق النتائج الأولية غير الرسمية، حصل مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية مدينة إسطنبول بن علي يلدريم، على 48.53% من الأصوات، مقابل 48.78% لمرشح حزب الشعب الجمهوري (المعارض)، أكرم إمام أوغلو.

 

وأظهرت النتائج غير الرسمية للانتخابات المحلية في تركيا، فوز تحالف الشعب الذي شكّله حزب العدالة والتنمية الحاكم مع حزب الحركة القومية، بفارق ملحوظ يتمثل بنسبة 51.74 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 37.64 في المئة لتحالف الأمة الذي يضم حزب الشعب الجمهوري وحزب إيي المعارضين.

 

 

فشل النظام الرئاسي

 

وتعد الانتخابات البلدية أول استحقاق انتخابي شعبي بعد تحول النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي أتاح لأردوغان صلاحيات شبه مطلقة، وهو ما "جعل الرئيس وحزب العدالة والتنمية الحاكم يتحملان مسؤولية كافة السياسات الأمنية والاقتصادية، لتتحول الانتخابات البلدية إلى ما يشبه استفتاء جديد على هذا النظام" بحسب عبد القادر.

 

ويؤكد فقدان المدن الكبرى "فشل النظام الرئاسي"، وفق زاهد غول الذي اعتبر أن "النتائج تشير إلى أن هذا النظام يجب أن يذهب إلى المساءلة" ، بحسب "سكاي نيوز".

 

فقد "وضع الناخب التركي رأيه جليا في النظام الرئاسي من خلال التصويت على سياساته الأمنية والاقتصادية".

 

ويتوقع قار من جانبه، أن تمثل هذه النتائج تحديا كبيرا للنظام الرئاسي الجديد، بينما "سيكون من الصعب على أردوغان قيادة البلاد بذات الأسلوب مع الانقسامات التي خلقها والشعبية التي تدهورت فعليا، بينما ستلقي بظلالها على الحزب الحاكم داخليا".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى