في رسالة جديدة .. بوتفليقة يتحدى مطالب الحراك والجيش يتصدى للحل

[real_title] تحدى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مجددا ،الاثنين ،الاحتجاجات الحاشدة والحراك الشعبي الذي يطالبه بتقديم استقالته على الفور، مؤكدا أنه باق في الحكم بعد انتهاء ولايته الحالية بحلول 28 أبريل القادم وحتى تسليم السلطة إلى رئيس منتخب بعد "ندوة شاملة" وتعديلات دستورية.

 

ويواجه بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاما، مظاهرات مناوئة غير مسبوقة منذ 22 فبراير الماضي، تطالب برحيله ورحيل نظامه، وتحت ضغط الحراك الشعبي، تراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، وأعلن تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان مقرر لها في 18 أبريل المقبل.

 

ولم تخفت وتيرة الاحتجاجات المطالبة بالتغيير في الجزائر، بل تغير الشعار من رفض "العهدة الخامسة" إلى رفض تمديد "العهدة الرابعة.

 

 

التغيير ينتظر نظام الحكم

 

ووجَّه بوتفليقة رسالة جديدة إلى الجزائريين، ، الإثنين  بمناسبة «عيد النصر» ، جدد خلالها تأكيد تمسُّكه بعقد مؤتمر للحوار في القريب العاجل، يُفضي إلى تعديل دستوري عميق من خلال استفتاء شعبي، رداً على احتجاجات الجزائر المتواصلة والتي تطالبه بالرحيل.
 

في الرسالة ، التي نشرتها الوكالة الرسمية، قال إن «الجزائر مقبلة على تغيير نظام حكمها ومنهجها السياسي ضمن ندوة (مؤتمر) وطنية، تتخذ القرارات الحاسمة الكفيلة بإحداث القفزة النوعية، والتي تتجسد من خلال تعديل دستوري شامل وعميق».

 

وشدد بوتفليقة على أن هذا المؤتمر سيُعقد في «القريب العاجل»، وأن التعديل الدستوري المرتقب «سيبتُّ فيه الشعب عن طريق الاستفتاء».
 

 وأوضح أن الندوة الوطنية الجامعة ستُعقد بمشاركة جميع أطياف الشعب الجزائري، وستتولى مهمة «اتخاذ القرارات الحاسمة الكفيلة بإحداث القفزة النوعية التي يطالب بها شعبنا، خاصة أجيالنا الشابة».

 

وتابع بوتفليقة قائلاً إن هذه القفزة ستتجسد من خلال تعديل دستوري «شامل وعميق، سيبتُّ فيه الشعب عن طريق الاستفتاء»، وأضاف أن تعديل الدستور سيعقبه «مسار انتخابي جديد، سيكون مبتدأه الانتخابي الرئاسي الذي سيأتي البلاد برئيسها الجديد».

 

وتابع في رسالته:  «تلك هي كذلك الغاية التي عاهدتكم أن أكرس لها آخر ما أختم به مساري الرئاسي، إلى جانبكم وفي خدمتكم».

 

ونادرا ما ظهر بوتفليقة (82 عاما) على الملأ منذ إصابته بجلطة في عام 2013، ويقول المحتجون إنه لم يعد لائقا للحكم.

 

وأشار إلى دور الجيش في الحفاظ على "أمن البلاد واستقرارها" إلا أن ذلك يحتاج كذلك "إلى شعب يرقى إلى مستوى تطلعاته (...) ويحرص على استجماع ما يسند به ويعزز ما يبذله جيشنا حاليا في سبيل حماية الجزائر من المخاطر الخارجية"، بحسب قوله.

 

الجيش "الحصن الحصين للشعب والوطن"

 

وبُثت تصريحات بوتفليقة بعد وقت قصير من تصريح رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح عبر التلفزيون الرسمي يوم الاثنين بأن الجيش يجب أن يكون مسئولا عن إيجاد حل للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.

 

ويعد ذلك أكبر إشارة علنية على احتمال تدخل الجيش منذ اندلاع الاحتجاجات قبل ثلاثة أسابيع.

 

ولم يخرج الجيش القوي من الثكنات منذ بدء الاحتجاجات التي اتسمت بالسلمية في أغلبها وتراقبها قوات الأمن في العاصمة الجزائرية الجزائر وعدد من المدن الأخرى.

وقال رئيس الأركان في تصريحات أذاعها التلفزيون الرسمي "الجيش الوطني الشعبي سيكون دوما، وفقا لمهامه، الحصن الحصين للشعب والوطن في جميع الظروف والأحوال".

 

وأضاف "ثقتي في حكمة هذا الشعب، وفي قدرته على تجاوز كافة الصعاب مهما كانت طبيعتها، غير محدودة بل ومطلقة".

 

وتابع قائلا "لكل مشكلة حل، بل حلول، فالمشاكل مهما تعقدت لن تبقى من دون حلول مناسبة، بل وملائمة".
 

وأضاف أن ذلك يتطلب "التحلي بروح المسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت"، محذرا من أن "أي وضع صعب من شأنه أن يستغل من أطراف أجنبية".

 

وظل الجيش يلعب دوره المؤثر في السلطة من وراء الكواليس لكنه تدخل في وقائع محورية. وفي أوائل التسعينات ألغى قادة الجيش انتخابات كان من المتوقع أن يفوز بها حزب إسلامي مما أسفر عن حرب أهلية أودت بحياة نحو 200 ألف شخص ، بحسب "سويس انفو".

 

والجمعة ، ذكرت افتتاحية مجلة الجيش، في عددها الصادر أن ما حققه الجيش الوطني الشعبي على مختلف الأصعدة يترجم مدى ارتباطه ووقوفه اللامشروط إلى جانب أُمته في كل ما مرت به من مِحن وأزمات، وفقاً لما نشرته صحيفة «الخبر» الجزائرية.

 

 وجاء في  افتتاحية المجلة: «إن ما حققه جيشنا على أصعدة عدة ووقوفه اللامشروط إلى جانب أمته، يؤكدان تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما، وترابط مصيرهما، وتوحد رؤيتهما للمستقبل، لأن كليهما ينتمي إلى وطن واحد لا بديل عنه، وطن تعهدت قواتنا المسلحة بحفظه والذود عنه وحمايته من كل مكروه».

 

وتطرقت المجلة إلى إنجازات الجيش الجزائري في حماية حدود الجزائر وترابها بكل الأحوال والظروف.
 

ولم يطفئ التنازل الذي قدمه بوتفليقة للمتظاهرين الأسبوع الماضي فورة الاحتجاجات والتي من المتوقع استمرارها يوم الثلاثاء الذي يوافق عطلة عيد الاستقلال.

 

ودعا أطباء الجزائر لاحتجاجات حاشدة ضد الرئيس يوم الثلاثاء في تصعيد للضغوط على الرئيس المريض الذي يتشبث بالسلطة.

 

وحثت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين في بيان يوم الاثنين طلاب الطب على المشاركة في الاحتجاجات وإدانة "العصابات الحاكمة".

 

وفي تنازل جديد، أخطرت وزارة الشؤون الدينية في الجزائر أئمة المساجد يوم الأحد بأنه لم يعد يتعين عليهم إخطار السلطات بالخطب التي سيلقونها على المصلين للحصول على موافقة عليها. وعبر أحد كبار رجال الدين عن معارضة للحكومة الأسبوع الماضي.

 

ومنذ عودته من العلاج الطبي في سويسرا، خسر بوتفليقة بعض حلفائه في الأيام القليلة الماضية ومن بينهم أعضاء كبار في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم.

 

وفي أحدث ضربة للنخبة الحاكمة، رفضت 13 نقابة جزائرية مستقلة دعم مساعي رئيس الوزراء المعين حديثا نور الدين بدوي لتشكيل حكومة.
 

وقال بوعلام عمورة أحد رؤساء نقابات قطاع التعليم للصحفيين إن النقابات لن تجري مناقشات مع هذا النظام لأنها تنتمي للشعب والشعب قال "لا" للنظام.

 

ويعتزم رئيس الوزراء الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال أيام.

 

وقال مسئول في وزارة الخارجية إن من المتوقع أن يبدأ رمطان لعمامرة الذي عينه بوتفليقة نائبا لرئيس الوزراء جولة يوم الثلاثاء في بعض الدول الرئيسية الحليفة للجزائر لشرح خارطة الطريق السياسية الجديدة. وستبدأ الجولة بزيارة لروسيا أهم حليف عسكري للجزائر.

 

وستشمل الجولة دولا في الاتحاد الأوروبي والصين التي استثمرت مليارات الدولارات في الجزائر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى