في سبعينية الحلف.. هل يتفكك الناتو؟

[real_title] وسط توترات أوربية وأخرى أمريكية، تتجه أنظار العالم إلى أحد أهم القوى العسكرية الدولية (حلف الناتو)، الذي يضم في صفوفه جيوش لـ 28 دولة.

 

الحلف الذي يعد الأقوى في العالم، يحتفل أعضائه بالذكرى السبعين لتأسيسه، وسط مخاوف من انهيار وتفكك الحلف، لاعتبارات أهمها: ما تردد من أنباء عن تشكيل جيش أوربي موحد بعيدا عن الحلف، تزامنا مع تصريحات تؤكد قرب انسحاب الولايات المتحدة منه، إلى جانب تقارب عسكري تركي روسي صيني يهدف لتشكيل قوى مماثلة كالتي تنوي أوروبا تنفيذها.

 

المخاوف الأوربية جاءت قبيل اجتماعات تستضيفها واشنطن في الثالث والرابع من أبريل المقبل، في اجتماعات لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسه، والتي ستشهد نقاشات حول مستقبل الحلف في ظل تزايد ما يواجه من التحديات التي تغيرت طبيعتها خلال العقد الأخير.

أهم التحديات أمام الحلف تنبع من رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدوره وجدوى بقاء الولايات المتحدة فيه، فضلا عن تكلفته المرتفعة. فقد عرفت واشنطن في عهد ترامب خطابا مغايرا تجاه الحلف، حيث استخدم الرئيس الأميركي لغة تصادمية غير مألوفة في الحديث عن جدوى الناتو وعن الالتزامات المالية للدول الأعضاء فيه والعبء الواقع على واشنطن بدفاعها عن القارة الأوروبية.

 

كما يواجه الناتو تحديات متجددة تتمثل في التهديدات الروسية للقارة الأوربية التي بدأت إرهاصاتها في جورجيا وأكرانيا، ثم بلغت ذروتها مع انهيار معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي ا لتزمت بها موسكو وواشنطن لعقود طويلة.

 

تذبذبَ موقف الرئيس ترامب من حلف الناتو خلال العامين الماضيين. وخلال حملته الانتخابية وعامه الأول في البيت الأبيض، تبنى الرئيس الأميركي موقفا صادما للحلفاء الأوروبيين، واصفا الحلف في تغريدات له بأنه "عفا عنه الزمن" ولم تعد له حاجة.

ثم انتقل ترامب لموقف أكثر عقلانية في عامه الثاني في الرئاسة، من خلال مطالبته أعضاء الناتو بزيادة مساهماتهم المالية مع التأكيد على أهمية الحلف. وقال ترامب خلال كشفه عن إستراتيجية الدفاع الصاروخي الجديدة للولايات المتحدة في يناير الماضي "سنكون مع حلف الأطلسي مئة بالمئة، ولكن كما قلت للدول الأعضاء في الحلف: يتعين عليكم تغيير العتاد، وعليكم أن تدفعوا".

 

وتحتل الولايات المتحدة المركز الأول في نسبة الإنفاق العسكري بين دول الحلف، وتبلغ مساهمتها 3.5% من قيمة الناتج القومي الإجمالي، وتنفق أغلب دول الحلف نسبا أقل من 2%، مع تعهد بأن تصل إلى نسبة 2% بحلول عام 2024، وهو ما يثير حفيظة الرئيس ترامب.

 

وخلال عام 2018 بلغت قيمة المساهمة الأميركية في موازنة الناتو حوالي 70% من إجمالي نفقات الحلف العسكرية.

ويعمل الناتو على استرضاء الرئيس الأميركي بشأن الإنفاق على قطاع الدفاع، وذلك بعد انتقاداته المتكررة لحلفاء الناتو لعدم مشاركة عبء التمويل "بصورة عادلة".

 

ووفق دراسة أجراها سكوت أندرسون من معهد بروكينغز، "إذا رغب الرئيس ترامب في الانسحاب من الناتو فلن يستطيع الكونجرس إيقافه، ففي قضايا السياسة الخارجية للرئيس اليد العليا مقارنة بصلاحيات الكونجرس".

 

ويبحث الكونجرس كذلك إصدار قانون يمنع الانسحاب من الحلف إلا بموافقة ثلثي أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، لكن هذه الفكرة تواجه مقاومة من أعضاء يرونها "تعديا" على سلطة الرئيس الدستورية.

 

في حين، يعتقد بعض الخبراء أن الحلف يقوم بدور مهم داعم للمصالح الأميركية بعيدا عن المسرح الأوروبي. ويتم الاستشهاد بالحالة الأفغانية عندما هرعت دول الحلف لمساندة المجهود العسكري الأميركي عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وما زال هناك الآلاف من جنود الناتو في أفغانستان.

الجيش الروسي

 

أيضا ما يهدد مستقبل الحلف، هو ما تريد روسيا تكوينه الآن، بتأسيس قوى عسكرية روسية تركية إيرانية وصينية، والتي ربما إن حدث سيؤثر على الناتو بشكل كبير، بحسب مراقبين.

 

أيضا، هناك دعوات أوربية، تحديدا فرنسية وألمانية تنادي بتأسيس جيش أوروبي موحد، وربما تلك الدعوات إن نجحت فلا مستقبل لاستمرار الحلف، كما يقول البعض.

 

يذكر أن الاتحاد الأوروبي أسس صندوقا دفاعيا بعدة مليارات يورو العام الماضي بهدف تطوير قدرات أوروبا العسكرية، وجعل القارة أكثر استقلالية على الصعيد الإستراتيجي.

 

وكانت الدعوة لتأسيس جيش أوروبي موحد انطلقت من فرنسا عام 1950، وأخذ الجدل حولها بعدا تصاعديا منذ عام 2000، ويقصد بهذا الجيش تحالف دفاعي بين الدول أعضاء الاتحاد على غرار حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتطوير هذا الحلف إلى قوات أوروبية موحدة تديرها وزارة دفاع أوروبية موحدة.

ميركل وماكرون

 

كما تزعمت فرنسا جهودا لإنشاء قوة من تسعة بلدان تكون قادرة على التحرك سريعا لتنفيذ عمليات عسكرية مشتركة وعمليات إجلاء من مناطق حرب، وتقديم الإغاثة عند وقوع كوارث طبيعية. 

 

وكان أعضاء الاتحاد -باستثناء بريطانيا والدانمارك ومالطا- قد اتفقوا في ديسمبر 2017 على تشكيل آلية الدفاع الأوروبية الدائمة (بيسكو). ورحبت وزيرة الدفاع الألمانية أوروسولا فون دير لاين بتشكيل هذه الآلية وسمتها "الاتحاد الأوروبي للأمن والدفاع" واعتبرتها خطوة ممهدة لتأسيس جيش أوروبي موحد.

 

ويُعد حلف شمال الأطلسي منظمة تأسست عام 1949م وذلك طبقًا لمعاهدة شمال الأطلسي والمعروفة باسم معاهدة واشنطن والتي تم التوقيع عليها في العاصمة الأمريكية واشنطن في 4 أبريل عام 1949م.

 

وجاء تكوين الحلف ردًا على توحد القوات السوفياتية في منطقة شرق أوروبا مما أشعر الدول الأوروبية الأخرى بقرب وقوع هجوم سوفيتي عليها، وبالتالي كان لابد من التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية للوقوف ضد هذا الخطر.

 

ويضم يضم الحلف في الوقت الراهن 28 دولة أبرزها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا، وألمانيا وإيطاليا.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى