«اختراق » و«تدخل أجنبي» ..الانتخابات الإسرائيلية بـ«نكهة أمريكية» 

[real_title] يبدو أن الانتخابات العامة الإسرائيلية ،المقررة 9 أبريل المقبل، تسير على خطى انتخابات حليفتها الأمريكية فالفضيحة المفاجأة بشأن اختراق "أجنبي" لهاتف المرشح إلى منصب رئاسة الوزراء الإسرائيلية بيني غانتس، ألقت الضوء على مدى التشابه بين دور بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب.

 

 

وتحولت الحملات الانتخابية الإسرائيلية إلى حرب الجميع ضد الجميع، مع محاولة كل طرف إبراز الوجه الفاسد في الطرف الآخر، وتبني "الموضة الأمريكية" الجديدة الخاصة بالتدخل الأجنبي في الانتخابات عبر الاختراق الإلكتروني، والاتهامات بعدم الوطنية.

 

 

"التدخل الأجنبي"

 

وجرى استدعاء مصطلح "التدخل الأجنبي" للمرة الأولى في الانتخابات الإسرائيلية ، بعدما ذكرت القناة 12 الإخبارية بالتلفزيون الإسرائيلي، الخميس، أن جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يعتقد أن المخابرات الإيرانية تمكنت من الوصول للمعلومات الشخصية ومراسلات الجنرال السابق، وأن الجهاز أخطره بالاختراق قبل 5 أسابيع.
 

وبالفعل وظف نتنياهو القصة بشكل كبير في حملته الشرسة ضد رئيس الأركان السابق، قائلا إن زعيمي حزب "أزرق أبيض" غانتس ويائير لابيد "يتمتعان بدعم النظام الإيراني".

 

لكن نتنياهو نفى أن يكون جهاز الأمن العام قد أبلغه مسبقا باختراق المخابرات الإيرانية لهاتف غانتس.

وتقول "هآرتس" إنه يعتقد على شكل واسع أن يكون مساعدي نتنياهو هم الذين أطلعوا الصحافة على المعلومات المدمرة والمحرجة، التي يمكن أن تكون إيران قد حصلت عليها من هاتف غانتس، ومن بينها شريط فيديو جنسي مزعوم لرئيس الأركان السابق مع سيدة.

 

واستدعت «وحدة السايبر الوطنية» في ديوان نتنياهو، مؤخراً، ممثلين عن مراكز استطلاعات الرأي لإرشادهم حول طرق حماية أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم وشبكاتهم من الاختراق، والتأثير بذلك على اتجاه الحملات الانتخابية.

 

وبحسب مصادر مقربة من مكتب رئيس الوزراء، فإن «وحدة السايبر» تخشى من تلاعب في نتائج استطلاعات الرأي، بهدف خلق أجواء مخالفة للواقع يكون لها تأثير على الحملة وبالتالي على النتائج.

 

ووصنفت مراكز الاستطلاعات على أنها «بنى تحتية سيؤدي الإضرار بها، حتى يوم الانتخابات، إلى عرقلة المنظومة الانتخابية والتأثير على النتائج».

 

وكانت هذه الوحدة، قد استدعت في الشهر الماضي مندوبين عن جميع الأحزاب التي تقدمت بقوائم مرشحين، وعددها 47 قائمة.

 وفي الأسبوع الماضي، تسربت معلومات تفيد بأن إسرائيل تأخذ بجدية التهديدات باختراقات أجنبية، وتتجهز لهجوم سيبراني من المحتمل أن يحدث في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع، وهي فترة وجيزة لا يمكن خلالها إصلاح الضرر الذي قد يحدثه أي هجوم.

 

والخشية الأساسية في إسرائيل هي من نشر مواد داخلية سرقت من أحد الأحزاب، أي مواد داخلية سيساهم نشرها في الإضرار بهذا الحزب، مثلما نشرت محادثات خاصة بالرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عشية انتخابه عام 2017، أو مثلما اخترقت أجهزة كومبيوتر الحزب الديمقراطي عشية الانتخابات الأميركية عام 2016.

 

 نميمة سياسية

 

ونفى غانتس الذي يعد أقوى منافسي ، ما ذكرته التقارير الإعلامية، من أن الاختراق المزعوم قد نجم عنه الحصول على أي معلومات حساسة سواء شخصية أو أمنية.

 

وقال غانتس في تصريحات يوم السبت على خلفية الضربات الإسرائيلية في غزة: "بينما نحن وسط حدث أمني مستمر، ينشر شخص ما قصة (تحتوي على) نميمة سياسية".

 

وأضاف: "لا أعتقد أن بيني غانتس هو (محور) القصة الآن. لا توجد قضية أمنية فيها. لا تهديد ولا ابتزاز".

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب "أزرق وأبيض" الوسطي الذي ينتمي إليه غانتس على حزب "ليكود" المحافظ بزعامة نتنياهو.

 

واتهم حزب "أزرق أبيض" نتنياهو، بالوقوف وراء "تسريب مزاعم" اختراق إيران لهاتف غانتس.

 

وأثارت الواقعة سؤالا بشأن مدى اساءة استخدام المعلومات السرية من قبل نتنياهو أو مساعديه، في محاولة تقويض المنافس الرئيسي.

 

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "استغلال المعلومات الشخصية الحساسة التي تجمعها أجهزة المخابرات واحدة من الخصائص المميزة للدول للأنظمة الاستبدادية، وإذا كان باستطاعة نتنياهو إسقاط غانتس، فلا يمكن لأي سياسي إسرائيلي أن يشعر بالأمان أو الحصانة".

 

وأشارت الصحيفة إن "نتنياهو لديه قائمة منوعة من الممارسات السيئة التي يمكن أن تلطخ أي حملة انتخابية، وبالفعل أصبحت أداة في يد منافسيه، فرئيس الوزراء يخضع هو وزوجته لتحقيقات بشأن الفساد".

 

أداة حرب سياسية
 

وذكر الموقع الإلكتروني العبري "ديبكا"، ، السبت، أن حروب "السايبر" أصبحت أداة قوية في العراك الانتخابي السياسي الداخلي في إسرائيل، وذلك على وقع اختراق هاتف  غانتس، ووزير وعضو بارز في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، دون تحديد اسمه. 

 

وأفاد الموقع الإلكتروني الاستخباراتي العبري بأنه رغم إطلاع الجنرال غانتس على اختراق هاتفه المحمول من قبل الاستخبارات الإيرانية، أو أي هاكرز أو قرصنة إيرانية، فإن الأمر لا ينفي مسئولية جهاز الأمن العام الإسرائيلي الداخلي "الشاباك"، كما أن "الموساد" الإسرائيلي نفسه لم يطلع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول هذه الرواية، يعني بداية سيئة للانتخابات البرلمانية، أو بداية سلبية لوجود اختراق حقيقي للانتخابات البرلمانية للكنيست.

 

وشدد الموقع الإلكتروني الاستخباراتي على أن ما يجري من اختراق إلكتروني إيراني للداخل الإسرائيلي، ولمسؤولين إسرائيليين بارزين هو أمر خطير، وهو بداية لمؤشر أخطر مقبل على بلاده.    
 

وأجرت الصحيفة العبرية، ذات الطابع الاقتصادي، حوارا مع عضو الكنيست السابق، إريئيل مارغليت، واحد من المستثمرين الكبار في مجال السايبر، أوضح من خلاله أنه سبق وحذر بلاده من احتمالية وقوع اختراق إلكتروني، خاصة أثناء مجريات انتخابات الكنيست المقبلة، المقرر إجراؤها في التاسع من الشهر المقبل.
 

وأفاد مارغليت بأن إشارة بداية الاختراق الإلكتروني بدأت حينما تم قرصنة الهاتف الشخصي للجنرال بيني غانتس، محذرا من أن هناك حالات اختراق مقبلة لمسؤولين إسرائيليين آخرين.

 

وأشار عضو الكنيست السابق إلى أنه سبق وجرت وقائع مشابهة لحالات الاختراق الإلكتروني، مثل حالة التدخل فيالانتخابات الرئاسية الأمريكية، في العام 2016، وكذلك في حالات أخرى في فرنسا وبريطانيا.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى