[real_title] رغم القرارات المصيرية التي اتخذها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، لتهدئة الشارع، لم يزل الغموض يسيطر على الفترة الانتقالية التي أعلن عنها لتأسيس ما وصفه بنظام جديد. وبعد 17 يوما من التظاهر والحراك الشعبي، أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، حزمة قرارات كان أبرزها عدوله عن حلم الولاية الخامسة، وتأجيله الانتخابات. وبعث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برسالة الى الشعب أعلن فيها عن تأجيل الانتخابات الرئاسية وعدم ترشحه لولاية خامسة، كما أعلن عن تعديل جذري للحكومة وتنظيم الاستحقاق الرئاسي.. قرارات بوتفليقة http://www.youtube.com/embed/9M9ClZL7z4A أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه أعلن في رسالة مساء اليوم الاثنين إرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 أبريل المقبل، وعدم ترشحه لولاية رئاسية خامسة. كما أعلن إجراء تعديلات على التشكيلة الحكومية في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد موجة احتجاجات واسعة شهدتها الجزائر الأسابيع الماضية ضد ترشحه. كما تقدم رئيس الوزراء أحمد أويحيي باستقالته، وعين بوتفليقة وزير الداخلية نور الدين بدوي خلفا له. الأخضر الإبراهيمي كشف مصدر حكومي اليوم الثلاثاء بأن من المتوقع أن ينضم الدبلوماسي الجزائري المحنك الأخضر الإبراهيمي وممثلون للمحتجين إلى مؤتمر يهدف للتخطيط لمستقبل البلاد بعد أن أذعن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لاحتجاجات حاشدة ووافق على عدم خوض الانتخابات. ومن المتوقع أن يرأس الإبراهيمي، وهو وزير خارجية سابق ومبعوث خاص سابق لدى الأمم المتحدة، المؤتمر الذي سيشرف على انتقال السلطة وصياغة دستور جديد وتحديد موعد الانتخابات. وأضاف المصدر أن المؤتمر سيضم ممثلين عن المتظاهرين بالإضافة إلى شخصيات لعبت دورا بارزا في حرب الاستقلال التي استمرت من عام 1954 إلى عام 1962. وأشاد الإبراهيمي، بعد اجتماعه مع بوتفليقة يوم الثلاثاء، بسلوك المحتجين قائلا على التلفزيون ”الشباب الذين خرجوا في شوارع بلدنا تصرفوا بمسؤولية أثارت إعجاب الجميع في الداخل والخارج“ داعيا إلى ”الاستمرار في التعامل مع بعضنا البعض بهذه المسؤولية والاحترام المتبادل وأن نحول هذه الأزمة إلى مناسبة بناء وتشييد“. التظاهرات مستمرة http://www.youtube.com/embed/HHKGgJKh0vs خرج آلاف المحتجين لمختلف الشوارع بالجزائر في العديد من الولايات اليوم الثلاثاء احتجاجا على قرارات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واعتبروها "استغباء لهم". واحتشد عشرات في وسط الجزائر العاصمة صباح يوم الثلاثاء ورددوا ”نريد لهذا النظام أن يرحل“. واجتمع آلاف المحتجين، بساحة البريد المركزي، منذ صبيحة اليوم، معبّرين عن غضبهم، مشيرين إلى أن "ما حملته رسالة بوتفليقة ماهي إلا مسكنات، مفعولها غير سار مع الشباب الواعي بحقوقه وواجباته تجاه الوطن". ورفع المحتجون في العاصمة عددا من الشعارات، انصبّت أبرزها في عدم قبول تمديد العهدة الرّابعةّ، رافضين ، ما وصفوه بـ"التلاعب بالمصطلحات بين الرسالة الأولى والثانية، لرئيسهم الذي قرّر تأجيل الانتخابات الرئاسية دون أن يحدد المدة التي سيتم فيها ذلك، رابطا انتقال السلطة، بندوة وطنية يجمع فيها مختلف مكونات المجتمع وتوجهاته الفكرية. وحسب شهود عيان، تظاهر الآلاف للاحتجاج ضد الرسالة في ولايات سكيكدة وقسنطينة وبرج بوعريريج ، وبجاية ووهران ، التي وصفوها بـ"دس السم في العسل ". ويحكم بوتفليقة (82 عاما) البلاد منذ 20 عاما ونادرا ما يظهر في العلن منذ إصابته بجلطة دماغية في عام 2013. ويأتي إعلان بوتفليقة عدم ترشحه بعد ساعات من إعلان أكثر من ألف قاضٍ جزائري رفضهم الإشراف على الانتخابات الرئاسية في البلاد، المقرّرة الشهر المقبل؛ في حال شارك فيها الرئيس. http://www.youtube.com/embed/mmqnoxD9UqU واعتبر القضاة، في بيان صدر قبل ساعات، أن "الإصرار على ترشيح بوتفليقة، وفي خضمّ الحراك الشعبي الواسع الرافض للعهدة الخامسة، يجعلهم أمام مسؤوليات تاريخية وأخلاقية تفرض عليهم، انطلاقاً من ضميرهم المهني، واجب التخلّي عن الإشراف على الانتخابات الرئاسية، خدمة لكرامة القضاة ولمصلحة الشعب الجزائري". وأعلنت حملة بوتفليقة، الأحد، أن الرئيس ماضٍ في ترشحه للانتخابات الرئاسية، وقالت الحملة إن "قيادات في الجيش تسعى لعرقلة الرئيس"، وهو ما خالف بيان بوتفليقة بالأمس. وتعهد بوتفليقة (82 سنة)، في وقت سابق، بتنظيم مؤتمر للحوار وتعديل دستوري، ثم انتخابات مبكّرة لن يترشح فيها في حال فوزه بولاية خامسة. ومنذ أسبوع، تتسارع الأحداث في الجزائر بالتحاق الطلبة ونقابات بالحراك، وشمل أيضاً التحاق منظمة المجاهدين (قدماء المحاربين) المحسوبة على النظام الحاكم، التي أعلنت دعمها للمظاهرات، في حين دعت قوى معارضة إلى مرحلة انتقالية تمهّد لتنظيم انتخابات "نزيهة". والخميس الماضي حذّر بوتفليقة، في رسالة للجزائريين بمناسبة "يوم المرأة العالمي"، من "اختراق" الحراك الشعبي الحالي من قبل أي "فئة داخلية أو خارجية"، لم يسمّها، وعبّر عن "ارتياحه" لطابعها السلمي.