[real_title] منذ انطلاقها لم تتوقف التظاهرات في الجزائر، ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. ونظم مئات المحامين الجزائريين، صباح اليوم الخميس، مسيرة نحو مقر المجلس الدستوري. وبدأت المسيرة من أمام مقر وزارة الطاقة بحي مالكي بحيدرة بالجزائر، وسار المحتجون لمئات الأمتار نحو مبنى المجلس الدستوري بحي الأبيار بأعالي العاصمة. التظاهرات مستمرة ولبس المحتجون بدلاتهم الرسمية (الجبة السوداء) رافعين شعارات مثل: ”عهدة خامسة غير دستورية“.. ”الدفاع مع المواطن“.. ”لا لتجاهل الدستور“.. و“لا لتجاهل إرادة الشعب“. ولم تعترض طريق المحتجين قوات الأمن الحاضرة بالمكان إلى غاية وصولهم مقر المجلس، إذ نظموا وقفة هناك ظلت متواصلة حتى الساعة 10.30تغ. وأمس الأربعاء أعلن ”اتحاد المحامين الجزائريين“(نقابة)، مقاطعة الجلسات القضائية، لمدة 4 أيام، في جميع محاكم البلاد، اعتبارًا من الاثنين المقبل، احتجاجًا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وقال بيان أصدرته النقابة، إن الاتحاد ”يحيّي الحراك الشعبي السلمي الرافض للعهدة الخامسة“. وأضاف أن الاتحاد ”قرر مقاطعة العمل القضائي على المستوى الوطني، وفي جميع الهيئات القضائية، لمدة 4 أيام، بدءًا من الاثنين المقبل، باستثناء المواعيد (مواعيد الجلسات المحددة سلفًا)، حفاظًا على حقوق المتقاضين“. رسالة بوتفليقة بعث الرئيس الجزائري برسالة جديدة للشعب، الخميس، يشيد فيها بـ"الطابع السلمي للمسيرات الشعبية"، محذرا في الوقت نفسه من "اختراق المسيرات من قبل فئات غادرة داخلية أو خارجية". وجاءت رسالة بوتفليقة "بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة"، وقرأتها نيابة عنه وزيرة البريد والاتصالات السلكية و اللاسلكية والرقمنة، هدى إيمان فرعون، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية. وقال بوتفليقة في الرسالة: "شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية، ووجدنا في ذلك ما يدعو للارتياح لنضج مواطنينا، بمن فيهم شبابنا، وكذا لكون التعددية الديمقراطية التي ما فتئنا نناضل من أجلها باتت واقعا معيشا". أطراف غادرة وفي الوقت نفسه، دعا الرئيس الجزائري إلى "أخذ الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية، التي قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات". وأضاف: "الجزائر دفعت ثمنا باهظا وبذلت جهدا جهيدا لاسترجاع استقلاها وحريتها، كما دفع شعبنا كلفة غالية وأليمة للحفاظ على وحدتها واستعادة سلمها واستقرارها بعد مأساة وطنية دامية"، مناشدا الجميع، "وبالدرجة الأولى الأمهات"، إلى الحرص على "صون الوطن عامة وأبنائه بالدرجة الأولى". وتأتي رسالة بوتفليقة، في غضون احتجاجات شعبية عارمة في مختلف أنحاء الجزائر للمطالبة بتراجعه عن الترشح. كما تشهد الاوساط السياسية تحركات أيضا في هذا السياق، في إشارة نادرة إلى وجود انقسامات في طبقة النخبة. وقد شدد بوتفليقة على ضرورة "الحفاظ على الاستقرار للتفرغ، سلطة وشعبا، للاستمرار في معركة البناء والتشييد ولتسجيل المزيد من الانتصارات والتقدم"، مشيرا إلى أن الجزائر أمامها "العديد من التحديات، اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، لكي تصل إلى مستواها المشروع من الرفاهية لشعبها، ومن حضورها الاقتصادي في الأسواق العالمية، ومن إثبات مكانتها أكثر في المحافل الدولية". وتابع: "فصل الربيع هو، في الجزائر، فصل وقفات تذكر محطات كفاحنا وانتصاراتنا، ونرى في ترقية مكانة المرأة جزءا من هذا الكفاح، كفاح هو اليوم معركة البناء والتشييد"، داعيا الجزائريات إلى "البقاء في الخط الأمامي في هذه المعركة السلمية، معركة صون الوطن، معركة الحفاظ على أبناء الوطن، وبعبارة موجزة معركة الجزائر". صحة بوتفليقة http://www.youtube.com/embed/xpwYEt83YO4 في سياق متصل، قال عبد الغني زعلان، مدير حملة الرئيس الجزائري بوتفليقة، إن الأخبار المتداولة حول تدهور صحة الأخير في إحدى المستشفيات السويسرية ”لا أساس لها من الصحة“. جاء ذلك في حوار مع صحيفة الخبر الجزائرية (خاصة) نشرته اليوم الخميس في أول تعليق رسمي على معلومات نشرتها وسائل إعلام سويسرية مفادها تدهور وضع بوتفليقة الصحي خلال الأيام الأخيرة. وبحسب زعلان، فإن ”رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في جنيف من أجل فحوص طبية دورية، وهو بصدد استكمالها“. وتابع: ”أؤكد لكم ولكل المواطنين أن وضعه الصحي لا يدعو لأي قلق. للتذكير ففي كل مرة يجري فيها الرئيس فحوصات دورية يعلم الشعب الجزائري عن ذلك“. ووفق المتحدث ”حتى في رسالة ترشحه لم يُخفِ حالته البدنية التي بطبيعة الحال لم تعد كما كانت عليه سابقًا، غير أنني أؤكد مرة أخرى أن الأنباء التي تتحدث عنها (تدهور وضعه الصحي) لا أساس لها من الصحة على الإطلاق“. ونشرت صحيفة ”لا تريبيون دو جوناف“ السويسرية، أمس الأربعاء، نقلًا عن مصادر طبية بالمستشفى الجامعي بجنيف أن بوتفليقة ”تحت رعاية طبية مستمرة، وهو يعاني من مشاكل عصبية وتنفسية، وحياته مهددة بشكل دائم“. وكان الرئيس بوتفليقة قد توجه في 24 فبراير الماضي إلى جنيف، لإجراء فحوصات طبية دورية، بحسب بيان سابق للرئاسة. وبشأن سؤال حول رفض الشارع لتعهدات بوتفليقة في حال فاز والمطالبة برحيله، رد زعلان: ”بحسب الأصداء التي بحوزتنا، فإن شرائح واسعة من المواطنين تفاعلوا إيجابيًا مع المقترحات انطلاقًا من كونهم وجدوا فيها إجابة لمطالبهم“. وتابع: ”القول بأن الجزائريين رفضوا أم قبلوا هذه الإصلاحات لا يمكن لأحد أن يتنبأ به قبل معرفة ما ستفرزه صناديق الاقتراع يوم 18 نيسان/أبريل المقبل (تاريخ الانتخابات)“، في إشارة إلى رفض بوتفليقة الانسحاب. وفي 3 مارس الجاري، أعلن بوتفليقة رسميًا ترشحه للانتخابات، عبر مدير حملته عبد الغني زعلان، الذي قدم أوراقه للمجلس (المحكمة) الدستوري متعهدًا في رسالة للجزائريين بـ 6 أمور، بينها إجراء انتخابات مبكرة من دونه، ووضع دستور جديد للبلاد، والدعوة لحوار وطني شامل. وتشهد البلاد حراكًا شعبيًّا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، شاركت فيه بضع شرائح مهنية، من محامين وصحافيين وطلبة، فيما طالبت قوى معارضة بتأجيل الانتخابات المقررة في الـ 18 من أبريل/ نيسان المقبل.