بسبب السيول والفساد الحكومي..العراق يتنفس تحت الماء

بسبب السيول والفساد الحكومي..العراق يتنفس تحت الماء
بسبب السيول والفساد الحكومي..العراق يتنفس تحت الماء

[real_title] تزايدت مخاوف العراقيين بموجة الأمطار الغزيرة والسيول التي أغرت عشرات المنازل في محافظات مختلفة في الوقا الذي لم تضع فيه الوزارات الخدمية التدابير والخطط العاجلة لمواجهة تلك السيول.

 

ويشهد العراق أمطاراً غزيرة غير مسبوقة تسببت في سيول جارفة في مناطق غرب الأنبار، وغرق الشوارع والساحات العامة في مدن بغداد وديالى وصلاح الدين والناصرية، كما تسببت السيول في انهيار تحويلات ترابية أنشئت في مناطق غرب الأنبار لمرور السيارات عوضاً عن الجسور المهدمة نتيجة الحرب.

 

مديرية الدفاع المدني في النجف أعلنت عن غرق 50  منزلا في المحافظة بسبب السيول التي  سببتها الأمطار، وأكد مديرها العام اللواء كاظم سلمان بوهان وجود سيول متوسطة الشدة تتجه من البادية نحو بحر النجف.

 

 وأضاف في تصريح صحفي:" أن سيولا قادمة من إيران تتجه نحو محافظة واسط وسيستوعبها  نهر الجباب باتجاه نهر دجلة " الامطار مطمئن حتى الآن ".

 

غياب التخطيط

 

بدورها قالت النائبة العراقية، انتصار الجبوري: إن" كميات الأمطار التي هطلت على العراق في الأيام الماضية، والتي من المتوقع استمرار هطولها، هي نعمة تحولت إلى نقمة بسبب غياب التخطيط من قبل الحكومة العراقية".

 

وأضافت الجبوري في تصريحات صحفية"، أن "موجات السيول التي ضربت مختلف مناطق العراق والأمطار الغزيرة عندما لا تجد خزانات وبحيرات لخزن هذه المياه فإنها ستتسبب بكارثة حقيقية".

 

وحذرت من تعرض بغداد للغرق إذا ما استمرت مياه السيول بالتدفق إلى نهر دجلة، بالإضافة لتحذيرها من انهيار سد الموصل وسدود عراقية أخرى؛ إثر ضعف السدود العراقية التي تعاني من الإهمال وعدم ترميمها بشكل دوري.

 

سدة السيول

 

وقديما كانت الوسيلة الرئيسية لحماية بغداد من الغرق هي سدة ناظم باشا، شرق العاصمة، والتي بنيت بالعام 1910، وفي مدة لا تتجاوز عشرة أشهر، ثم عمل الرئيس السابق صدام حسين في 1988 على بناء سدة مشابهة لها تمتد من منطقة الشعب إلى مدينة الراشدية أحد مداخل بغداد الرئيسية من جهة الشمال.

 

والسدة هي عبارة عن مرتفع ترابي يمتد من منطقة الصليخ شمال بغداد حتى مدينة الزعفرانية جنوبها، لكنها فقدت قيمتها بعد إنشاء مشروع ناظم الثرثار عام 1956.

 

هذه السدة التي يمتد طولها لمئات الكيلومترات، وأنشئت لدرء أي مخاطر تهدد سكان جانب الرصافة دمّرت وأزيل جزء كبير من تربتها على يد متنفذين في الحكومة العراقية.

 

مساعدات أممية 

 

ونظراً لحجم الكارثة التي يمر بها العراق إثر الفيضانات والسيول التي اجتاحت الكثير من المحافظات العراقية، وتسببت بشلّ الحركة الاعتيادية وتعطيل الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية فيها، أعلنت الأمم المتحدة استعدادها لمساعدة البلاد في درء مخاطر السيول.

 

وقالت لجنة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، في بيان لها: إن" الأمم المتحدة مستعدة للمشاركة بمجال المساعدة الإنسانية الدولية والمحلية، من خلال دعم الوكالات المتخصصة التابعة للحكومة العراقية بتقديم المساعدات لعشرات الآلاف من ضحايا الفيضانات الشديدة التي اجتاحت مناطق عديدة من محافظتي صلاح الدين ونينوى".

 

وأضافت أنها تُقيّم الحالة لترى أين يمكنها أن تساعد حكومة العراق في استجابتها لهذه الفيضانات الشديدة.  

 

فساد حكومي

 

بدورها قالت الصحفية العراقية نداء الكناني، إن السيول مشكلة متكررة كل عام ومع ذلك لم تقوم الحكومات المعاقبة على إيجاد حلول جذرية لهذه الكارثة الموسمية إلا بالتحذيرات فقط.

 

وأضافت لـ"مصر العربية" أن الحلول بسيطة ومتاحة ولكن الفساد الذي استشرى في جميع مفاصل مؤسسات الدولة هو الذي يعرقل تنفيذ هذه الحلول.

 

وطالبت الحكومة بضرورة التوصل لحلول لهذه الكارثة التي تحصد المزيد من أرواح الشعب العراقي، وأقل هذه الحلول هى إنشاء خزانات لمياه الأمطار حتى لا تتسبب في قتل الناس ومن ثم الاستفادة منها في أغراض متعددة.

 

معاناة

 

فيما قال الناشط السياسي العراقي عبدالله الشمري، إن السيول أغرقت هذا العام آلاف المنازل وتسببت في مقتل العشرات، مؤكداً أن خطورتها على حياة الناس لا تقل عن خطورة الحروب التي تعرض لها العراق.

 

وأكد لـ"مصر العربية" أن السيول ضاعفت معاناة مئات الأسر النازحة في الوقت الذي لم تنتهى حتى الآن الحكومة من توفير أماكن آمنة لهذه الأسر على الرغم من انتهاء الحرب على داعش منذ حوالي عام.

 

وأعلنت السلطات العراقية في ديسمبر2017 الماضي انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية رسميا، بعد ثلاث سنوات من القتال، وفرار المسلحين إلى خارج البلاد.

 

وكان تنظيم الدولة قد نجح في عام 2014 في السيطرة على مساحات واسعة شمال وغرب العاصمة بغداد وأعلن "دولة الخلافة"، ما دفع العراق إلى إطلاق معركة القضاء على التنظيم، وبعد بعد ثلاث سنوات من القتال استعاد العراق أراضيه بدعم جوي من تحالف تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى