[real_title] ازداد المشهد التونسي سخونة بعدما ترددت أنباء عن احتمالية ترشح أعلى رأس بحركة النهضة "راشد الغنوشي" في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري. ترشح الغنوشي بحسب مراقبين، ما إن حدث ستكون له تبعات سياسية ربما تغير المشهد برمته. وقبل أيام كان، اشتعل السباق مبكرا حول خليفة الباجي قائد السبسي بعد دعوة الرئيس السابق المنصف المرزوقي رئيس حزب حراك تونس الإرادة، بالتوحد مع حركة النهضة، وما أعقبه من إعلان لرئيس الحكومة يوسف الشاهد عن تأسيس حزب "تحيا تونس". أيضا ما يزيد الأمور اشتعالا ما تردد عن ترشح رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي للاستحقاق الرئاسي. ويعتزم رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري. وذكرت وكالة "قدس برس"، نقلاً عن "مصدر مقرب من حركة النهضة"، لم تسمه، أن الغنوشي تشاور مع عدد من قيادات النهضة والشخصيات العامة في تونس حول الترشح للانتخابات القادمة. وأشار المصدر إلى أن زعيم النهضة "قد حسم أمره، وسيقوم بطرح الأمر خلال اجتماع مجلس الشورى المقبل للحركة". وأضاف أن الغنوشي تحدث مع الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، من أجل ضمان دعمه وعدم حدوث تعارض بين الطرفين، "ولكن المرزوقي رفض الفكرة، وأكد أنه سيقوم بالترشح للانتخابات حتى لو قام الغنوشي بترشيح نفسه". الناشط السياسي بحركة النهضة التونسية حسين طرخاني قال لـ"مصر العربية" إن الحركة لم تقرر بعد مشاركتها في الانتخابات الرئاسية ولم تعلن أنها سترشح أحد أبناءها، ولكن تبقى النهضة معنية للانتخابات بما أنها لها ثقل وعمق اجتماعي. وأوضح في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أن النهضة تستطيع تحديد الفائز بالرئاسة المقبلة، وذلك عبر تشجيع أبنائها وقواعدها على انتخاب شخصية معينة من خارج الحزب، وهذا ما يقصده الشيخ راشد الغنوشي من خلال دعم مرشح من خارج الحزب. وتابع: "النهضة ستدعم شخصية محترمة من خارج الحزب لأنها إذا فازت في الانتخابات التشريعية القادمة، وبالأغلبية تستطيع من خلال هذا المرشح الرئاسي الذي دعمته العمل في الحكومة بأريحية، وسيكون هناك تفاهم وتناغم بين الرئاسة والحكومة، ولن تحدث أي مشاكل أو خلافات، وهذا سيكون لمصلحة البلاد. يشار إلى أن رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، أعلن قبل أيام أن حركته ستشارك رسمياً في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري، مؤكداً أنه "غير معني شخصياً بالترشح"، لكنه في الوقت ذاته قال إن الترشّح للانتخابات الرئاسية ليس أمراً شخصياً، وإنما ملف يحسمه حزبه، وشدد على أن القانون لا يمنعه من الترشح. وكان الناطق الرسمي لحركة النهضة عماد الخميري، صرح قبل عدة أشهر بأن الغنوشي "يتمتع بكل الإمكانيات ليكون رئيساً للجمهورية، وإنه خال من أي مانع قانوني يحول دون خوضه غمار الانتخابات الرئاسية لسنة 2019"، وهو تصريح اعتبرته وسائل الإعلام في حينه "منعرجاً سياسيّاً" لحركة النهضة، التي لم تدفع بأي مرشح في انتخابات 2014. يذكر أن حركة النهضة (حركة الاتجاه الإسلامي سابقاً) هي الحركة التاريخية التي تمثل التيار الإسلامي في تونس، والتي تأسست عام 1972 وأعلنت رسمياً عن نفسها في 6 يونيو 1981. ولم يُعترف بالحركة كحزب سياسي في تونس إلا في 1 مارس 2011 من قبل حكومة محمد الغنوشي الثانية بعد هروب الرئيس زين العابدين بن علي البلاد على إثر اندلاع الثورة التونسية في 17 ديسمبر 2010. وتُعد حركة النهضة في الوقت الحاضر من بين أهم الأحزاب السياسية في تونس. وفازت حركة النهضة بانتخابات 23 أكتوبر 2011، أول انتخابات ديمقراطية في البلاد، ومارست الحكم عبر تحالف الترويكا مع حزبين آخرين، ضمن حكومة حمادي الجبالي وحكومة علي العريض القياديين فيها، وذلك حتى 2014. وفي انتخابات 26 أكتوبر 2014، حلت في المرتبة الثانية وشاركت في حكومة الحبيب الصيد ضمن تحالف رباعي، ولكنها لم ترشح أحدًا من صفوفها في الانتخابات الرئاسية التونسية 2014.